في عالمنا اليوم وعلى المستوى الديني او العقائدي توجد ثلاث (مرجعيات) رئيسه ولها ثقلها في العالم:
١- البابويه في الفاتيكان وهي تمثل المسيحيه الكاثوليكيه ويتزعمها الحبر الاعظم ويطلق عليه لقب ال(بابا) ويتم انتخابه بعد موت سلفه او استقالته من قبل (مجمع الكرادله) بطريقه خاصه وسريه ويعتبرونه معصوما نعم معصوما عندما يتحدث عن الدين! وهو على رأس دولة الفاتيكان ضمن دولة ايطاليا والفاتيكان خارج الصراعات السياسيه وتتمتع بقدسيه لدى أغلب المسيحيين في العالم وال(بابا) ينتخب بمواصفات خاصه بغض النظر عن جنسيته ولانجد من يقدح فيه.
٢- الازهر في مصر وهو يمثل الآن رمزا للمسلمين السنه ، يُعين امام الازهر من قبل السلطه الحاكمه في مصر ويسير حسب سياساتها وفتاواه غير ملزمه لأبناء الطائفه السنيه بَيْد ان له تاثير عليها (ومن الجدير بالاشاره انه تأسس في زمن الدوله الفاطميه لنشر فقه وتعاليم اهل البيت عليهم السلام ، وسمي بالازهر تيمنا بالصديقه الطاهره الزهراء عليها السلام لكن بعد الهجمه التي قضى بها صلاح الدين الايوبي على الدوله الفاطميه تحول الازهر الى صرح سني مناوىء للشيعه!) وأيضا لانجد من يقدح فيه.
٣- المرجعيه العليا في النجف الاشرف ويتزعمها اليوم المرجع الأعلى للطائفه الشيعيه في العالم سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله الوارف ويتم تنصيبه من قبل الفقهاء المجتهدين لأعلميته بغض النظر عن جنسيته (وهنا بيت القصيد) ، وقبل الدخول في مسألة المرجعيه أذكر كلمة لأحد فضلاء الحوزه العلميه في النجف الأشرف لها وقع في قلبي (ان المرجعيه تاج يضعه الله على رأس من يشاء).
كثر في الآونه الاخيره( وفي سياق الحرب الاعلاميه ضد الشيعه ومرجعيتها الرشيده وغسل عقول الشباب) الكلام على المرجعيه العليا ، وأبرز سؤال هو لماذا المرجع ايراني؟ وفي مايلي اجابه مختصره وواضحه :
أولا الاسلام دين لكافة الناس (ياايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله أتقاكم ان الله عليم خبير) الحجرات آيه ١٣ ، ولولا ان الاسلام لايؤمن بالعنصريه والقوميه لما دخل فيه الايراني والهندي والصيني الخ ، وفي سياق الآيه الكريمه قال النبي محمد صلى الله عليه وآله (يدخل الجنه ولو عبد حبشي ويدخل النار ولو سيد قرشي) والحبشه بخارطة اليوم هي أثيوبيا ، وقال صلى الله عليه وآله (لافضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى) والأعجمي هنا الغير عربي من اي جنسيه أخرى ، والقرآن الكريم والحديث الشريف في هذا المعنى كثير ومعلوم.
ثانيا المرجع الاعلى ليس حكرا لاحد لانه يمثل دين انساني وليس قومي واذا تكلمنا بال(قوميه) فمعنى هذا يجب أن يكون المرجع ينتخب بنظام (الكوتا)! وليس الاعلميه اي يكون هناك مرجع هندي للشيعه الهنود وآخر صيني لشيعة الصين وايراني لشيعة ايران وعربي لشيعة العرب وهكذا دواليك لنتشرذم اكثر مما نحن الآن ولتقر عيون الاستكبار العالمي ولاينفقون مئات المليارات من الدولارات لزعزعة وحدة مرجعية الشيعه وتشتيت ثقلها الجماهيري والعالمي.
ثالثا ان وجود المرجعيه العليا (وليس شخص المرجع) في العراق هو شرف وتكريم للعراق من الله سبحانه وتعالى ، فماالذي فعلناه بهذا الشرف والكرم الإلهي؟
رابعا ان الجنسيه ليست دليلا على النسب فالحدود بين الدول والاوراق الرسميه وضعت مؤخرا ولاجراءات اداريه وأمنيه.
خامسا عند الكثير من العرب روح الجاهليه المقيته التي نبذها الاسلام ومن خلالها يبنون الشخصيات بينما لانرى هذه التشنجات لدى غير العرب فهم لايتحرجون كون نبيهم عربي او امامهم او مرجعهم وخير دليل على ذلك سماحة السيد علي الخامنئي فهو سيد قرشي عربي ويتزعم دوله فارسيه تمتد جذورها لآلاف السنين وهم به فرحون وله مساندون ، فيدينون لله سبحانه وتعالى بنبي عربي وأئمة عرب ويقرؤون قرآنا عربيا ويقلدون مرجعا عربيا ويقاتلون في ارض عربيه دفاعا عن عرب وكورد وأقليات أُخرى ويجودون بالدماء من أجل فتوى الجهاد الكفائي لمرجع عربي ، بينما نجد اخواننا بل أنفسنا كما سماهم السيد السيستاني يتبعون أئمة من الايرانيين (الفرس) كأبي حنيفه والبخاري ومسلم وغيرهم كثير وهم ليسوا كفرس محل نقد وجرح بل تدرس آرائهم في حوزاتنا العلميه في الفقه المقارن. وأخيرا هناك عالمان مجتهدان سيدان علويان قرشيان عربيان عليان أحدهما أوصلته ايران الى القمه فهو زعيمها وآخر في العراق يعاني الأمرين حتى قال (لقد بحت أصواتنا) ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.