أکثر نقد شائع ومتداول يتم توجيهه لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من جانب عامة الشعب الايراني وحتى من جانب القادة والمسٶولين الإيرانيين، هو إن النظام قد إرتکب أخطاءا کبيرة خلال العقود الاربعة الماضية وإنه يدفع أثمانها الآن. هذا النقد الذي يعتبر من جانب القادة والمسٶولين الايرانيين بمثابة إعتراف واضح بالفشل في الادارة وتحميل الشعب تبعات وعواقب الفشل، مع ملاحظة إن البعض من المسٶولين يبذلون مابوسعهم من أجل إلقاء سبب الفشل على عوامل وظروف معينة أو حتى على کاهل أشخاص من أجل تبرئة النظام من ذلك.
الاوضاع السيئة التي وصلت إيران إليها حاليا ومايواجهه الشعب من ظروف وأوضاع معيشية غير مسبوقة في التأريخ الايراني المعاصر، هو في حد ذاته أفضل دليل إثبات دامغ وناطق من صميم الواقع وليس بإمکان النظام إنکارها أو تجاهلها، وإن أوساطا سياسية کانت ترى في شعار”إسقاط النظام”الذي رفعته منظمة مجاهدي خلق من إنه شعار لايعبر عن الشعب الايراني ولکن هذا الشعار تم ترديده مع أو بدون المنظمة مما يدل على أن الشعب الايراني قد طفح به الکيل وتيقن بأن إسقاط النظام وتغييره هو الطريق الوحيد لوضع حد لمتاعبه ومعاناته التي تتزايد عاما بعد عام منذ مجئ هذا النظام.
العقوبات الامريکية بدفعتيها وماترکته وتترکه من تأثيرات سلبية کبيرة على الاوضاع في إيران، يحاول النظام جعلها شماعة يعلق عليها الکثير من الامور ومن ضمنها فشله وعجزه إضافة الى إنه”أي النظام” يريد توظيف العقوبات وإستغلالها بإتجاه دغدغة المشاعر الوطنية للشعب الايراني، ولکن ليس هناك مايدل على إن النظام سيحقق أية نتيجة إيجابية بهذا الخصوص لأن الشعب الايراني قد قام بتحديد موقفه سلفا من هذه القضية عندما إعتبرها شأنا خاصا بالنظام وإن عدوه الحقيقي هو النظام ذاته وليس غيره.
التصريح الاخير للرئيس روحاني، والذي يسعى من خلاله الإيحاء بأن الولايات المتحدة الامريکية عندما فرضت العقوبات على إيران فإنها قد مشت في طريق خاطئ، وإن النظام سيهزم أمريکا، کلام من شأنه أن يثير سخرية الشعب الايراني ولايمکن أن يقتنع به أبدا لأن روحاني وعندما يتکلم عن”الطريق الخاطئ”، فإن الشعب الايراني يعرف ويعي جيدا بأن النظام هو من سار ومنذ البداية في الطريق الخاطئ وإن من سار في طريق خاطئ عليه أن يعلم بأنه لن يصل الى الهدف الصحيح فما بني على خطأ لاينتج إلا خطأ، ولذلك فإن روحاني وعندما يقول: “بالتأكيد سيهزم الأميركيون في هذا المسار. الطريق الذي اختاروه خاطئ وغيرصحيح. إذا كانوا صادقين ويبحثون عن الأمن الإقليمي فليس هذا هو الطريق، وإذا كانوا صادقين ويحترمون الشعب الإيراني فليس هذا هو الطريق”، فإن عليه أن يعلم بأن هذا الکلام لم يعد