.
ترى روسيا في أي حرب محتملة ضد أوكرانيا فرصة لتقوية دورها ونفوذها في العالم، غير أن نشوب الحرب، التي قد تكون الأكبر منذ نهاية فترة الحرب الباردة، قد تأتي بنتائج عكس ما يتمناه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق تحليل من صحيفة أميركية.
وتقول صحيفة “وول ستريت جورنال” إن احتمال اندلاع الحرب “كبير جدا”، خاصة في ظل الدعاية من القنوات الحكومية الروسية والتهديدات المباشرة التي تطلقها موسكو.
ولكن عكس طموحات بوتين، تقول الصحيفة، إن العدوان العسكري على أوكرانيا قد يعني نهاية “التجربة الاستبدادية” التي عززها الرئيس الروسي على مدى العقدين الماضيين، بل إن أي سيناريو للحرب على أوكرانيا قد يؤدي إلى تقليص كبير لدور روسيا في العالم.
وبحسب الصحيفة، فإن معاناة أوكرانيا ومواطنيها تحت الهيمنة الروسية في السابق، تدفع الأوكرانيين إلى الشك في خطاب ” التضامن السلافي” الذي تروجه روسيا.
وبات العدوان الروسي على أوكرانيا علنيا منذ 2014 عندما احتلت شبه جزيرة القرم وضمتها إليها بشكل غير قانوني.
لكن أوكرانيا اليوم ليست أوكرانيا 2014، فقد باتت أقوى اقتصاديا وعسكريا، بحسب الصحيفة، وتضيف “وول ستريت جورنال” أن الحشد العسكري الروسي على حدودها، يمنح لكييف فرصة للرد، وقد يكون الرد قاسيا ويلحق ضررا هائلا بروسيا.
ويشير التقرير إلى أن روسيا تعي أنها لن تكون إمبراطورية قوية بدون أوكرانيا، لكن محاولة الاستيلاء على كييف قد تكلف موسكو الكثير، خاصة قوتها الدولية.
وتعتمد روسيا على السلع الأساسية القادمة من أوكرانيا ما يهدد الاقتصاد الروسي، في حال وقوع الحرب، بأزمة كبيرة.
وتخلص الصحيفة إلى أن الغرب مطالب بتشكيل جبهة موحدة ضد روسيا ودعم كييف، ما قد يرفع تكاليف أي تدخل عسكري للروس ويدفع موسكو إلى التفكير مرتين قبل الإقدام على الخطوة.
والدول الغربية مستعدة لفرض عقوبات “شديدة” على موسكو في حال وقوع هجوم، وفق ما أكدت الولايات المتحدة، السبت، خلال اجتماع لمجموعة السبع في المملكة المتحدة.
وتتهم واشنطن والأوروبيون وكييف موسكو منذ بضعة أسابيع بالاستعداد لغزو محتمل لأوكرانيا، الأمر الذي ينفيه الكرملين.
يذكر أن شرق أوكرانيا يشهد نزاعاً بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا منذ سبعة أعوام. وقد خلّف أكثر من 13 ألف قتيل فيما تعطّلت تسويته السياسية التي نصت عليها اتفاقات مينسك العام 2015.
