ان العديد من نقص الفيتامينات والهرمونات والمواد العضوية المغذية مرتبط نقصها بأمراض خطيرة وليس الامر منحصر بفيتامين دال وحده، على سبيل المثال لا الحصر داء الاسقربوط مرتبط بنقص فيتامين “سين” ومرض الباربري مرتبط بنقص فيتامين “باء”
ان العديد من المصابين بنقص فيتامين دال يكونون ضمن المنطقة الضبابية أي لا اعراض واضحة لديهم ولكن عموما تتركز الشكوى المرضية على الالام بالعضلات وخاصة أسفل الظهر والشعور بالتعب العام.
قصة فيتامين دال حكاية مثيرة في عالم الطب الحديث، فكما يعرف الجميع ان الشمس مصدر مهم للفيتامين دال عندما يتعرض الجلد للشمس وتبدأ عملية تصنيع فيتامين دال وأيضا أظهرت الدراسات الاجتماعية أنه الأجواء المشمسة تؤدي الي حياة أكثر سعادة للناس ,ولعل ذلك أحد الأسباب الذي جعل الحضارات القديمة تهتم بالشمس وكشف أسرارها ضمن ترابط تاريخي قديم وطبي حديث.
علينا بنفس الوقت أن نعرف ان التعرض الزائد لأشعة الشمس هو أحد مسببات زيادة نسبة الإصابة بسرطان الجلد، لذلك يأتي مطلب الاعتدال لتحقيق “المعادلة الثلاثية الصعبة” وهو صناعة فيتامين دال وتحقيق السعادة النفسية والوقاية من سرطان الجلد، تلك هي الثلاثية الطلوب تحقيقها بالواقع.
ان نمط الحياة الخاطئ من حيث ادمان الوجبات السريعة والمشروبات الغازية وادمان الأنشطة الداخلية داخل المنزل او ضمن نطاق المجمعات التجارية والابتعاد عن الأنشطة الخارجية ناهيك عن قلة الحركة يضاف اليها أنواع الريجيم الخاطئة لأنزال الوزن كلها أسباب مترابطة.
ان على الناس الحذر والابتعاد عن الأنظمة الغذائية التي تصل لهم من وسائل التواصل الاجتماعي او من أشخاص غير متخصصين ليس لديهم شهادات او يمارسون الاستعراض التلفزيوني كعارضات وموديلات ويتدخلون باختصاص طبي ليس هو وظيفتهم ولا يحملون شهادة تسمح لهم بتقديم نصائح غذائية، مما ينشر أنظمة غذائية مضرة على الجهلة من الناس الذين يتأثرون بالاستعراض الدعائي من خلال وسائل التواصل او الفضائيات الخاصة.
إن التعرض للشمس بشكل مناسب وبالتوازي مع تناول كمية كافية من الأطعمة الغنية بفيتامين دال تؤدي الي حالة إيجابية على مجمل صحة الانسان العامة وحمايته من الامراض.
ان من السهولة الحصول على حاجاتنا اليومية من فيتامين دال فنحن نأخذه من التعرض لأشعة الشمس ومن الطعام “البحري” خصوصا، وكذلك من مشتقات الالبان، وهناك نوعين من الفيتامين دال، فيتامين دال “النوع الثالث” الذي يأتي من مصادر حيوانية.
وفيتامين دال “النوع الثاني” القادم من مصادر نباتية، وعلى المستوي التركيب الكيمائي هناك اختلاف بينهم ولكن على مستوي النتيجة والتأثير فالنوعين لهم نفس التأثير والنوعين يتم استخدامهم طبيا.
والانتشار الواسع لنقص فيتامين دال يأتي لزيادة الأنشطة التي يتم القيام بها داخل البيوت وانتشار ثقافة المولات والقيام بالأنشطة داخليا بدل من القيام بها خارجيا وهذا الامر الناس بالتأكيد لهم العذر نتيجة للأجواء الحارة الخانقة وطبيعة أجوائنا الخليجية عموما والسبب الاخر هو انتشار الوجبات السريعة وانتشار المشروبات الغازية التي ثبت بالدليل العلمي القاطع انها أحد أسباب هشاشة العظام ونقص الكالسيوم.
اذن نحن بحاجة الي ثقافة مجتمعية شاملة من ناحية التغذية السليمة وكذلك محاولة نشر ثقافة الأنشطة الخارجية على الأقل ضمن المواسم الباردة والمعتدلة بمنطقتنا الخليجية.
الدكتور عادل رضا
“اخصائي الباطنية والغدد الصماء والسكري”