الجمعة, نوفمبر 29, 2024
Homeاراءالإيزيدية أكبر من فرماناتهم وأقوى : شڤان شيخ علو

الإيزيدية أكبر من فرماناتهم وأقوى : شڤان شيخ علو

 

يعرفنا العالم كإيزيدية من خلال عقيدتنا، كما يعرفنا العالم متمسكين بهذه العقيدة، وقد دفعنا الكثير في سبيل الحفاظ على ديانتنا هذه، شهداء وضحايا وخسائر مادية جسيمة. الديانة الإيزيدية هي الديانة الوحيدة التي تختلف عن غيرها من الديانات في مبدأها وطرق العبادة فيها، ويحرص أبناؤها على ممارسة شعائرهم دون التبشير والدعوة لها شأن أديان كثيرة أخرى.
وبسبب هذا الاختلاف ، تعرض أبناؤها للمظالم كبيرها وصغيرها، وكانت الفرمانات هي الأكثر عدداً وإساءة إليهم.
والعثمانيون، من بين هؤلاء الذين قاموا بالعدد الأكبر من هذه الفرمانات، وتحريض الآخرين على قتلهم ونهبهم وسلبهم.
إن كتب التاريخ لا تخفي مثل هذه الحقائق المؤلمة، وفي الوثائق العثمانية نعثر على الكثير منها، وفي أزمنة مختلفة.
لقد دفعوا الثمن غالياً، لأنهم كورد، كانتماء اثني، وكونهم إيزيدية كانتماء ديني، حيث كان هناك دائماً من يحرّضون سواهم باسم الدين، وبحجج شتى، تبقيهم أهدافاً للطامعين في أموالهم وممتلكاتهم، وحتى المس بأعراضهم كذلك، وأمام أشكال العدوان هذه، ورغم أنهم كانوا يدافعون عن أنفسهم، لكن قوتهم المحدودة ما كانت تحميهم من أعدائهم وهم بأعدادهم الكبيرة .
وفي العصر الحديث، وخاصة في ألثالث من آب 2014، كانت الغزو الهمجية الداعشية أكثر هذه الاعتداءات وأشرسها ضدنا نحن الإيزيدية ، اعتداءات شملت رجالنا وشبابنا ونساءنا وأطفالنا، كبارنا وصغارنا، فكان الفرمان الأعنف دموية ورعباً وفي الضحايا، حيث قتل من رجالنا وشبابنا الكثير، وخطف من شبابنا ونسائنا الكثير، وتم بيعهن في أسواق النخاسة الداعشية، هنا وهناك، حيث ذاق أهلنا الإيزيدية الويلات بسبب ذلك. إلى جانب تعرض شعبنا الكوردي في عمومه لهذا الهجوم الهمجي وبدعم إقليمي بالتأكيد، وما حدث من تخريب وبث الرعب في النفوس بسبب إعلامهم المرعب .
لكن الاضواء الإعلامية العالمية والإقليمية عرَّفت العالم بحقيقة الإيزيدية وسلْميتها، لهذا كان التعاطف معهم، وكذلك مد يد العون إليهم، واستقبالهم في مجتمعاتنا، كما في دول أوربية كثيرة ، وبصورة غير مسبوقة .
وما أريد قوله هو لو أننا أظهرنا وحدة في الموقف، وتجاوزنا خلافاتنا، لكان لنا صوت أقوى، واستطعنا أن نسمَع العالم أصواتنا هذه، لنكون محميين أكثر من غزوات أخرى.
نعم، وحدة صفوفنا، وتوحيد كلمتنا في المهاجر، وحيث نعيش، وتجنُّب إثارة المشاكل التي تضعفنا، تقوي مكانتنا، وتجعل صورتنا مشرقة أكثر، ويكون صوتنا مسموعاً أكثر في وحدته، ولا بد أن ذلك يكون ضماناً أقوى لمنع وقوع فرمانات أخرى، تزيد في جراحاتنا وآلامنا ومخاوفنا .
كل تأخير يزيد في مطامع الأعداء فينا، فضعفنا مصدر قوتهم، وتشتتنا في المهاجر والوطن،يسهّل اعتداءاتهم علينا َ! وليس هناك خيار آخر

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular