السبت, نوفمبر 23, 2024
Homeاخبار عامة’داعش’ ما زال موجوداً وخطيراً حتى لو لم نعره اهتماما

’داعش’ ما زال موجوداً وخطيراً حتى لو لم نعره اهتماما

داعش" ما زال موجوداً وخطيراً حتى لو لم نعره اهتماما | اندبندنت عربية

.

خلال الأيام التي سبقت احتفالات رأس السنة، أعلنت القوات الأمنية التركية عن اعتقال ما يزيد على ثلاثين عنصراً مشتبهاً في انضمامهم إلى “داعش” توزعوا على عدد من المنازل الآمنة في البلاد.

ليست تركيا وحدها من واجهت “داعش”. ففي العراق المجاور، قتلت القوات المسلحة 22 مقاتلاً في الأقل من “داعش” في عمليات برية وجوية في المناطق الوسطى والشمالية والغربية للبلاد في غضون آخر 11 يوماً من عام 2021، بعد فترة قصيرة من إعلان التنظيم “الجهادي” مسؤوليته عن سلسلة من هجمات القنابل الموضوعة على جانب الطريق.

على الرغم من إعلان الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب عن “هزيمة داعش” منذ أكثر من ثلاث سنوات، أطلق التنظيم 342 هجمة في شمال سوريا وحدها في عام 2021 -ما يعادل تقريباً هجوماً واحداً يومياً- وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وعلى الرغم من وفاة مؤسس التنظيم أبو بكر البغدادي، وتحول “داعش” لأثر بعد عين، يحذر الخبراء الأمنيون من عودة التنظيم للظهور في الشرق الأوسط وغيره من المناطق. إن عودة ظهور تنظيم داعش، أو أي نسخة عنه، أمر لا مفر منه نظراً إلى الإخفاقات الكبيرة لعدة حكومات في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.

وقال مبعوث الولايات المتحدة الخاص للحرب على “داعش”، جون تي غودفري، للمراسلين الصحافيين في ديسمبر (كانون الأول) “فيما انهارت دولة الخلافة المزعومة لداعش على الأرض [لم تعد تمسك بالأرض]، ما زال التنظيم عدواً حازماً وخطيراً”.

والدليل على قصر فترة انتباهنا والعدد الكبير من الأزمات التي تبعت حرب السنوات الطويلة على “داعش” -والإخفاقات الأمنية والسياسية التي نتجت عنها- هو أن كثيرين نسوا التنظيم الذي سيطر على مساحة شاسعة من الشرق الأوسط لعدد من السنوات. لكنه ما يزال مصدر تهديد في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وفي جنوب وشرق آسيا، حيث تغلغل في السنوات الأخيرة بعيداً عن مركزه الأساسي في الشرق الأوسط وبلاد الشام، حيث تأسس ويفترض أنه هزم.

لم يتوقف التنظيم عن توسيع نطاق عمله جغرافياً. وما يزال الفرع المحلي لـ”داعش” في أفغانستان أكبر تهديد على أمن البلاد، بعد أن استولت عليها “طالبان”. أما فرعه في سيناء، مصر، فيشن هجمات كل ثلاثة أيام تقريباً. وفي هذه الأثناء، أحبطت القوات المغربية مؤامرة لـ”داعش” منذ أسبوعين فقط. بينما أشعل أتباع التنظيم في موزمبيق فتيل حرب أهلية إلى حد كبير، في شمال البلاد.

قال تقرير أصدرته مجموعة كرايسيس غروب الأسبوع الماضي “منذ عام 2017، عندما خسر الدولة التنظيم ما سماه دولة الخلافة في الشرق الأوسط، عانت أفريقيا من بعض أشرس المعارك في العالم بين الدول و”الجهاديين”. ليست نشاطات الجماعات الإسلامية المسلحة بجديدة في القارة، ولكن الثورات المرتبطة بـ(داعش) و(القاعدة) قد ازدادت في السنوات الأخيرة”.

تختلف جهود محاربة الشبكة من حيث الحجم. في تركيا، تقود قوات حفظ الأمن هذا القتال إجمالاً. شنت مداهمات في مدينة غازي عنتاب الجنوبية، التي تعتبر مركزاً للمساعدات الغربية الموجهة لسوريا وشانلي أورفا في الشرق، بالإضافة إلى كيركالي التي تقع 50 ميلاً إلى شرق العاصمة أنقرة وسامسون [صامسون] على ضفاف البحر الأسود.

مع تدفق عشرات آلاف السياح من كل أنحاء العالم -وبعضهم من المملكة المتحدة وباقي الدول الأوروبية- إلى تركيا في موسم العطلات، من المفهوم أن تشعر السلطات في أنقرة بالتوتر. فما تزال تذكر هجوم “داعش” المرعب على نادي رينا الليلي في ساعة مبكرة من يوم الأول من يناير (كانون الثاني) 2017 الذي ذهب ضحيته 39 قتيلاً وأصيب 79 شخصاً آخرين.

وفي هذه الأثناء، في العراق، تستمر العمليات العسكرية الشاملة ضد “داعش”، فيما لا تظهر على التنظيم الإرهابي أي إشارات على تخفيف نشاطه. وفي الأيام الأخيرة، شن عدة هجمات من خلال القنابل المزروعة على جانب الطريق، استهدف من خلالها القوافل العسكرية في منطقة حمرين الجبلية في شمال وسط العراق.

وفي سوريا، شن “داعش” هجمات على دير الزور والحسكة والرقة وحلب، قتل فيها 228 شخصاً في عام 2021. وقد اعتقلت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد وتعمل مع القوات الأميركية الخاصة التي ما زالت في سوريا، أكثر من 800 مشتبه فيه. في منتصف ديسمبر، أسقطت طائرتا تايفون تابعتان لسلاح الجو الملكي البريطاني طائرة مسيرة يشتبه في أنها تابعة لـ”داعش” تطير باتجاه قوات الحلفاء.

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى في اجتماع هاتفي في 17 ديسمبر “نحن ملتزمون بالإبقاء على وجودنا العسكري في سوريا، لأن داعش ما يزال يمثل مشكلة جدية، وخطر إعادة ظهور داعش ما زال موجوداً”.

يبدو أن المواجهة العسكرية مع “داعش” هي الطريقة الوحيدة التي تحارب بها الحكومات هذا التنظيم، لكنه حل مؤقت. لن تكفي أي كمية من قوة النيران ولا أي عدد من الجواسيس أو الطائرات المسيرة للتخلص من جماعات مسلحة مثل تنظيم داعش، الذي يتغذى من فشل الحوكمة والقصور في مجال حقوق الإنسان في الدول المنكوبة.

ما تزال مواضع الخلل والشروخ الاجتماعية والسياسية في مناطق مثل العراق وسوريا، التي استغلها تنظيم داعش لكسب موطئ قدم كبير في العالم، موجودة- حتى إنها ساءت من بعض النواحي.

“اندبندنت”

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular