يسال المجرب ولا يسال الحكيم ، فالمجرب عاش مرارة أو حلاوة تجربته ، ولابد من استفادة منها ولو الشيء البسيط فما بالك من عاش تجربة مريرة وصعبة للغاية .
الشعب العراقي قد يكون من الشعوب المميزة وبدون مبالغة على مستوى شعوب العالم ماضيا وحديثا في كل شي،لكن في جانب المصائب والنوائب وليس في جوانب أخرى ، وينطبق عليه المثل المصري المعروف يا ما دقت على الرأس طبول، نضيف إليه كلمة الآخرين التي دقت طبولها علينا لعهود طويلة ، وما إقصائها وأوجعها من ضربا ، فكل واحدا منها اشد من الثاني ليومنا هذا .
لنقسم تجاربنا مع الحكم وأهله في اختيارهم على قسمين أو إلى مرحلتين أو عهدين ، فالأولى منذ الاحتلال العثماني إلى عام 2003،والثانية ما بعد 2003والى ما قبل الانتخابات الأخيرة لنرى ماذا استفادة شعب دجلة والفرات من هاتين المرحلتين أو نقول أيهما أكثر فائدة لكل الشعب بمختلف شرائحه .
محور حديثا ستكون على ثلاث اتجاهات الأولى التجربة الديمقراطية أو أي تجربة في اختيار الناس لمن يدير دفة الحكم لم يكتب لها النجاح أذا تحققت أو توفرت بعض المقومات أو ألاساسات نجاحها من استقرار سياسي أو اقتصادي أو امني ، وبدون ضغوطات أو تهديدات ، والاهم من كل هذا عدم تدخل الآخرين ، وما أدرك من فعل بنا الآخرين من تدخلهم الواضح والصريح في كل الأوقات السابقة والحالية ، وهذا الذي لم نشهده في تاريخ العراق مطلقا وليومنا هذا من عدم استقرار الظروف العامة للبلد في مختلف النواحي والجوانب لان اغلب الأوقات كانت عبارة عن أزمات حادة لحد الانفجار وصراعات وتهديدات لتنعكس سلبا على وضع الدولة ومؤسساتها ووعي الشعب الانتخابي .
المحور الثاني يرتبط بالمحور في المحور الأولى وانعكاساتها السلبية في نقطتين الأولى لم يشهد العراق في تاريخه منذ سنين طويلة قيام دولة قوية صلبة أمام الموجات العاتية ، وقادرة على إدارة شؤون البلد بمهنية وبكفاءة ، بل على النحو الإجمالي حكومات بآملات ورغبات الغير في اغلب الأوقات ، وضعيفة وفاشلة بنسبة 100% ، والنقطة الثانية أيضا لم يشهد في تاريخه إجراء انتخابات حرة نزيهة في أجواء هادئة انتخابية حقيقية ، وما جرى سابقا وحديثا معروف من الكل .
المحور الثالث (بيت القصيد) المرحلة الأولى رغم تعاقب عدة أنظمة أو الحكومات التي حكمت البلد لم تعطي ثمارها أو نتائجها الملموسة على الواقع الانتخابي ، وعلى زيادة وعي وأدرك الناخب بمعنى أدق لم تستفد غالبية الشعب من التجارب السابقة لانه معلوم كيف كانت تتشكل الحكومات وتنهار عبارة عن احتلال يفرض وثورات وانقلابات متعددة ، وكان للمرجعية الدينية في وقتها موقف معروف من الانتخابات والحاكمين ،وبدليل عندما أجريت الانتخابات الأولى شاركت غالبية تحت ظرف معلومة كيف كان وبدعوات من جهات معلومة ، وبدون وعي تمام عن أهمية إجراء الانتخابات ، وعلى أي أساس انتخب من انتخب ، لكن اليوم وبعد تجربة صعبة ومريرة كشفت الحقائق والوقائع لكل الشعب ، وأصبحت الصورة مكتملة الجوانب ، ومرآة حقيقية لأصحاب دعوات التغيير والإصلاح ، ومن يستخدم الشعارات الدينية أو العلمانية وغيرها من اجل السلطة والنفوذ لتكون نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة المعلن رسميا 44% ، والتسريبات اقل من ذلك من الكثير ، وهذا المقاطعة دليل وعي ودامغ على إن الشعب للمرحلة الحالية والمستقبلية وللأجيال القادمة عرف ما كان لا يعرفه ، وذاق الآمرين لتكون له دروس وعبر في المرحلة ما بعد 2003 أفضل بكثير من مرحلة ما قبل 2003 ، وهو الأمر الذي يدعوا إلى الفخر والاعتزاز بان معظم شعبنا عرف مكائد الشياطين الحاكمين ومأربهم الدنية .
سيأتي اليوم الذي تجري به انتخابات حرة ونزيهة ، وستكون نسبة المشاركة تفوق كل التوقعات ، ويريد شعبنا تشكيل حكومة قوية مبينة على عنصري الخبرة والكفاءة في اختيار أعضائها لتدير شؤون البلد بمهنية وبكفاءة عالية ، وتحقق لنا ما يحلم به الطفل الصغير والشيخ الكبير بحياة كريمة وغد مشرق ، وهذا الأمر أو المهمة ليست صعبة أو مستحلية لو نهض وتعاون الجميع من اجل الإصلاح والتغير الحقيقي لوضع البلد القائم .