هاف بوست عراقي ـ قال سياسي كردي كبير انَّ الصدفة جعلت عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة يجلس ملاصقا في كرسيه للمبعوث الأمريكي السابق في العراق وأفغانستان زلماي خليل زاد، في الجلسة الافتتاحية لمنتدى السلام والامن الذي نظمته الجامعة الامريكية في دهوك الشهر الماضي.
وأضاف السياسي طالبا عدم الإفصاح عن اسمه انَّ الحكيم كان من بين ضيوف المنتدى وابدى ارتياحا، اول الامر لجلوسه الى جانب المبعوث الأمريكي، كونهما يتبادلان الكلام باللغة الفارسية بطلاقة.
ومضى السياسي الكردي في القول ان المجاملات كانت واضحة بينهما، قبل ان تنتهي الجلسة الافتتاحية ويخرجا مع الحاضرين الى بهو الجامعة الامريكية بمعية قياديين كرد، وهنا بادر زلماي خليل زاد الى التوقف لحظة لتبدو على وجهه ملامح الطبيعة الأفغانية القاسية ملتفتاً الى الحكيم، قائلا له :
ياسيد عمار الحكيم التاريخ لايزال قريباً، ووالدكم الراحل كان معنا، أنا شخصياً الذي قررت بعد مؤتمر لندن قبل تحريركم من صدام ان يكون الحكم بيد الشيعة، كلمتي وكلمة الرئيس بوش كانت واحدة، وهكذا كان الحكم بأيديكم، كل شيء مرّ من بين أيدينا وتحت سيطرتنا.
قال الحكيم: لا ننسى جهود سيادتك معنا أبداً.
قاطعه زلماي خليل زاد محتداً:
ليست جهودي، هذا قرار الولايات المتحدة كلها في تلك الأيام، وكان الجيش الأمريكي وكل قواتنا تعمل وتعطي التضحيات في سبيل تثبيت حكم الشيعة بالعراق.
ولكن ما هي النتيجة…؟؟؟
نراكم تقصفوننا بالصواريخ، تريدون تدمير سفارتنا في بغداد وتدمير قواتنا التي هي في الأساس لحماية حكم الشيعة.
ردّ الحكيم مرتبكاً والحمرة تعلو وجهه:
سيادتكم تعرفون انّ هناك متطرفين نحاول صدهم وتقييد حركتهم دائما وخطابنا دائما…
قاطعه زلماي بنفس الحدة:
هذا ليس حقيقة الوضع، والا ما كان اصدرتم قرار مجلس النواب بالانسحاب الأمريكي. حسناً، انا كنت الى قبل أسابيع مشرفاً على الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وتسليم الحكم الى طالبان، نحن، يعني قواتنا ليست موجودة في أفغانستان كان هناك جيش كبير عند أشرف غني، لكن في ساعة واحدة وافقنا على رجوع طالبان الى الحكم، أشرف غني لم يقصف قواتنا، بل توسّل بقاءنا ورفضنا، انتم قصفتم سفارتنا ومصالحنا.
بُهت عمار الحكيم وامتقع وجهه، وكان بعينيه يلتمس العون من قياديين كرد الى جانبه، لكن زلماي خليل زاد مضى بالقول:
حسنا يا سيد الحكيم، انت بحسب وجهة نظرنا جزء من قيادة الحكم الشيعي في هذا البلد، لكن انت تقول أنك لست مع التطرف، حسنا سيد الحكيم قل لهم انّ الامريكان سينسحبون بالكامل، وانهم قادرون ان يسلموا الحكم لمن لا يعضون اليد التي احسنت اليهم، هذا ما سيحصل.
التفت زلماي حوله كأنه يبحث عن مرافقيه لمغادرة المكان، تاركا خلفه صدمة كبيرة في وجه الحكيم الذي طار في اليوم ذاته ناقلا الرسالة الصاعقة الى القيادات الشيعية في بغداد.
يبقى السؤال: هل العراق مثل أفغانستان، وهل ايران وحلفاءها بالعراق يسمحون بذلك.. وكيف قرأ خليل زاد دور الحشد الشعبي !.
إيران أغبى من أن نتصور, كل شيئ سيحدث لكن الكورد هم أصحاب الخسارة الأكبر , لأنهم لم يقفو مع الشيعة , وإذا سلمت أمريكا الحكم ليد أخرى فلن تكون يداً كوردية ولا صديقة للكورد ولا الئيزديين, اللهم إجعل هذا المقال كابوساً زائلاً