لم تعد صحف ووسائل إعلام المعارضة الايرانية النشيطة الفعالة المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية ولا وسائل الاعلام العالمية من تتحدث وتتناول دور ونشاطات مجاهدي خلق في داخل إيران وحضورها وتواجدها في الساحة وکذلك عزلة النظام وکراهية ورفض الشعب الايراني له، بل إن صحف النظام هي من تتحدث عن ذلك وتتناوله بصورة ملفتة للنظر وتعترف بوخامة الاوضاع وعدم تمکن النظام من التصدي لها ومعالجتها بما ينهي محنته وأزمته الحادة.
بطبيعة الحال فإن إعتراف صحيفة”جوان” المحسوبة على الحرس الثوري بالدور والحضور الشعبي لمجاهدي خلق على الساحة الايراني، له معناه وبعده الخاص المختلف عن أية صحيفة أخرى، إذ أن الحرس الثوري هو أداة ووسيلة النظام الايراني لمواجهة معارضيه ولاسيما منظمة مجاهدي خلق، وعندما تتحدث هذه الصحيفة عن الأسلوب والتکتيك النضالي الذي تستخدمه مجاهدي خلق في تحريك الشارع الايراني وفي مواجهة النظام فإنها تعترف بأن مجاهدي خلق في مستوى نوعي يمکنها أن تسبب للنظام ليس مجرد صداع أو قلق بل وحتى خوف من أخذ زمام المبادرة، وبهذا الصدد فقد إعترفت هذه الصحيفة في تقرير لها أن:” مجاهدي خلق حاولوا ايجاد تصور عقلي جديد باختيارهم 15 نقطة في أصفهان مع تجمعات من أكثر من 100 إلى 150 شخصا و نزولهم مباشرة إلى الميدان.”، وتساءلت الصحيفة وهي تستطرد في إعترافها قائلة:” لماذا تنسب جميع الاحتجاجات إلى مجاهدي خلق” وفي اجابتها على السؤال ذكرت ان في الامر ما هو “أكثر من الكراهية والعنف” معترفة بالقوة التنظيمية للمجاهدين القادرين على إرسال الكثير من العناصر إلى الشوارع حين يشاءون.”، وهذا يدل على إن مجاهدي خلق باتت تشکل خطرا وتهديدا للنظام في أي تحرك شعبي ولاسيما إنتفاضة شعبية وإحتمال أن تقلب الامور رأسا على عقب لصالحها.
مشاعر کراهية ورفض النظام من جانب الشعب الايراني، تتزايد بصورة مضطردة، وإن الارضية والاجواء باتت ملائمة أکثر من أي وقت آخر للإطاحة بالنظام وبهذا السياق تحدثت صحيفة”رسالت” قائلة بأن “مواجهات أصفهان جعلت مذاق إيران مرا” مشيرة الى ان “معارضي النظام يسعون بلا هوادة إلى استخدام سياسي للوجود الشعبي في كل فرصة لقلبه رأسا على عقب ضد النظام” وأضافت الصحيفة وهي تسلط الاضواء على حالة التباعد والاختلاف بين الشعب والنظام بقولها: “ان جهل الحكومة في الاستماع والاستجابة لمطالب الشعب أدى إلى تراكم القضايا التي أربكت الناس في التعامل معها بشكل صحيح، وفي الوقت المناسب، مما أدى إلى سلوكيات عاطفية لدى البعض” في حين أن صحيفة” جهان صنعت”، حذرت من جانبها من مواجهة الرفض الشعبي والسعي لقمعه وإ ذلك يزيد من عزلة النظام قائلة:” قد يغلق البعض القضية من خلال تحميل ما يجري للعدو والمندسين، لكن الحقيقة هي أن القمع وتوجيه الاتهام للشعب لا يحل مشكلة البلاد و يجعل المسؤولين أكثر عزلة يوما بعد يوم” مضيفة بأن”هذه المواقف تضعف مكانتنا في العالم”.