الاهتمام غير العادي والترکيز الرسمي على إنتفاضة إصفهان وکثرة تناولها والحديث عنها من قبل المسٶولين في النظام الايراني وفي وسائل الاعلام الحکومية، لفت الانظار کثيرا، خصوصا وإنه ومنذ بداية الانتفاضة سعى النظام الايراني من خلال عناصر تابعة له إندست بين المتظاهرين، التأکيد على إن المتظاهرين لايعادون النظام وإنهم يتبعونه ويرفضون إستغلال تظاهرتهم من قبل منظمة مجاهدي خلق، وکان واضح جدا إن النظام الايراني أراد تحقيق أکثر من هدف بواسطة ذلك فهو من جهة يسعى من أجل دق أسفين بين المتظاهرين وبين المنظمة وکأن الاخيرة هي سبب مشاکلهم ومايعانون منه، ومن جهة أخرى حاول إضفاء الضبابية والغموض على الاجواء العامة للإنتفاضة في أيامها الاولى في سبيل الاجهاز عليها وإخمادها قبل أن تحتدم وتتخذ سياقا يحرج النظام أمام العالم، لکن الذي لفت النظر أکثر هو إن المراقبين والمتتبعين للأوضاع في إيران، قد إعتبروا هذا الامر تصرفا غير عاديا وهو يٶکد بأن الاجهزة الامنية للنظام تسعى وقبل هبوب العاصفة الاستعداد والتحسب لها بل وحتى تبرير ماقد يمکن أن يقوموا به من ممارسات قمعية ضد المتظاهرين.
أکثر موقف لفت النظر کثيرا بشأن إنتفاضة إصفهان، هو مابدر عن رئيس اللجنة القانونية في البرلمان الإيراني، رجل الدين موسى غضنفرآبادي، عندما شرعن لأي من كان أن يطلق النار على المحتجين في حال “كانت لديهم نوايا تخريبية”، حيث قال خلال مقابلة صحفية أجريت معه مع موقع”رويداد 24″ الايراني، إذا كان هناك شخص ما، ينوي القيام بعمل تدميري أثناء الاحتجاجات، فيمكن إطلاق النار عليه لمنع الضرر” وهذا يعني وبصورة صريحة أن غضنفرآبادي لا يحصر إطلاق النار ضمن اختصاصات قوات الأمن الرسمية الحكومية، بل يجيز للجميع القيام بذلك، فيقول: “بالإضافة لقوات الأمن، يجوز لمن يرى حدوث الخطر ووقوع الضرر..، أن يتدخل فعلا في العملية وله رخصة شرعية وقانونية”!
هذا الموقف الذي تمادى في مستوى قسوته وعنفه، لم يأت إعتباطا، بل إنه إمتداد لسياق خط عام لمواقف اخرى تم إعلانها من جانب مسٶولين في النظام ووسائل إعلام حکومية مختلفة، حيث جرى التأکيد فيها على إن منظمة مجاهدي خلق لها دور کبير في إنتفاضة إصفهان وإنها من تقوم بالاشراف عليها وتوجيهها، وهذا يدل مرة أخرى على إن النظام الايراني وعلى الرغم من کل ماقاله ويقوله عن إستقرار أوضاعه الامنية وإنه يبسط سيطرته على الاوضاع ويتهکم ويسخر من ماتٶکده الاوساط السياسية والاعلامية الدوليـة عن الدور والتأثير المتعاظم لمجاهدي خلق ضد النظام في داخل إيران بشکل خاص وفي خارج إيران بشکل عام، وکل هذا يدل ويثبت سر خوف النظام الايراني المتزايد من إنتفاضة إصفهان وترکيزه عليها.