أسير مع نهر الفرات، وألتقي بعطش الحسين، فأحمله معي إلى قرى الجنوب. أسأل عن شجرة آدم وبقايا تمثال الشهيد العميد باشا الشيخ خلف، فيعطيني النبي نوح قبل طوفانه إسطرلابا عباسيا ممهورا بختم قوبلاي خان ويرافقني ماركو بولو نحو حوض جبل شنكال.
صداقة شنكال جعلت هاجس خيانتي للفرات ينبت في قلبي أسرع من قصب الأهوار. شنكال المتكورة على قراها الألف كوردة ريّانة ولد من خاصرتها وجع كوجو.
وفي كوجو رفات أبنائها المغدورين ليسوا بحاجة إلى خيط أريان الأسطوري ليرجعوا إلى أحضانها، فيكفي أن ترتدي كوجو صباح العيد ابتسامة الشيخ (أحمد جاسو) حتى يكون لقاء الجميع في الديوان وتكون قهوته ملح حكايا كبار السن وسوالف المزارعين.
من يبكي عليك يا كوجو غير غزلان خدر فقير وقصائدي، ومن يكتب ألمك بدموع العين غير ابنتك نادية وأولادك اليتامى، ومن يطلق على صدر (داعش) ألف رصاصة ثأرا لنوحك غير خيري الشيخ خدر.
شرفدين حزين من أجلك يا كوجو، وقصر الأمير أسماعيل جول بك حزين، وهانوفر عاصمة أيزيدخان حزينة وشمّا ديرو حزينة، والبابا جاويش حزين، ونبع الأسكينية حزين.
شنكال حزينة لحزنك، وبساتين شنكال، وسيباى، وتل عزير، وخدر خاتونا ورفاقه، والمقابر الجماعية، وكرى كور.
أنا حزين من أجلك يا كوجو، فبيني وبينك مسافة من جرح ومن ملح. بيني وبينك 3825 كم، سأرسل حزني مع سرب من السنونو، ويلبس السنونو الأسود ويذهب إلى لالش أولا ليترحم على أبنائك ثم يدخل بيوتك ويبني أعشاشه فيها بدلا من الراحلين.