ولأننا مازلنا في مراحل الحضانة نتعلم اولى ابجديات مبادئ الديمقراطية والحرية ,ولاننا مازلنا نحاول صهرها باصرار لتلائم عقولنا الشرقية المجبولة على الغاء الاخر وشطبه من سجل الحياة السياسية بل وتفخيخه احيانا ان اقتضت الضرورة او شرعنها احد المجانين لصالح حزبه او قومه او طائفته.
من هنا نجد ان اتفاق القادة الشيعة فيما بينهم وتجنيبنا نحن الفقراء من عموم الشعب شرور خلافاتهم وصراعاتهم, اهمية قصوى بل اكثر اهمية وجدوى من بناء البلاد, لانهم لايختلفون ولايتنافسون فيما بينهم لبناء حياتنا او تقديم ماهو افضل لمستقبلنا.
بل للهيمنه علينا وقيادتنا كأجمل قطيع مضطرب لايجد بد من سماع الاوامر ” خدمة للصالح العام ,المذهب , القومية ” او على اقذر التقديرات تجنبا لعمليات التطهير الطائفي والعرقي التي حدثت وستحدث كلما سنحت الفرصة, سيما والضباع القذرة وفراخها مازالت تحوم حولنا وبريق لمعان انيابها يلوح في الافق كلما غفل الرعاة او انشغلوا.
هذا ان تناسينا فكرة المؤامرة وسياسة المحاور واستحقاقات صناعة الشرق الاوسط ” الامريكي ” الجديد علاوة على السباق المحموم من بعض الجهات لخلق تصادم شيعي ـ شيعي كحل اخير لاعادة المتمردين الشيعة الى حضيرة حكم السنة السماوي.
ودع عنك تهريج الاعلام الممول وتخرصاته المستمرة منذ عشرين سنة, بالحديث عن الاعمار والبناء والرفاهية وفشل الشيعة وعمالتهم وهلمجرا, فهو نفسه من كان ومايزال يقود عمليات التحريض والسخرية من دمائنا وضحايانا والتقليل من قيمة تضحياتنا وتسفيه مواقفنا الوطنية ,لانهم باختصار اعدائنا الاشد خطرا.
كل هؤلاء القادة سيذهبون يوما ما وسياتي غيرهم ويبقى الشعب وحده في مواجهة نتائج قراراتهم الحكيمة منها والطائشة او ينعم بالانجازات ان وجدت, فلاتجعل من نفسك ايها المواطن البسيط دمية يتلاعب بها الاخرون ,اختلف وناقش وارفض كل القرارات التي لاتخدمك ومستقبل اطفالك واعترض حتى على قادتك فهم بشر مثلك, جاء بهم القدر او الحزب او الصدفة وليسوا ارباب ولا آلهة