الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeمقالاتمازن الحسوني : ماذا جنى ألحزب من تحالف سائرون ؟

مازن الحسوني : ماذا جنى ألحزب من تحالف سائرون ؟

عند دخول أي حزب في مشروع سياسي معين يحدد أطار سياسته وبرامج عمله للفترة القادمة لابد له من الدراسة المستفيضة ومن كل الجوانب سلبأ وايجابأ وأستشارة العديد من الأطراف التي يهمها هذا المشروع السياسي سواء كانت هذه الأطراف أعضاء الحزب أو جمهوره الذي يمثله وكل هذا يتمثل بالنقاشات العلنية والصريحة وعند النهاية يختار من بيده القرار سواء قيادة الحزب أو عموم أعضاءه السير بهذا المشروع والأقدام عليه أو التراجع عنه.
-دخل الحزب الشيوعي العراقي في تحالف سائرون والمتمثل بالتيار الصدري وأحزاب صغيرة لا تعدو كونها دكاكين صغيرة ليست لها أي دور بالحياة السياسية العراقية.
بعد مضي هذه الفترة الغير قصيرة من العمل المشترك وأنتهاء الأنتخابات وتشكيل الحكومة لابد من السؤال .ماهي النتائج الأيجابية والسلبية لعمل الحزب داخل هذا التحالف على الصعد كافة ؟
هذه الأفكار التي أطرحها أتمنى ممن يقرأها التمعن بعين العقل وعدم الذهاب بالنظرة المسبقة من هذا التحالف في قراءة هذه المقالة التي تسعى الى تسليط الضوء على هذه النتائج لحد الساعة ومن ثم الجدوى من الأستمرار في التحالف سواء للذين مع هذا التحالف أو للذين يقفون بالضد من التحالف ،بمعنى دعوا عواطفكم بعيدأ عن القراءة لهذه المقالة وأنما فكروا بعقولكم ودعوها هي التي تحدد مواقفكم لأن الموقف من التحالف يعني الفائدة المرجوة منه أو عدمه وتأثيرها على مجمل سياسة وحياة الحزب والبلد عمومأ لكون الحزب أحد الركائز المهمة التي تنظر أليها الناس في عملية التطور السياسي والأجتماعي بالبلد أذا أحسن الحزب رسم سياسته التي تنتظرها الناس ويقرأ مفردات لغة الشارع.
*ماهي النتائج الأيجابية من الدخول بهذا التحالف ؟
1-حصول الحزب على مقعدين بالبرلمان حيث لم يكن له أي مقعد بالدورة السابقة بغض النظر عن الأراء التي تقول كون المقعدين قليلة بحق الحزب أو كان يمكن له الحصول عليها حتى وأن لم يدخل بالتحالف.
2-حضور الحزب على الصعيد السياسي والأعلامي أكثر من السابق (كثرة المقابلات التلفزيونية مع قادة الحزب)رغم أن القادة في معظم المرات يقدمون بأسم سائرون وليس كشيوعيين.
3-الكشف العلني لطبيعة الصراع داخل قيادة الحزب حول أتخاذ القرارات وبالتالي معرفة أعضاء الحزب وأنصاره لماهية هذا الصراع بعد أن كان مخفي على الكثيرين مما يعني أن الأعبين الأساسيين في أتخاذ هذا القرار أختلفت أوراق اللعب التي بأيديهم حيث دخلت عوامل جديدة غير موجودة بالسابق (رأي رفاق الحزب وأنصاره).
-أذا كانت هنالك نقاط أخرى أيجابية يا ريت من يقرأ هذه المقالة يشير اليها وأكون شاكرأ جدأ له؟
* ما هي النتائج السلبية من الدخول بهذا التحالف
1- خروج بعض من قيادة الحزب من العمل في قيادة الحزب أعتراضا على هذا التحالف أو طريقة الدخول فيه .
2- أستقالات لعدد غير قليل من رفاق الحزب وبعضها كان بشكل علني وهم الرفاق الذين لديهم باع وتضحية كبيرة في حياتهم الحزبية .
3- زعزعة الثقة بين قيادة الحزب وأعضاءه وأنصاره بسبب الطريقة التي جرت بها عملية الدخول لهذا التحالف سواء من الأستفتاء لفئة معينة من الرفاق وأتضاح حقيقة أن الأستفتاء كان بعد التوقيع على الدخول بالتحالف ،أو سرعة الدخول فيه وعدم دراسته داخل التنظيم والتبريرات الغير مقنعة التي تلت ذلك من قيادة الحزب وبعمومها لم تقنع من أعترض على التحالف بل أضافة نقاطأ ليست لصالح  القيادة عند تبريرها للدخول بالتحالف .
4- ضياع جهود بناء تحالف مدني ديمقراطي ذي شأن واعد في السياسة العراقية حيث أنفرط عقد التحالف المدني الذي سعى الحزب طويلأ لبناءه وكان يعول عليه بان يكون قطبأ جديدأ بجانب الأقطاب السياسية الأخرى والتي تتخذ من البعد الديني والطائفي أو القومي أساسا لوجودها وكان الكثير من ابناء شعبنا يعول كثيرأ على هذا المولود الجديد.
5- عدم وضوح السياسة الخاصة للحزب بمجمل الأوضاع السياسية الحالية بالبلد حيث أبتلى الحزب فقط بالتبشير والتبرير لمواقف سائرون من الأحداث وهو ما تجسد في كثير من اللقاءات الأعلامية لقادة الحزب حيث تراهم يتحدثون وكأنهم ممثلين لسائرون فقط وليسوا قادة للحزب الشيوعي العراقي.
6- لم يتطور حضور الحزب السياسي بالشارع العراقي بسبب هذا التحالف لما لهذا التحالف من التزامات سياسية تجبر الحزب على أتخاذها بغض النظر عن فائدتها له أو لا وتجسد هذا كثيرأ في سلسلة التظاهرات التي حدثت بالبلد ووجدنا الحزب بعيدأ عنها أو وكان حضوره خجولأ دون أية قوة أو علنية واضحة وكذلك موقف الناس الغير راضي عن التيار الصدري وعموم سياسته المثيرة للجدل .
7- أثبتت الأيام أن قيادة الحزب لم تحسن أدارة الصراع الفكري داخل الحزب من المواقف المهمة بحياة الحزب وذهبت الى أتخاذ الطرق الغير مجدية بهكذا حالات الأ وهي سياسة الأصرار على مواقفها التي أتخذتها واتباع سياسة العقوبات بحق المعترضين على هذه السياسة بحجة خرق النظام الداخلي وهم يعلمون جيدأ ان لا صحة لكل هذه التبريرات .
8- الشرخ الكبير الحاصل بين الرفاق أنفسهم وكذلك الأصدقاء للحزب نتيجة الموقف من الدخول بسائرون وأطلاق التهم والأساءات بحق المعترضين وبعضها يجري تغذيتها من قبل البعض بقيادة الحزب.
*بعد كل هذه الأشهر وحقيقة هذه النتائج التي قد يتفق أو يختلف البعض معها الأ يجدر بنا مراجعة مسيرة هذا التحالف ومن ثم وضع النتائج بالميزان لرؤية أي الكفتين ارجح ،البقاء والأستمرار بهذا التحالف أم الأنسحاب منه ؟
-أعلم جديأ أن من أراد وعمل بكل قوة للدخول بهذا التحالف لن يتراجع عن موقفه بسهولة لأنه يعلم أن التراجع يعني ضعف مركزه الحزبي ، لكن أين تكمن مصلحة الحزب ؟ هل في البقاء بهذا التحالف أم الأنسحاب منه ؟هذا ما يجب أن يكون قرار جميع أعضاء وأصدقاء الحزب وليس مجموعة معينة مهما كان دورها ومنصبها بداخل الحزب لأن الحزب هو ملك للجميع وليس لهذه المجموعة.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular