كيفما اكتب لن اجيد لغة التعبير، وكيف اجيد لغة الكتابة واكثر بني جلدتنا مهاجرون ونازحون في الخيم داخل وطنهم في خيم ممزقة يعانون من برد الشتاء وحر الصيف،
فهم دوماً وابداً في قلوبنا وهم لغتنا وحروفنا وصوتنا ودموع اعيننا، جرح مؤلم لا يندمل لكن ليس في اليد حيلة فالقضية اكبر منا، نحن نعلم ان ماحدث ماساة وكارثة فهي ابادة حقيقية لم يشهدها العالم في القرن الواحد والعشرين.
لكن رغم كل شيء يجب علينا ان نتحد وأن نداوي الجراحات، وان نحتضن احباءنا وان نتجاهل اخطاءنا جميعاً بحق بعضنا البعض، وعلينا ان نصبر معاً، فالصبر مفتاح الفرج، والليل وإن طال فلابد ان ياتي بعده النهار وتشرق الشمس في ديار المظلومين من امثالنا،
علينا ان نتحد معا لنصفى قلوبنا، خاصة في ايام الصوم والاعياد،
فالصوم هو الايمان بذاته لكي يشعر الجميع بان هناك فقراء جياع طيلة ايام السنة يصومون فقراً، والصيام ليس فقط ان تصوم عن الاكل والشرب بل هو تجديد وعهد بصفاء القلب مع الاخرين وتقديم المساعدة لمن هم بحاجة للعون ويد المساعدة فالصيام هو زرع لبذور الطيبة والاخلاق الحميدة في النفوس من ادب واحترام وحسن التعامل والتصرف مع العائلة أولاً والمجتمع ثانياً، وفي الحقيقة مع كل هذا نكسب رضا الله الذي هو غاية اسمى لنا جميعاً.
فنوجه نداءنا هنا لكل من يقرا كلماتنا لتكون هذه المناسبة صيام ((يزدان)) فرصة لنا جميعاً نتصالح مع انفسنا اولاً ومع الاخرين ثانياً فجميعنا بحاجة لبعضنا البعض والجميع يخطأ لكن الشاطر والعاقل هو الذي يتفهم الخطأ ويعمل دون تكراره وهذه الحياة القصيرة لا تستدعي منا ان نثقل هموم بعضنا وان نتسبب للاذى لأحباءنا وأقرباءنا وشركاءنا في الحياة.
وايضا يجب ان لا ننسى بأن مجتمعنا يجب ان لا ينسى ما قدمه لنا الاخرون من دعم ومساعدة في الايام العصيبة من الابادة والكارثة بل ولازال الكثيرون يقدمون لنا الدعم والمساندة فهم بكل الاحوال يستحقون الاشادة دوماً بهم فالطيبون يشكلون الاكثرية بين كل المجتمعات لكنهم صامتون طبقا لمقولة إعمل بصمتٍ ودع عملك يتكلم والسيئون قليلون جداً لكن صرخاتهم يظهرهم كانهم اكثرية.
وبقي ان نهنئ الجميع بهذه المناسبة وعسى ان ياتي ذاك اليوم ونحن نرى جميع اهالينا يعودون لمنازلهم مع عودة جميع المخطوفين والمخطوفات لاحباءهم وذويهم لناخذ القوة والعزيمة من ام الشهداء داي شمي التي تقول دوماً (جميعكم اولادي) إتحدوا واتفقوا مع بعضكم البعض ليكن صيامكم ليس عن الأكل والشرب فقط بل صوموا عن كل شيء يسيء للأخرين ويسبب ألماً ووجعاً لأهلك ومجتمعك وبقية أخوانك في الانسانية وليكُن فطورنا جميعاً الكلمة الطيبة وطاعة الوالدين واحترام الكبير فالنفوس تهدئ وتطمأن بوجود الحب والاحترام وتقديم العون والمساعدة للأخرين.