الجولة السابعة التي حاول النظام الايراني أن يبدو فيها بمظهر الطرف المنطقي وسعى للإيحاء بأن مقترحاته موضوعية ومحقة، لکن الذي تم تأکيده من قبل المراقبين والمحللين السياسيين هو إن النظام الايراني ومن خلال هذه المقترحات تصرف وکأن الجولات الستة السابقة لم يکن لها من وجود وکأن الجولة السابعة هي البداية، والذي لفت النظر أکثر، هو إن النظام الايراني سعى أيضا للإيحاء بأنه ليس في عجلة من أمره للعودة الى طاولة المفاوضات في فيينا وإن الهدف الرئيسي لطهران هو”الحفاظ على مصالحها”!
بطبيعة الحال، فإنه ليست المرة الاولى ولايمکن أيضا أن تکون الاخيرة والتي يتصرف فيها هذا النظام بهذه الصورة في المفاوضات الجارية بشأن برنامجه النووي المثير للجدل، وهو کما يبدو يصر إصرارا ملفا للنظر على المراوغة والمناورة والسعي من أجل إرجاع المجتمع الدولي الى المربع الاول مع محافظته على التقدم الکبير الذي حققه في برنامجه النووي وإعتبار ذلك أمر غير قابل للتفاوض، وبهذا فإنه يٶکد مرة أخرى بأن الشکوك والمخاوف الدولية والاقليمية بشأن برنامجه النووي والنوايا المشبوهة التي تکمن خلفه لم تنطلق من فراغ.
البرنامج النووي الايراني الذي صرف عليه النظام الايراني مبالغ فلکية وأوصلت الاوضاع في البلاد بسبب من ذلك الى أسوأ مايکون، والسعي غير العادي للنظام من أجل المحافظة على برنامجه وإنتهاجه اساليب وطرق تتميز بالکذب والخداع، يمکن القول بأنها ثمة حقائق سبق وإن کشفتها المقاومة الايرانية وسلطت الاضواء عليها بقوة ودعت وحذرت المجتمع الدولي في نفس الوقت من إنه لايمکن أبدا الثقة بهذا النظام والتفاوض والتواصل معه خصوصا وإنه يضمر في الاساس شرا ولايمکن أبدا أن ينصاع للمطالب الدولية إلا أن يجد نفسه مرغما على ذلك وإن الطرق قد تقطعت به، ولاريب من إن إنتهاء 7 جولات من المحادثات الجارية في فيينا من دون أية نتيجة مفيدة وبقاء الغموض محيطا ومخيما على هذه المحادثات، يثبت بأن التعويل على هذه المحادثات أشبه باللهاث خلف السراب، وإن آخر الطريق في التعامل مع هذا النظام فيما يتعلق ببرنامجه النووي لايمکن أن يکون إلا بإتباع نهج دولي حازم وصارم يتزامن مع موقف دولي نوعي من حيث دعم وتإييد نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والتغيير.