الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeمقالات اغتيالات النساء، خطة لإرهاب المجتمع  د. مهندالبراك

 اغتيالات النساء، خطة لإرهاب المجتمع  د. مهندالبراك

         ahmedlada@gmx.net

فيما يشير اوسع علماء الاجتماع و المتخصصون و السياسيون الى الدور الهام و الأساسي للمرأة في مسيرة المجتمعات، يشير مراقبون الى بروز انواع المعاهد و الخطط لبناء المجتمعات و ازدهارها، او حرفها او تدميرها بالاعتماد على حال المرأة و فرصها في الحرية و الحياة و التقدم و الرفعة لبلادها .  .

و في الوقت الذي انصفت فيه ثورة 14 تموز عام 1958 المرأة و ساوتها بالحقوق مع الرجل على الاصعدة الاقتصادية و القانونية و السياسية بقانون الاحوال المدنية الذي كان انتصاراً لقضية الشعب و كان احد الاسباب للانقضاض على الثورة و ارجاع البلاد عقوداً الى الوراء .  . اعلن شاه ايران و مستشاروه في مطلع الستينات ضمن خطتهم بـ (الثورة البيضاء)، (مساواة قانونية) بين المرأة و الرجل في اطار العائلة و العمل، في وجهة كانت مخططة هناك ليكون للشاه في كل عائلة مؤيد لسياساته الفاقدة للتأييد الشعبي، بكسب نصف المجتمع (مدافع آية الله ـ محمد حسنين هيكل).

و اذا كان البعث اثر الانقلاب الدموي في شباط 1963 قد ساق مئات النساء الى مسالخ التعذيب و السجون المريعة و استباح حرمتهن في اجواء الرعب التي اشاعها بالقتل علنا و بسوق الالاف الى مسالخ التعذيب و الموت و استباحة مناطق آهلة بالسكان و تحطيمها بالقنابل في بغداد و كل مدن البلاد في اول سابقة تحطيم بشري علني و على رؤوس الاشهاد .  .

فإنه بعد 17 تموز 1968 اعتمد خطط ( تأطير المجتمع ) و خططاً لإقامة ” مجتمع الرعب ” التي طالت المرأة بالخداع و العنف و الإغراء لسوقها الى مستنقع الجريمة و الفساد و الوشاية، الخطط التي تسببت باعدام و اغتيال مئات النساء من اللواتي ناضلن من اجل حرية المجتمع و من اجل حقوق المرأة و الطفولة في بلادنا، في اقبية التعذيب، وتحت شعاراته المنافقة التي ملأ بها الشارع، للثورة العربية و قضية فلسطين  .  . مسببة بتطبيقها لسنوات اشاعة اجواء رعب هائل للمجتمع، لتسهيل السيطرة عليه و توجيهه وفق مقاصده .  .

و قد اعتمد البعث الصدامي خطط تأطير المجتمع في محاولة خلق (مجتمع الرعب) مجتمع المخابرات، مجتمع ( ان يخبّر الابن الاجهزة الخاصة عن ابيه او امّه تلقائياً ) وفق خططه، مجتمع الخوف باخافة العائلة عبر تخويف ابرز اركانها، و بدأ رجال اجهزته الخاصة بتخويف العائلة بالابناء و توصّلوا الى تخويف المجتمع بالمرأة و جرت حملات لذبح نساء و اعدامهن او قطع السنتهن علناً بتهم الخروج عن الأخلاق في اواسط ثمانينات القرن الماضي .  .

و قد اعتمدت الدكتاتورية في خططها السوداء تلك على اعداد كبيرة من رجال المخابرات و الامن، حيث جرى تدريبهم في دورات خاصة لذلك الغرض، موظفين لذلك انواع قوائم الجرد السياسي و الامني الدورية و تقارير المنظمات الحزبية في مناطق السكن و غيرها.

و سقطت بسقوط الدكتاتورية العديد من الوثائق و المستمسكات التي تثبت ذلك، منها الاعتماد على منهج ” جيوش الظلام” ـ للجنرال الاميركي هربرت هوبسون، الذي يوضّح كيفية ارهاب افراد العائلة و خاصة الام و الاب لارهاب العائلة و بالتالي ارهاب عموم المجتمع و كيفية اختيار الاضعف حصانة ( قانونياً و اجتماعياً ) في العائلة، و الاكثر تأثيراً .  .  ليصل الى ارعاب المرأة كخطة لإرهاب المجتمع.

و اذا ما لعب رجال تلك الاجهزة الخاصة السابقة دوراً اساسياً في تكوين داعش فانهم هم و آخرون من وضع خطط داعش في استباحة المرأة و اعتبارها عورة و سبباً لا اخلاقياً، في تحوير و تحريف خطير للآيات القرآنية و للاحاديث النبوية و لنهج البلاغة .  .

و من جانب آخر يؤكد سياسيون و برلمانيون، ان قسماً آخر من رجال تلك الاجهزة الخاصة استمروا باعمالهم الخطيرة تلك في الاجهزة الجديدة بعد سقوط الدكتاتورية، بحفاظهم على مناصبهم بـ (التوبة) و بالتلوّن و لضعف اجراءات التدقيق و (لحاجة) ميليشيات بعينها لخبراتهم القذرة تلك و لسجلاتهم التي هُرّبت،لإرعاب المجتمع و تسييره وفق اهوائهم  .  .

و على ايديهم و على يد من تدرّب على ايديهم بعد سقوط الدكتاتورية و وفق ماتدرّبوا عليه و وفق خطط تلك الميليشيات اليوم لارهاب المجتمع، جرت و تجري اعمال اغتيالات الناشطات النسائيات المدنيات و السياسيات و الناشطات في مختلف نواحي الحياة، و يجري حرق صالونات التجميل النسائية و قتل و تهديد الفائزات و المشاركات في مسابقات الجمال التي تجري بشكل طبيعي في كل دول العالم . .  و التي تسجّل دوماً باسم مجهول.

 

14 / 11 / 2018 ، مهند البراك

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular