الخميس, نوفمبر 28, 2024
Homeمقالاتالعرب امة نكوصيه / مناقشة (4): عبد الرضا حمد جاسم 

العرب امة نكوصيه / مناقشة (4): عبد الرضا حمد جاسم 

العرب امة نكوصيه / مناقشة (4)

عبد الرضا حمد جاسم

يتبع ما قبله لطفاً

مقدمة:

أولاً: اعيد الأسئلة التي اشرتُ اليها في السابقة للأهمية وهي:
*س1ـ لماذا لا نتذكر من الماضي سوى آلامنا؟

*س 2 ـ لماذا نرتاح للبكاء ونستغرب الفرح؟

ثانياً:  لماذا لا نصنع المسرات؟ هل من الانصاف الطلب من الذي لا يعرف المسرات ولم يتعود عليها ان يصنعها؟؟ كيف لكيان او شخص ان يصنع شيء لا يعرفه ولا يعرف عنه شيء ولم يتدرب على طريقة صنعه و لا يعرف طريقة تصنيعه ولا يمتلك المكائن والأدوات اللازمة للتصنيع ولا يعرف مواصفات المواد الأولية ولا يعرف مواصفات المنتج” المسرات” المطلوب؟  هذا الطلب مُحير و له معاني كثيرة.

……………………………….

اليوم ابدأ بالسؤال رقم (3)

*س 3 ـ لماذا ندمن على القهر ونتلذذ بالأحزان ولا نصنع المسّرات

ج: قبل كل شيء : هل اجبتَ انت شخصياً على هذا السؤال المعقد  قبل طرحه للعامة بوصفك بروفيسور في علم النفس ورئيس الجمعية النفسية العراقية التي اكيد تهتم بالحالة النفسية؟ هل اوضحته للناس البسطاء او حتى المتعلمين من غير المختصين؟ هل بينت للناس أسباب ذلك الإدمان وذلك التلذذ كما تتصور  وتفضلت بطرح الموضوع للمناقشة العامة في الصحافة و الفضائيات؟  هل أجريت بحوث وتوصلت الى نتائج واقترحت حلول بدل ان تطرح السؤال بهذه الصيغة “التأييسية” ؟

الجواب كما المعتاد كلا طبعاً!!! كما أتصور لأنك/أنكم ما تفرغتم يوماً لمعالجة حالة نفسية شخصية او مجتمعية و شرحتم ابعادها و أسبابها ونتائجها وانما وكما أتصور ايضاً وقد أكون على خطأ، اكتفيتم بجلد المريض/ المُرضى واتهامه/ اتهامهم والغير بالتسبب بما هو/هم فيه وفي احسن الأحوال تريدون ان يأتي المريض / المرضى اليكم يتوسل العلاج… وحتى لو حصلت مثل هذه الحالة ستكتفون بالنظر اليه/ اليهم بأنه حالة/ حالات ميؤوس منها ولا تُقدموا له/لهم سوى “المخدرات الكلامية او الدوائية” وتتفاخرون بإنجازاتكم المتواضعة الغير علمية تلك… وأكثر ما تقومون به هو اقتراح الى السلطات التي تدينوها و تحملوها كل مشاكل المجتمع التي انتم تقولون عنها ان جذورها تعود الى اكثر من 1300 عام أي من عصر الامويين والعباسيين وتضعون كل تلك الأمور على “”أحزاب الإسلام السياسي” بشكل يتنافى مع قولكم هذا وهم غير بريئين من ذلك لأسباب كثيرة. منها عدم استشارتكم و احراجكم اما المجتمع.

انا لا ادافع عما تطلقون عليها “أحزاب الإسلام السياسي”…لأني على الجانب الأخر في الحياة السياسية منهم لكن يجب ان تعرف ان الإسلام  سياسي منذ لحظة الوحي الأولى وهو ربما اول دين اقام دولة بتلك السعة مساحةً و أدارة و رعاية اجتماعية و تنوع…الاسلام سياسي لأنه ربط موضوع السماء مع موضوع الرعاية الاجتماعية وتشكيل هياكل الدول وسار عليه لليوم وكل الدول الإسلامية تجد في دساتيرها ان مصدر التشريع فيها هو الإسلام فيجب النظر بدقة للموضوع .

أساتذة علم النفس يتهجمون على حال المجتمع العراقي ويتهمون افراده ويبرؤون أنفسهم…هل قدمتم شيء نافع او علاج شافي او مُهدئ غير اقتراح متكرر لا تتعدى المطالبة بتشكيل لجان من بينكم وما أكثر الاقتراحات التي على هذه الشاكلة في مقالاتكم و ندواتكم  والمفروض انكم خبرتم مثل تلك اللجان…لكن أعتقد أن المطلوب هو ما وراء تلك اللجان والعيب في الحكومات التي لم تستجب لاقتراحاتكم وتلزمكم بتحمل كامل المسؤولية حتى تظهر نتائج تلك اللجان التي ربما لا تختلف عن نتائج بقية اللجان التي شُكلت و تتشكل لدراسة أمور أخرى.

لا أحد فكر في ان يجيب على هذا السؤال و الأسئلة الأخرى و يشرح الحال للمجتمع “المريض” وانما أكتفوا ويكتفون فقط بتحميل “المريض” تبعات مرضه واتهامه بمثل هذه الصيغ من الأسئلة بأنه هو المذنب..هو المسؤول عن مرضه وعيوبه.

لا نصنع المسرات… لأن المجتمع و الفرد أساساً لا يعرف المسرات كما يفهم من هذا السؤال… ويمكن ان يُرد على هذا السؤال بالجواب التالي: نحن لا نملك العناصر الأساسية او المواد الأولية اللازمة لصناعة المسرات ولم نتدرب على كيفية تصنيعها و لا نعرف اين موقع تلك المواد لنبادر الى جلبها ولا نعرف نسب خلط تلك المواد لننتج مسرات بالمواصفات المطلوبة …فهل من الانصاف الطلب من كيان او شخص ان يصنع شيء لا يعرف عنه شيء او لا يعرف طريقة تصنيعه ولا يمتلك المكائن والأدوات اللازمة للتصنيع ولا يعرف مواصفات المواد الأولية ولا يعرف مواصفات المنتج” المسرات” المطلوبة؟  انها واقولها بشكل مباشر مسؤوليتك ومسؤوليتكم انتم علماء النفس وليس مسؤولية الحكومات و السياسيين و رجال الدين ولا مسؤولية الصحافة…واول واجب عليكم هو منع الحديث ال “تيئيسي” لوسائل اعلام تبحث عن اليأس لتصنيعه ومنحة ماركة تحت اسم هذا المتخصص او ذاك ثم نشره على أوسع نطاق.

كيف نصنع المسرات؟ ونحن كما تصفنا في التالي: في مقالتك : [ما افسدته أحزاب الأسلام السياسي في الشخصية العراقية (1) بتاريخ 21.06.2016 الرابط 

www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=906927&catid=279&Itemid=786

[وبدءا نشير الى ان النظريات التقليدية في علم نفس الشخصية التي تؤكد على ثبات سلوك الفرد واتساقه عبر الزمن وعبر المواقف، لا تنطبق على الشخصية العراقية، وان هذه النظريات التي ما تزال معتمدة بالمناهج الجامعية تجاهلت تأثير (السلطة) في الشخصية، وأن متابعتنا لتحولات الشخصية العراقية عبر ثلاثة عقود ونصف من الزمن يقدم اضافة معرفية نصوغها بما يشبه النظرية، هي:(ان الشخصية تتغير عبر الزمن وعبر المواقف وان النظام السياسي له الدور الرئيس في هذا التغيير] انتهى. [ هذه شبه نظرية جديدة].

السؤال هنا هل يرغب او رغب النظام السياسي السابق و الحالي في ان “نصنع المسرات”؟ ثم ما هو رأيك بما شاهدته انت  في ساحات / تشرين 2019 من علامات “الفرح و المسرات” ونشوة الفرح والانتصار التي حضرتها انت شخصياً وربما ساهمت فيها وما تناقلته القنوات الفضائية التي ربما استضافتك وعلقت على ما جرى؟

وانت عالم نفس: هل يستطيع الانسان ان يتجاوز تأثير عقود من الحروب و القمع والاذلال و الخوف ويقلعها من لاوعيه الجمعي

وانت من كتب التالي في مقالتك : [ اللاوعي الجمعي و العقد النفسية في الشخصية العراقية]  بتاريخ 03.05.2013   الرابط  

https://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=74141&catid=160&Itemid=599 

[أسهم اللاوعي الجمعي في تكوين عقدا نفسية في الشخصية العراقية، عملت الحروب والأزمات والتناحر بين الجماعات والتدخل العسكري الطائفي لتركيا وايران على ان تجعلها صلدة أشبه بالكونكريت. ونقصد بالعقد النفسية هنا، حالة عصابية من خصائصها :شعور صاحبها، بالقلق والخوف من الآخر، والضعف او العجز، وسوء التوافق مع نفسه ومع الآخرين، واللاواقعية في تقييم الأمور، وصعوبة ايجاد حلول عقلانية لمشكلاته، والميل الى الاستمرار على هذا السلوك برغم ادراكه انه يتعبه.وعلى وفق النظرية التطورية Evolutionaryفان المورّثات ” الجينات” السلوكية تخضع لقانون الانتخاب الطبيعي فتعمل – عبر التاريخ التطوري للانسان -على تقوية مورّثات “جينات” سلوكية معينة واضعاف مورّثات اخرى (مقارب لقانون دارون :البقاء للأصلح). وهذا يعني أن الأحداث التي عاشها الانسان عبرتاريخه التطوري تدخلت في عمل المورّثات “الجينات ” بثلاث صيغ : تقوية مورّثات معينة، واضعاف أخرى، ودثر أخرى .وتأسيسا على ذلك فاننا – أبناء هذا الجيل من العراقيين – لسنا فقط نتاج تكويننا البيولوجي الخالص، انما ايضا نتاج ما صنعته الأحداث من تأثير في مورّثات ” جينات ” أسلافنا العراقيين . ولك أن تقول : ان ” جيناتنا ” الحالية مشّفرة أو مسجّل عليها الأحداث التي عاشها أجدادنا في لاوعينا الجمعي، وأننا نقرأ عناوين هذه الأحداث ونرى صورا منها عبر سلوكنا وتصرفاتنا. ولك أن تقرأ تاريخ الخلافتين الأموية والعباسية ثم العثمانية والدماء التي أريقت على أرض العراق في عنف شرس تحز فيه الرؤوس وتدوس حوافر الخيل جثث القتلى، نجم عنها توريث الحقد والكراهية عبر الأجيال.بهذا المعنى فان الموروث الثقافي يعدّ من أهم عوامل تكوين الشخصية .ونعني بالثقافة: القيم الدينية والأخلاقية والاتجاهات والمعتقدات والمعايير والفنون والآداب والعلوم..وكل ما ينتجه المجتمع وينتقل عبر اجياله، وأنها “الثقافة “عملت على تكوين ” مركز سيطرة” على مستوى الوعي واللاوعي الجمعي داخل الفرد يتحكم بتوجيه سلوكه نحو أهداف محددة، وأن الاختلاف بين الأفراد، في سلوكهم وتعاملهم مع الناس والأحداث، يعود في واحد من أهم أسبابه الى مركز السيطرة الثقافي هذا] انتهى.

السؤال هنا: اليس من المفروض بعلماء النفس معالجة تلك الكتل الكونكريتية من العقد النفسية التي تقول ان اللاوعي الجمعي اسهم في تكوينها.؟…دلني على مقالة لك او منشور تضمن توجيهاً للشباب للنظر الى تلك الكتل الكونكريتية و العمل على تكسيرها/ تفتيتها وهل قدمت  للشباب العراقي وهم الغالبية في المجتمع العراقي من خلال تجاربك و بحوثك المواد التي تساعدهم على تفتيت تلك الكتل؟

في ص74 من كراسة الجيب التي أصدرها الراحل علي الوردي تحت عنوان: [ شخصية الفرد العراقي…]/1901 كتب التالي: [وقد يسأل سائل: ما هو العلاج الذي ترتأيه لهذا الداء؟] ثم يكمل الوردي: [ إننا ما دمنا قد عرفنا الأسباب التي تؤدي اليه فقد اتضح إذن وصف العلاج له] انتهى

العجيب ان الراحل الوردي لم يتوصل الى داء و لم يصف علاج في كل ما كتب تقريباً واكتفى بطرح ما تصور انها علل دون ان يبادر إلا مرة واحدة بطرح العلاج وهو الذي ورد في نفس الصفحة اعلاه ثم انزوى تحت قول له: [عالم الاجتماع يُشخص و الحلول على من يستطيع]…وهو ربما على بعض حق لأنه ليس عالم نفس او طبيب نفساني…لكن الأجيال من بعد الوردي ساروا على نهجه يتكلمون و يكتبون عن “الأدواء” ولا يصفون دواء…ولم يفكروا في أن يجربوا و ينتظرون اللجان وهم سبق ان “تلنجنوا” ولم يقدموا شيء وهم متأكدين من مصير كل تلك اللجان.

لماذا ندمن على القهر؟!… القهر أيها السيد المحترم فيه معنى الاذلال فهل نحن مدمنين ذل واذلال؟ وفيه من معاني الانهزام والانكسار…فهل ينطبق على ما ورد في مقالتك:
تظاهرات الشباب.. دراسة تحليلية من منظور علم النفس والاجتماع السياسي بتاريخ 14.10.2019 الرابط (1)

https://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=940448&catid=321&Itemid=1240

[في الثلاثاء، الأول من تشرين أول/اكتوبر 2019 انطلقت في المحافظات الوسطى والجنوبية تظاهرات كانت الغالبية المطلقة فيها شباب دون سن الثلاثين سنة، فاجأت السلطة والشعب والمحللين السياسيين الذين كانوا على يقين بأن الأحباط اوصل العراقيين الى الياس والعجز من اصلاح الحال. وأكدت الأحداث ان هذا الحراك كان عفويا، إذ لم يُعلن أيّ حزب أو زعيم سياسي أو ديني دعمه له، واعتبر سابقةً ما حدثت في تاريخ العراق السياسي..من حيث زخمه وحجمه وما احدثه من رعب في السلطة اضطرها الى استخدام القوة المفرطة التي ادانها الرأي العام العالمي] انتهى.

هل هذا هو تفسير إدمان القهر؟ أو هل هذه الهَّبة الشبابية كما الوصف الذي ورد تعني انهم مدمني قهر؟

هل تفضل أحد من علماء النفس من دارسي الحالة العراقية والمكثرين من الكتابة عنها وعليها ان سأل نفسه: كيف نقهر القهر؟ او هل تفضل على المجتمع و الشباب منه  بأطروحة له او محاضرة او مقالة او منشور او ندوة او فيديو تحت عنوان: أيها الشباب …كيف نقهر القهر؟ أو تعالوا نناقش كيف نقهر القهر أو ليفكر كل واحد منا في كيف يقهر القهر في نفسه؟ لم أقرأ لأحد من المختصين أي موضوع تحت هذا العنوان او قريب منه.

لم أرى ولم أقرأ ولم أسمع عن عالم/ طبيب نفس في العالم “المتهم” بالعلم سأل مدمن مخدرات لماذا انت مدمن؟ لأنه يعرف انها ظاهرة واسبابها كثيرة بعضها شخصي/ خاص وبعضها جامع/عام ويعرف ان المدمن تعبان نفسياً من حالته ورافض لها لكنه غير قادر على مغادرتها حيث كما أتصور انه لا يوجد مدمن معجب بحالته وما وصل اليه…فعالم النفس او الطبيب النفساني لا يصرف وقته في هذا السؤال لأن هذا الشخص أدمن ووصل الى ما لا قابلية له للعودة الى ما كان …فعلى الطبيب المعالج العمل على تخفيف الحال باتجاه محاولة النجاح التام وقدموا لذلك دراسات وبحوث واقتراح أساليب للعلاج وأقاموا مراكز متخصصة يقدمون فيها جرعات محددة تحت اشراف علمي و تحت انظار باحثين يراقبون تطور الحالة وبعد التعافي/ التحسن يبدأ السؤال لماذا ادمنت وكيف؟ ما هي الخطوة الأولى التي مشيتها في طريق الإدمان؟ ليستفيدوا منها في منع الغير من سلوكها … هل سمعتم طبيب يسأل مصاب بالسرطان لماذا انت مصاب؟

السؤال الأصح كما أتصور هنا  ليس لماذا ندمن على القهر لأن في هذه الصيغة كما افهم “حالة إرادية” وكأننا بحثنا عن الإدمان وتوجهنا اليه برغبتنا…السؤال  الأصح هو: لماذا أدْمَنَا على القهر؟ أي ما هي العوامل التي أوصلت الشخص/ الانسان الحر الى حالة الإدمان وفي هذه الصيغة إشارة الى التشجيع على رفض إدمان القهر او وضع معرقلات في طريق فرض القهر لآن القهر يفرض ويمكن مقاومة الذي يُفرض.

القهر عاشته الأجيال وتعاملت معه مفروضاً مرفوضاً وصار جزء من تاريخها…ومن يتذوق الكأس مرة حتى ولو بالفرض يصعب في الغالب فراقها وحتى المصحات تحت اشراف مختصين نتائجها متعثرة…فكأس القهر كان “شاينا وقهوتنا” لعقود. تأتي الان وتضع اللوم علينا بقولك: لماذا ندمن على القهر؟

هنا في بلد المسرات / فرنسا و كل العالم المسمى بالعالم الأول عندما يحصل أي طارئ في مدرسة او معمل او دائرة مع إجراءات البوليس و القانون تدخل إجراءات العلاج النفسي وفرق الاخصائيين لتدارك ما حصل ومنع وصول تأثيره الى أعماق النفس البشرية وبالذات الأطفال.

عليك كمتخصص ان تتفرغ لهذا السؤال و تقيم خارطة طريق  لصنع المسرات بدل التلذذ بهذه الطروحات التي لا تقدم شيء ذو نفع و لا تتكل على السلطة او السلطات كما تقول انت.

لماذا نتلذذ بالأحزان؟

لا أحد يتمنى الحزن او يسعى اليه وما “نحن” فيه اليوم ليس وليد ما بعد الاحتلال…لا…هو نتيجة ما جرى للشعب العراقي خلال النصف الثاني من القرن العشرين وربما قبل ذلك من خلال الحكام ومستشاريهم واتباعهم واذاعاتهم وصحفهم فهو ليس وليد هذه الأيام وهذه الظروف وساهم في ذلك وبه بعض النخبة سواء راغبين طامعين بالمال و المواقع أو الخوف او اُرغموا على ان يكونوا الأدوات التنفيذية لذلك فلا حق لأحد وبالذات من هؤلاء ان يلوم الشعب او ينعته بنعوت في سبيل التكسب من هذه الجهة او تلك كما كان جاري، فَهُمْ على استعداد ان يبدلوا جلودهم وهذا جاري الآن كما في السابق وهذا الصنف هو اخطر من كل الأصناف الأخرى على الانسان العراقي ومن ثم على المجتمع العراقي.

بعض النخبة أدمنوا على اشاعة الحزن وصاروا تجار سوق بيضاء وسوداء في تصنيع وتسويق هذه البضاعة الرخيصة وحسب الطلب… بدل أن يعودوا الى رشدهم ويعَّودوا الناس على صناعة المسرات، أصروا على استغلال الحال وضعف الأحوال وقاموا ببث الحزن بين الناس وعودوهم بالتدريج على صناعة الحزن وزراعته ليخدروهم به مما يسهل  السيطرة عليهم وتوجيههم كما يريدون .

مسار الحزن كمسار تعاطي المخدرات تبدأ بانتعاشه بسيطة وقتية غير مكلفة وربما مجانية لينتهي بدمار وضياع… والحزن يبدأ بدمعة او حسرة ليصل الى دموع و حسرات واهات وضياع.

ادخل الى أي بيت عراقي حتى سكنة العشوائيات والذين ينبشون القمامة تجد انهم يرقصون ويهزئون و يصفقون ويغنون وحتى وهم يعملون نسائهم ورجالهم شبابهم وأطفالهم من الجنسين…لكن لا احد يلتقط وينشر مثل لحظات الفرح  القليلة هذه حتى ولو مع لقطات الحزن اللذيذ الذي يظهر هنا وهناك وتكفل مجاميع الصحف و الفضائيات في إشاعة الحزن من خلال ما تطلق عليهم “خبراء، محللون،، متخصصون” حيث تهيل عليهم “اكيال” الألقاب و العناوين لغرض توجيههم لإنتاج الحزن نقله و توزيعه. [ التفضل بالاطلاع على ج3 بخصوص الحزن …لطفاً].
*س4 ـ لماذا نُفْرِطْ بالثرثرة واللغو والاتكال على السلطة ونقتّر بالفعل الجاد والنزيه

والاعتماد على النفس؟

……………………………….

ابدأ الجزء التالي بالسؤال رقم (4)

 

عبد الرضا حمد جاسم

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular