نبذة مختصرة عن مترجم الكتاب:
إنه الأستاذ (سلام محمد حسن بَرزو)، نجل المناضل الكوردي العتيد (محمد حسن بَرزو)، الذي اغتيل في بداية سبعينات القرن الماضي قرب مركز شرطة “بني سعيد” الذي كان واقعاً آنذاك بين ساحة الوثبة وساحة النهضة، تحديداً بين منطقتين من مناطق الكورد في بغداد هما دهانة وقشل، اللتان تقعان في قلب مدينة بغداد (بەغ داد). لقد شاءت الصدف، أن أكون موجوداً وعلى بعد عدة أمتار من المغدور أثناء اغتياله، لكن بسبب الزحام الذي اكتظ به الشارع بالسيارات، والزحام الذي كان يكتض به الرصيف من المشاة، من المارة لم أر الجاني الذي نفذ عملية القتل. حقيقة، لم أتعرف في حينه على الأخ (سلام برزو)، الذي وصل إلى مكان الجريمة بعد فترة وجيزة كما قال لي فيما بعد صديقي الشاعر حيدر علي أكبر حيدر (حيدر الحيدر) الذي غادر الحياة إلى دار البقاء الأبدية قبل فترة بسبب الإصابة بوباء الـ”كورونا” اللعين. بعد مرور عدة أعوام على اغتيال والده شاهدته أول مرة في أواخر سبعينات القرن الماضي في سجن أبو غريب عند زياراتي المتكررة لمناضلي “هەڵۆی سوور= الصقر الأحمر” وهم مجموعة من شباب الكورد منهم 1- جوامير سايمير مندلاوي 2- سلمان داود مندلاوي 3- جمال سعيد 4- شيرو عبد القادر 5- رعد بشير 6- سلام عبد الرزاق 7- عادل عبد الكريم 8- عامر عبد الكريم وآخرون الذين لا تسعفني الذاكرة بذكر أسمائهم. إن هؤلاء الأبطال الغيارى نفذوا في قلب مدينة بغداد حكم الشعب العادل بالمدير العام لدار الثقافة والنشر الكوردية الخائن عثمان محمد فايق وآخرين من الذين خانوا الشعب والوطن، خانوا الكورد وكوردستان. لقد مرت عدة أعوام على رؤيتي لكاك سلام في السجن المذكور، والتقيت به عدة مرات في ثمانينات القرن الماضي خارج حدود الكيان العراقي، لقد وجدته إنساناً مثقفاً وهادئاً ورزيناً، ويتصف بكل صفات الإنسان الكوردي الشهم والأصيل الذي نقرأ عنه في قصائد شاعر الشعب والوطن (شێرکۆ بێکەس).
كلمة مقتضبة جداً عن الاحتلال الاستيطاني العربي للعراق وكوردستان:
إن اعتناق القومية العربية للعقيدة الإسلامية، بقدر ما خدمتها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً الخ، لقد أضرت بذاك القدر بالأمة الكوردية، لأن العرب استغلت نشر العقيدة الإسلامية لصالحها قومياً وليس عقدياً، فلذا توسعت وتمددت في أرض العراق وكوردستان، بسبب هذا التوجه القومي المغلف بالعقيدة أن عموم الشعب الكوردي يقول اليوم لولا الإسلام لا تجد العرب على أرض العراق وكوردستان إلا ندرا. لأن سياسة التعريب الممنهجة التي اتبعتها خارج جزيرة العرب سار بخط متوازي مع نشر الإسلام بحد السيف إلى كل الأرض التي داستها سنابك خيولهم الغازية التي قدمت من فيافي ربع الخالي. للعلم، أن العراق وكوردستان كانا في ذلك التاريخ قطران كورديان، أعني إبان نشر العقيدة الإسلامية في صدر الإسلام، إلا أن الكورد خسروا الأول – العراق- واستعرب مع مرور العقود والقرون من قبل الغزاة العرب، الذين استوطنوا الأرض المنبسطة التي تدر عسلاً ولبنا. لكن، رغم الاحتلال العربي للقطر الثاني – جنوب كوردستان- بقي كوردياً وكوردستانياً إلى يومنا هذا، حيث يواجه شعبه الأبي جحافل الغزاة بكل أشكالها وصنوفها وألاعيبها المتعددة؟.
قول موجز عن إيران يجب أن يقال:
إن الأرض التي تسمى اليوم إيران، كانت قديماً يطلق عليها اسم آريان، الذي يعني أرض الآريين، وكانت أوسع مما هي عليها الآن بكثير، لكن بعد أن تآمر الفرس على الكورد واستولوا على الحكم فيها بدأت باستمرار تتقلص أرضها شيئاً فشيئاً حتى أصبحت ما هي عليها الآن. عن حدود دولة إيران يقول المؤرخ الإيراني (حسن پیرنیا) الذي عاش في زمن حكم القاجاريين وعَقْد واحد من حکم رضا شاه بین أعوام 1250- 1314 الهجری الشمسی، أي قبل آکثر من قرن من الآن، وكان ينتمي لعائلة أرستقراطية تسنم منصب رئيس وزراء إيران لثلاث مرات، وقبله تبوأ هذا المنصب والده (نصر الله) وكان يحمل لقب (مشير الدولة) وحمل اللقب من بعده ابنه حسن. لـ(حسن بيرنيا) كتاباً معتبراً بعنوان (تاريخ ايران)، عدد صفحاته 285، يتحدث في مقدمة الكتاب المذكور وتحديداً في ص (2) عن جغرافية أرض إيران والدول والممالك التي تحيط بها، يقول بيرنيا: من الشرق ثلاث سلاسل جبلية المعروفة بجبال سليمان، ومن الشمال سلسلة جبال البُرز، التي تمتد من الشرق إلى الغرب، ومن الغرب سهول جبال كُردستان (زاگروس)، التي تمتد من الشمال إلى الجنوب، ثم تعود إلى الجنوب والشرق إلى أن تصل إلى بحر عُمّان. هذه شهادة من شخصية قومية إيرانية مسئولة تذكر كوردستان دون العراق، لأن العراق في ذلك التاريخ لم يكن موجود ككيان سياسي؟ لقد تأسس عام 1920 على أيدي البريطانيين (الكفار) وألحقت به جنوب كوردستان عام 1925 بعد احتلاله من قبل الجيش البريطاني، والمؤامرة الخبيثة التي قادتها بريطانيا في عصبة الأمم. بينما كوردستان كانت موجودة وموحدة، وجغرافيتها كانت معروفة حيث تمتد أرضها من البحر إلى البحر؟، وهذه أسماء بعض المدن الكوردية اللورية على ساحل الخليج (الفارسي) أو متاخمة لها لا زالت تحمل اسم الكورد كسابقة لاسمها؟ وهي لورية وسكنتها من الكورد اللور وتقع في أرض الكورد اللور كـ: كُردشول، وكُرديل، وكُردشيخ التابعة لكازرون، وكُرد كانت تابعة لبيضاء، وناحية كُرديان، وناحية كُردستان التابعة لبهبهان؟. عزيزي القارئ، جاءت في المصادر عن هذه الناحية الكوردية اللورية التي تسمى كوردستان منها كتاب باسم ( مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع) تأليف (عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي صفي الدين) 1260- 1338م في مادة اللام والراء: كردستان اسم لناحية لُرية. (اللُّر) جيل من الأكراد في الجبال، بين أصفهان وخوزستان، فيها ناحية، يقال لها كردستان، ويقال لها اللّور أيضاً. هذا مؤلف الكتاب قبل أكثر من 700 عام يقول هذه الناحية كان يقال لها كردستان ويقال لها اللور أيضاً؟؟ وهذا يعني أن لا فرق بين الكورد واللورلأنهما يشكلان عنصراً واحدا يسمى الكورد ووطنهم كوردستان. عن نزاهة الكاتب عبد المؤمن يقول (خير الدين الزركلي) في كتاب (الأعلام) ج4 ص 170: كان يضرب به المثل في معرفة الفرائض.عزيزي المتابع، ومن المناطق الكوردية اللورية المطلة على بحر الخليج ناحية مُكابرى التابعة لمحافظة بوشهر التي كانت جزءً من دولة إيلام وسكنتها – مكابرى- من عشيرة شوانكاره- شبانكاره الكوردية، للعلم، أن المنطقة التي تسكنها قبيلة شوانكاره تقع عند مضيق هرمز؟. ملاحظة: إن حرف الياء في اللغة الفارسية يكتب بالألف المقصورة، الألف اللينة. عن هذه القبيلة الكوردية جاءت في الموسوعة اللغوية (لغت نامه دهخدا = رسالة اللغة لدهخدا) – لا توجد في اللغة الفارسية تاء التأنيث العربية، التاء المربوطة وهذا رسمها:(ة)؟. يقول العلامة علي أكبر دهخدا 1879- 1956م في ج 12 ص 18250: استناداً على المؤرخين القدماء وشاهنامة الفردوسي 935- 1020م أن قبائل كثيرة من الكورد كانوا في إقليم فارس – شيراز وتوابعها- من هذه القبائل قبيلة شوانكاره- شبانكاره الشهيرة في التاريخ. إن اسم هذه القبيلة يكتب بالصيغتين شوانكاره- شبانكاره تعني رعاة الأغنام، أضنهم من الكورد اللور. للعلم، إلى اليوم هناك قرية تابعة لمحافظة بوشهر باسم شبانكاره. بالإضافة إلى هذه القرية، توجد في نفس المحافظة ناحية باسم شبانكاره. هناك رواية عربية فارسية مشتركة تزعم بأن الكورد أعراب – بدو- فارس، أي أن الكورد أعراب إيران، لأن إيران في ذلك التاريخ في صدر الإسلام كانت تسمى فارس؟. لقد ذكر هذه الرواية العديد من المؤرخين والمفسرين المسلمين منهم: المؤرخ والمفسر محمد بن جرير الطبري 838 – 923م الذي قال في كتابه (جامع البيان في تفسير آي القرآن) ج 10 ص 43: “عن مجاهد في قوله ( حرقوه وانصروا آلهتكم) قال: قالها رجل من أعراب فارس، يعني الأكراد، فرجل منهم اسمه (هيزن- Hizen) هو الذي أشار بتحريق النبي إبراهيم بالنار”. ذكر هذه القصة أيضاً الإمام الحافظ المجتهد المفسر حافظ البغوي 433- 516 للهجرة في كتابه لتفسير القرآن المسمى (معالم التنزيل) ج 3 ص 250. وذكرها فخر الدين الرازي 543- 606 للهجرة في كتابه لتفسير القرآن أيضاً (مفاتيح الغيب) ج11 ص 151. وذكرها محمد بن أحمد الشهير بالقرطبي ولادته غير معروفة أما وفاته (671) هجرية في كتابه تفسير القرآن (جامع لأحكام القرآن) ج11 ص 200. وكذلك ذكرها ابن الكثير، والبيضاوي، والشوكاني، والآلوسي، والشنقيطي الخ. السؤال هنا، لماذا هؤلاء المؤرخون والمفسرون لم يقفوا على المادة التي دونوها!! ألا يعلموا، إن إيران سميت بفارس نسبة إلى الفرس الذين ظهروا على مسرح التاريخ في القرن السادس ق.م. هل في التاريخ الذي ذكره هؤلاء المؤرخون وهو أيام النبي إبراهيم 1800 سنة ق.م. وجد الفرس بهذا الاسم حتى يكون الكورد أعرابهم؟، أو أعراب البلد الذي حمل اسمهم فيما بعد ألا وهو فارس؟. نحن هنا نتحدى أي شخص في العالم أن يأتي لنا بوثيقة تقول بوجود الفرس إبان ذكر اسم الكورد عند عملية حرق النبي إبراهيم بأمر من الملك نمرود. إن المنطق يقول لنا، أن هؤلاء الذين دونوا هذا الحدث في صدر الإسلام شاهدوا الفرس موجودون وكذلك القبيلة الكوردية شوانكاره كرعاة أغنام من باب إطلاق اسم الجزء على الكل قالوا عن عموم الكورد أنهم أعراب فارس، لم يفكروا للحظة كيف يكونوا أعراب فارس ولم ي كن في ذلك التاريخ لا شعب ولا دولة على سطح الأرض باسم الفرس وفارس؟!. لقد خدم هؤلاء المؤرخون الكورد في الجانب الإيجابي للرواية، إلا وهو ذكر اسم الكورد قبل أن يظهر قوم العرب وقوم الفرس على أديم الأرض بمئات السنين؟. وفي جوانب أخرى نقل لنا كتب التاريخ الكثير عن الغزاة العرب في صدر الإسلام: إن قيس بن سلمة الأشجعي توجه نحو لُرستان وقام بمحاربة الأكراد في ماسبذان وسيمرة (صيمرة). دعنا عزيزي القارئ، أن نضع أمامك وأمام الدكتور سكندر نصاً آخراً يقول بكوردية اللور. جاءت في (لغت نامه دهخدا) لعلي أكبر دهخدا ج12 ص 18250: إن القبائل الكُردية حدود 60 قبيلة منتشرون من آذربايجان إلى لورستان. هذا هو العلامة (علي أكبر دهخدا) يحدد حدود شرق كوردستان بضمنها لورستان ومعها مركز محافظة جوارمحال و بختياري (چهار محال و بختیاری) الذي اسمه اسم على مسمى ألا وهو شهر كُرد، أي مدينة الكورد؟ وسكنتها من قبيلة اللور الكبير، يا ترى لما لم تسمى بشهر لور يا دكتور سكندر… لو لم تكن اللور شريحة أصيلة من شرائح الأمة الكوردية العريقة ؟. ملاحظة: في هذه الجزئية كتبنا اسم الكورد واللور أحياناً بالواو وأحياناً بالضمة لأن الفرس كالعرب يكتبون اسم الكورد واللور بالضمة هكذا كُرد، لُر، قد نكتبه نحن في ردنا هذا في الصفحات التالية بالصيغتين لذا اقتضى التنويه.
01 01 2022