في العام ٢٠٠٣ وبعد سقوط الصنم الذي كان جاثما على صدور العراقيين وبالاخص شيعة أهل البيت عليهم السلام الذين لاقوا من الطغمه البعثيه أصناف العذاب في مختلف جوانب الحياة دخلت الأحزاب والحركات الشيعيه بثقلها التاريخي ومظلوميتها(ومظلوميتنا التي كانت تحملها) الى العراق وكانت هي الامل الذي كنا نرتجيه في السنين العجاف ووصول الحكم الينا بعد الخلاص من الحقبه البعثيه ، في ظل هذه الاجواء كانت الجماهير الشيعيه تنظر الى تلك الاحزاب على انهم ابناء المرجعيه ومنها انبثقوا وفيهم نتوسم الخير بعد المعاناة والمآسي لاسيما ان المرجعيه دعمتهم ولملمت الشمل ووجهت جماهيرها نحوهم وأسست الدوله بحكمتها في ظل ظرف استثنائي بالغ الصعوبة والخطوره وأوصلتهم الى السلطه بالطرق الديمقراطيه المدنيه والقانونيه وبما يحفظ حقوق جميع العراقيين وكانت معهم في الصغيره والكبيره ، فماذا حصل بعد ذلك؟ فرطوا في حقوق المظلومين ولم يبنوا أبسط العلاقات مع جماهيرهم ولم يتواصلوا معهم رغم توجيهات وارشادات المرجعيه فما كان منها الا ان رفعت عبائتها عنهم وأغلقت بابها في وجوههم فلم يسعوا لارضائها وفي ارضائها لله رضا فاغتروا بما لديهم وانحسرت عنهم الجماهير فكان ماكان فضلا عن العوامل الخارجيه الضاغطه من دول الاستكبار ووكلائهم في المنطقه..ولقد فعلوا حسنا باعترافهم بقرار المحكمه الاتحاديه في المصادقه على نتائج الانتخابات وتغليب مصلحة العراق على مصالحهم وأمامهم عملا كبيرا وفرصة لترميم العلاقه فيما بينهم وبين المرجعيه من جهه وبين الجماهير من جهة أخرى ، ليعيدوا حساباتهم وينزلوا من قصورهم الى اكواخ الفقراء ويبنوا سياساتهم على اساس الواقع ويتركوا الرؤى الخياليه التي تثير غضب الشارع لعدم جديتها فالايام حبلى والمخاض عسير.
والى التيار الصدري وجماهيره أقول ذوبوا مع اخوتكم في بوتقة المرجعيه العليا ولاتخرجوا عن طاعتها وارشاداتها فوالله لن تخرجكم من هدى ولن تدخلكم في ظلال.
والله من وراء القصد.