كنا صغاراً نرسم ، نفتش
عن رافدين عربيين
ينبضان في وطن أكبر
ثم نخط شواطئ غريبة
نستصعب أسماءها
ومتعرجاتها
نعيد عليها لأجل التعرف
على عالم أشمل
ومعرفة أكمل
ما كنا ندري أن
شواطئ العالم سارت
إليها أقدامنا
حافية ، دامية
من كثرة تنقلنا ما بين
قطبيها ، نبحث عن مرفأ
عن مسافة قدم ٍ
تُرسي مركباً
تنتظر فتحاً جديداً
وأملا يبنى على نسيان
أرض مات فيها الصبر ،
نخلة عارية لا يكسيها جريد
ولا تمرٌ منها ينثر
فم فارغ ملهوف
لا تمرة حلوة تملأه
ولا لقمة خبز تُشبعُ الطفل ،
أبٌ مشرد ، وأخ غريب ،
وحبيب يباع على أبواب المدن الكبرى
ليحصل على لقمة كان في بلاده
بكرامة هو بها الأولى .
ضاع العيش والكد والتعب
وكل تحصيل العمر يُعطى
على جواز سفرٍ مزورٍ
تطرق به أبواب
التسكع والشكوى
ونقف مع المصطفين
لطلب عيشة اليوم
والتنازل عن وطن
جرحه بات
إهانةً للعالم
كبرى
لوحة أو مقطوعة جميلة تحمل رسالة إنسانية راقية وشكوى أصيلة