تراجع اداء النظام الايراني من الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفکرية، وإزدياد حدة الانتقادات والمؤاخذات السياسية بحقه على صعيد دول المنطقة، وخصوصا بعد الهزيمة السياسية الکبيرة التي لحقت بالميليشيات العميلة للنظام الايراني في العراق ورفض المحکمة الاتحادية العليا الطعن بنتائج الانتخابات، ساهم بدفع في رسم صورة بالغة السلبية لمستقبل النظام الديني القائم وعدم إمکانياته في التعاطي والتعامل والاخذ والرد مع المعطيات الحالية او المستجدة على أرض الواقع، وان بروز المقاومة الايرانية کخصم عنيد وصاحب إرداة فولاذية ضد النظام، ساهم بزلزلة الارض التي يقف عليها النظام ودفعه وبصورة ملفتة للنظر بإتجاه زوايا ضيقة ومحددة، وان النظام الايراني يحاول حاليا وفي سبيل خروجه من هذه الزوايا الضيقة الى القيام بمبادرات ومناورات مشبوهة ومفضوحة هدفها النهائي هو الحيلولة دون سقوط النظام وليس مصلحة الشعب الايراني.
الازمات المستعصية التي يعاني منها النظام الايراني والتي لم يعد بوسعه وضع حد لها او معالجتها على أقل تقدير، باتت اليوم تنخر بجسد النظام وتهد من قوته وجبروته على الاوضاع في إيران، ومن أجل ذلك فإن قادة ومسٶولي النظام وفي سبيل الحفاظ على نظامهم المتداعي والحيلولة دون إنهياره، يحاولون وبکل إمکانياتهم تعکير الاجواء السياسية والامنية في المنطقة وخلق حالة من الالتباس السياسي والفکري، وهي حالة لايمکن القول أبدا بأنها لم تجد آذانا صاغية من قبل الجميع، لکنها وجدت أناسا يرغبون بالاستماع إليها من أجل مصالحهم الضيقة.
الانتصارات السياسية الظافرة المتلاحقة الي حققتها المقاومة الايرانية بزعامة السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية والتي أعطت زخما وقوة و أملا جديدا للنضال والمقاومة والوقوف بوجه الاستبداد والقمع، عکست في نفس الوقت إنطباعا خاصا بقدرة وإمکانية الشعب الايراني وقواه الوطنية وخصوصا المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في إحداث التغيير السياسي المرجو في إيران واسقاط النظام الاستبدادي وتحقيق الحرية والديمقراطية للشعب الايراني وإثبات حقيقة أن إرادة الشعوب هي التي ستحقق الانتصار في النهاية، وهذا الامر بحد ذاته قد رفع من رصيد ومکانة المقاومة الايرانية أمام المجتمع الدولي بعدما أثبتت عمليا من خلال دورها وتأثيرها من إنه تشکل جانبا مهما من المعادلة الايرانية التي لايمکن تجاهلها بأي حال من الاحوال.
النظام الايراني الذي يواجه أکثر من مشکلة ومن وضع عويص سواءا على الصعيد الداخلية حية تحيط به الازمة الخانقة من کل الجهات أو على الصعيد الخارجي حيث العزلة الدولية والمأزق النووي الذي لايمکن للنظام الخروج منه بسلام من دون الاستسلام والخضوع للمطالب الدولية.