أنتهت أعمال المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي قبل يومين بأنتخاب قيادة جديدة للحزب.
البعض أعتبر ان هذه القيادة بشكلها الحالي تمثل تغييرأ حقيقيأ بالنسبة للحزب وخاصة دخول خمسة رفاق شباب للمكتب السياسي والبعض الأخر أعتبرها ليست بهذه الصورة.
لاشك أن التغيير الحقيقي يتمثل بالفكر والنهج الذي سيسير عليه الحزب بالمرحلة القادمة أذا كان المرء ينشد حقأ تغييرأ بمعنى الكلمة ،أما الأفراد فهم الأداة المنفذة لهذا الفكر والنهج .
أذا كنا الأن لا نستطيع الحكم على التغيير الفكري للحزب الا بعد حدوثه فبالتالي دعونا نتحدث على الأفراد الذين شملهم التغيير.
اللجنة المركزية القديمة تكونت من أحدى وثلاثون رفيقة ورفيق.
خرج أو أخرجوا منها قبل مدة (بسمة كاظم ،جهاد جليل ،حسان عاكف) ليصبح العدد ثمانية وعشرون.
المؤتمر الأخير بسبب المرض وأسباب أخرى خرج (لم يحضروا المؤتمر) أربعة رفاق (صالح ياسر ،جاسم اللبان ،مفيد الجزائري ،عبد الوهاب -أبو بدر) .بالمؤتمر لم يرشح نفسه كل من (شميران ،الحسيني مسؤول محلية البصرة،علي ابراهيم ،رضا الظاهر ،جاسم الحلفي) ليصبح المجموع ثمانية. المجموع النهائي تسعة رفاق لا يريدون الدخول للجنة المركزية الجديدة مضاف اليهم ثلاثة من السابق .يعني لدينا أثني عشر رفيق لن يكونوا بعداد اللجنة الجديدة .
يعني لدينا تسعة عشر رفيق من القيادة السابقة يقبلون الترشح لهذه الدورة.
ماذا حصل؟ .
جميع هؤلاء التسعة عشر فازوا بالمؤتمر وأضيف اليهم أثني عشر رفيقأ جديدا عوضوا من خرج من اللجنة المركزي.
السؤال هل هذا هو التغيير الذي يتغنى به الرفاق ؟
البعض اعتبر ان دخول خمسة شباب للمكتب السياسي هو ثورة أو أنجاز كبير نحو التجديد والتغيير .لكن دعونا ننظر الى واقع الحال قبل الحكم على هذه القضية.
–من تبقى من اللجنة المركزية القدامى هم ستة مخضرمين والبقية كانوا قد دخلوا بالمؤتمر العاشر .من هؤلاء الستة (سلم علي ) يعيش بلندن منذ السبعينات ولا يريد مغادرتها وبالتالي لن يكون بعداد رفاق المكتب السياسي السبعة مضاف اليهم السيد النائب والسكرتير. أذن بقي لدينا خمسة رفاق مخضرمين .أحدهم أصبح السكرتير والأخر نائب وأثنين دخلوا المكتب السياسي اما الرفيق الأخير فكان وسطيأ طيلة حياته لهذا لم يفز.
جاء لأكمال عدد المكتب السياسي خمسة رفاق جدد من الذين تواجدوا من قبل باللجنة المركزية . مجموعة الاربعة (السكرتير والنائب والأثنين أعضاء المكتب السياسي) هي التي بيدها زمام الأمور وحتى الشباب الأخرين بعضهم لا يعول عليه كثيرأ بالتغيير لأنهم كانوا بفترة عملهم سابقأ بالقيادة أداة طيعة للمتشددين ولم تكن لهم شخصية خاصة بهم .
*من هنا نرى أن التغيير فرضته ظروف الحياة على عدد من الرفاق للخروج من اللجنة المركزية وليست رياح التغيير وشدة التنافس مابين الفكر القديم والجديد وانتهت بالتالي بفوز أصحاب الفكر المتنور الجديد.
–مجموعة الأربعة ستبقى تتحكم بكل زمام الأمور لحين تستطيع مجموعة من هؤلاء الشباب الجدد قلب ميزان القوى وهذا يحتاج مايلي:
1-غلق مكتب الرفيق المتواجد بالطابق الثالث والمتحكم بكل أمور الحزب .
2-جرأة مواقف الكادر الشاب الجديد النقدية بالطرح وعدم النظر للكادر المخضرم بالقدسية والطاعة العمياء .
3-التقرب أكثر للرفاق سواء بداخل التنظيم أو خارجه .
*يجب العمل على هذه القضايا منذ البدء الأن وليس بعد أن تستقر مجموعة الأربعة وترتب أوراقها وتضع العديد من الشباب الجدد تحت جناحيها وعندها لا يمكن لأية رياح تغيير حقيقية باللجنة المركزية من النجاح .طبعا كل هذا يحتاج الدعم الخارجي من الرفاق بداخل أو خارج التنظيم لتتفتح عيون هؤلاء على القضايا التي لا يروها.
–لنتذكر جيدأ أن الرفاق الذين خرجوا مؤخرأ بسبب العمر أو الحالة الصحية كانوا يومأ ما شبابأ ولكنهم لأنهم خضعوا لنفس مقاييس العمل التي سادت في اللجنة المركزية بقوا طيلة هذه المدة ولم يتغير شيء من طبيعة عمل اللجنة المركزية الغير مرضية للغالبية من الرفاق والناس والدليل هو مكانة الحزب الغير مناسبة في وسط الشارع العراقيزمن هنا أصل الى نتيجة بأن القضية لا تتعلق بالشباب أو الشياب بقدر ما تتعلق بنوعية هؤلاء الأعضاء .
–الأيام القادمة ستوضح للجميع ماهية الروح الجديدة بهذا القوام الجديد للجنة المركزية والذي نأمل أن يكون أفضل من السابق عندها سيلقى الدعم والمؤازرة من الجميع.
مازن الحسوني 2021-12-1