الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Homeمقالاتهل المهدي حقيقة تاريخية ؟ : الدكتور عبدالكريم سروش

هل المهدي حقيقة تاريخية ؟ : الدكتور عبدالكريم سروش

بقلم / الدكتور عبدالكريم سروش / فيلسوف إيراني ( 1 )
الإعداد والترجمة والشرح والحواشي ؛ مير عقراوي / كاتب بالشؤون الإسلامية والكردستانية
[ إن حكاية المهدي ، هي حكاية آعتقادية ( 2 ) . وحينما أقول إنها إعتقادية بمعنى إننا لا نتمكن من إثباته تاريخياً . لذا فإن وجود شخص كنبي الإسلام الذي له وجود تاريخي ، فالمسلم وغير المسلم حينما يُراجع الشواهد التاريخية يستنتج بأن هذه الشخصية لها وجود تاريخي وخلَّف من بعده آثاراً تاريخية أيضاً ، ومن ثم توفي ولا شك في ذلك سواءً كان مسلماً أم لا ، وسواءً كان شيعياً أم لا . وهكذا بالنسبة للإمام الأول والإمام جعفر الصادق إمام الشيعة .
لكن عندما نصل الى الإمام الثاني عشر فالتاريخ مُعتمٌ كثيراً ، أي بغير الإعتقاد به لا يمكن إثباته بالشواهد التاريخية بأن شخصاً ولد وعاش سنيناً ، ثم غاب . إذن ، نحن لا نملك الأدلة التاريخية على وجوده ، فحتى الشيعة يعتقدون إن حَمْلَ المهدي قد تم بصورة خفية ، يعني لم تظهر على أمه آثار الحمل ، والله شاء أن يكون مخفياً . وحينما ولد بقي مخفيَّاً حتى سن الخامسة عن الناس وبعدها غاب عن الأنظار بشكل نهائي ! .
عليه لا يُمكننا على الصعيد التاريخي أن نُثبت بوجود هكذا شخص عاش في هذه الحياة . أما روايات الشيعة فهي الى ما شاء الله تقول بأن هذا الشخص ولد ، وكانت ولادته وحضوره خفياً وبعدها غاب عن الأنظار منذ 1200 سنة ( 3 ) . لذا فمن يعتقد بتلكم الروايات ويتوهم بصحتها بإمكانه ذلك ، وإن لم يعتقد فإن الله لا يُؤاخذه ، فهو يُؤاخذ الناس بحسب ميزان عقلهم . والإنسان الذي لا يتمكن من إثبات شيءٍ بالأدلة الكافية عليه أن يختار السكوت ، وسكوته هذا ليس له تأثير مقدار ذرة على إيمانه وإسلاميته .
من ناحية أخرى الذي أود الحديث بصدده هو ؛ إن المهدي وموضوعه وظهوره ، أياً كانت المعتقدات فالذي يُؤسف عليه إنه قد قُرِنَ بإضافات وحواشٍ تخريبية ( 4 ) . لذلك ينبغي على الأقل إجتنابها ، وإن كان لابد الإعتقاد بالمهدي ينبغي أن يكون دقيقاً وموضوعياً . وقبل الحديث عن إمام الزمان ومنذ القرن الأول وخلال ظهور المختار الثقفي ( 5 ) وعصور سائر الأئمة كان المهديُّ فكراً محلياً وطائفياً محدوداً . لذا من المؤسف لم يكن المهدي لدى الشيعة شخصية عالمية ، فهو للشيعة ومنقذهم وحلاَّل مشاكلهم الداخلية ويدفع عنهم حسراتهم وآهاتهم ( 6 ) .
في العالم الإسلامي كان ومازال توجد أقلية بآسم الأقلية الشيعية ونحن الإيرانيين جزء منها ، والأقلية لها خصوصيتها على المستويين النفسي والإجتماعي . بمعنى إن الأقليات لها خصوصيتها التي لا توجد لدى الأكثرية ، والشيعة يحملون معهم هذه الخصائص بشكل تام . فرغم إنه في الوقت الحالي تحكم ايران حكومة رسمية شيعية كالصفوية ( 7 ) فإنها أيضاً تحمل معها تلكم الخصائص ، لأنها تدُرُّ عليهم بالمنافع والفوائد والأرباح ( 8 ) . من الخصائص الموجودة لدى الأقليات والتي هي بارزة لدى الشيعة أيضاً ، هي المظلومية والتصنُّع بها بأننا مظلومين ، وإن حقوقنا مهضومة ولم يُسمح لنا بإثبات وجودنا ، أو أن نُعبِّرَ عن آرائنا وكمَّموا أفواهنا وسدُّوا الطرق بوجهنا ، ولدى الشيعة يتجلى كل ذلك في قصة الإمام الحسين المأساوية والكارثية ، حيث الشيعة إستفادوا منها أعظم إستفادة حتى يقولوا مدى الظلم والإضطهاد الذي تعرضوا له من الطرف المقابل ، ثم آخترعوا حكاية التي هي مستمرة حتى يومنا هذا ومفادها ، كيف إن أقلية سقطت بين مخالب أكثرية لأجل المحافظة على هويتهم كي لا يذوبوا في الهوية الأكبر ، وكانوا دوماً يقنعون أنفسهم بأننا غير أولئك ، نحن متفاوتون معهم ، نحن ظُلِمنا من قِبلهم ، ولنا تأريخ مستقل عنهم ، ويجب علينا أن نفكر بأنفسنا وحسب .
هذه المظلومية أنتجت فكراً آخر متناسباً معها ، وهي فكرة المنقذ . فنحن مظلومين ولم نتمكن من تحقيق عدالتنا وحقوقنا ، لذا فإنه يأتي شخص ، سوف يأتي شخص ، بل يجب أن يأتي شخص لتحقيق عدالتنا ( 9 ) .
إن مفهوم إمام الزمان كان قبل قصة الإمام الثاني عشر بقرن ، واذا تتأمل في أدعية الزيارات التي آخترعها الشيعة ويقرأونها في مزارات الإمام الحسين وسائر الأئمة ترى بأنهم يقولون بتكرار بأننا ننتظر إماماً حتى نحارب معه ونسترد حقنا من الظالمين ، وتوجد هذه المفاهيم في زيارة عاشوراء .
فهل إن مفهوم إمام الزمان الذي يتحدثون عنه هو لبسط العدالة في العالم …؟ . عليه فإن موضوع المهدي أضحى بيد أشخاص أضفوا عليه طابع الطائفية بحيث أصبح مُمِلاًّ ومتعباً . يقولون إن أول عمل يقوم به إمام الزمان هو تسوية الحساب مع أهل السنة ، فالشخص الذي له رسالة عالمية ويريد بسط العدالة في العالم كله كيف يسعى الى تسوية الحساب مع أهل السنة ، وهذه موجودة في أدعية الشيعة !؟ ( 10 ) .
كنت في مكة وسمعتهم يخطبون للناس ويقولون لهم هذا الكلام ، وهو إن أول عمل يقوم به المهدي هو نبش قبري عمر وأبو بكر ، ثم يقدم على إعدامهما ( 11 ) ! . تأملوا من أين أتت مثل هذه الأفكار ، ولماذا تم تلويث موضوع المهدي بهكذا أشياء ؟ . أخيراً كنت أستمع لأحدهم في ايران وكان يخطب ، فقال بأن المهدي سوف يحكم بعدد السنين التي آختفى خلالها أصحاب الكهف ، وهو [ 309 ] سنة ، وبعده سوف يرجع الإمام علي ويحكم [ 44000 ] ألف سنة ( 12 ) ! .
لاحظوا ما يقولون ما يتناقض مع العقل والنقل وأمثاله كثيرون ، ثم تأملوا كيف آستغلوا المهدي ورسالته العالمية في بسط العدل ، حيث شوهوه وصغروا من من شأنه بذريعة إن بعضاً من الشيعة قبل [ 1200 ] تعرضوا للإضطهاد وكان بينهم خلاف عقدي ، فحمَّلوا كل هذه الأحمال على عاتق ذلك الرجل ليحقق لهم العدل ويفك عقدهم وينقذهم ويحررهم من حالة الأقلية الى حالة الأكثرية ، ولا أنسى المرحوم مطهري قال في كلام له ؛ اذا كان إمام الزمان موجوداً فهو لجميع العالم وليس لأربعة شيعة أغبياء ! .
إن أربعة من الشيعة الأغبياء بأفكارهم الباطلة والخرافية جعلوا منه كعامل لهم لكي ينتقموا من خلفاء ماتوا قبل [ 1400 ] سنة ، فتأملوا كيف أصبح هذا الفكر ( 13 ) ذليلاً وحقيراً وغير قابل للدفاع عنه وبلا معنى ..؟ . واليوم هم مستمرون في صبِّ الزيت على النار كي تتأجج النار أكثر فأكثر ، حيث جعلوا من هذا الفكر فاقداً للمعنى إذن ، إن كان إمام الزمان موجوداً ، أو إنه سيظهر فإنه تَجلٍّ لمظهر العدل في العالم . ] ( 14 )
الحواشي والشرح / مير عقراوي ؛
1-/ الدكتور عبدالكريم سروس : مفكر ومؤلف وإصلاحي وفيلسوف إيراني معروف له الكثير من الكتب في مجالات الفلسفة والدين والتصوف والعرفان باللغتين الفارسية والإنجليزية ، كما ترجمت عدد من كتبه الى اللغة العربية ، وذلك نظراً لأهميتها وقيمتها العلمية والمعرفية ، في المقدمة كتابه الأشهر [ القبض والبسط في الشريعة ] الذي ترجمته الدكتور دلال عباس . لقد أثار كتاب [ القبض والبسط في الشريعة ] جدلاً واسعاً حوله وآنتقده الفقهاء ورجال الدين الشيعة في ايران وخارجها ، وفي ذلك أصدروا عشرة كتب في الرد عليه ! .
وللدكتور عبدالكريم سروش كتب هامة أخرى ، مثل : [ التراث والعلمانية ] و [ العقل والحرية والديمقراطية والإسلام ] و [ بسط التجربة النبوية ] و [ أرحب من الآيديولوجيا ] وغيرها .
2-/ أطلق الدكتور عبدالكريم سروش عبارة الحكاية والقصة على موضوع المهدي ، فقال بأنه ذو طابع إعتقادي وحسب ، لأنه لا يُمكن الإستدلال به ولا إثبات ولادته ولا وجوده التاريخي بالشواهد القطعية التي لا يَرقى اليها الشك في أيِّ جانب من جوانبها .
3-/ حين المراجعة لحياة حسن العسكري يتضح إنه كان عقيماً ولم يُخلِّف وراءه من زوجاته ولداً ذكراً كان أو أنثى . هنا أصيبت نظرية الشيعة الإمامية الإثناعشرية بالإنتكاسة ، فأقدم رجال الدين الشيعة على آختراع قصة المهدي كي تبقى نظرية الإمامة للأئمة الإثناعشرية صحيحة ومتماسكة وتصبح مستمرة لدى الشيعة ، فآدعوا إن جارية للحسن العسكري حملت منه وولدت ذكراً سماه محمد ، وبقي هذا الوليد مخفيَّاً الى أن أصبح عمره خمس سنوات ، ثم غاب عن الأنظار بشكل نهائي . وبعد أن يأذن الله تعالى له بالظهور سوف يظهر في عصر من العصور ! .
4-/ لقد إختلق فقهاء ورجال الدين الشيعة في الماضي عدداً لا يُحصى من الحكايات والقصص والروايات عن المهدي وحياته ، وعن ظهوره والعصر الذي سيظهر فيه وأهدافه من بعد الظهور . مع إن المهدي – أي محمد بن الحسن العسكري – كان مخفيَّاً عن الأنظار مذ ولادته ، لكن الشيعة رَوَوا حكايات وأساطير عنه ، فزعموا بأنه كان له أربعة نواب يلتقون به وينقلون عنه الأخبار ! .
أما المهدي لدى الشيعة وظهوره وأهدافه فإنها تتلخَّص في الإنتقام من أعداء الشيعة ، وهم السنة في مقدمتهم الخلفاء الراشدين الثلاثة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان والسيدة عائشة أم المؤمنين والسيدة حفصة أم المؤمنين وعدد كبير آخر من الصحابة ، ثم يقدم على محاكمتهم وإعدامهم . تقول روايات حكايتية شيعية في هذا الصدد بأن المهدي بعد ظهوره سوف يقدم على إحياء هؤلاء الأجلاء ومحاكمتهم ، ومن ثم نحرهم من الوريد الى الوريد الواحد تلو الآخر ! .
لهذا يُشير الدكتور عبدالكريم سروش الى ما أضاف وآختلق الشيعة من الإضافات والحواشي الباطلة والتخريبية والخرافية على موضوع المهدي التي تشمئزُّ منها النفوس .
5-/ المختار الثقفي [ 622 م – 686 م ] : هو المختار بن أبي عُبيد بن مسعود الثقفي قائد عسكري معروف نهض ضد الأمويين طالباً بدم الحسين بن علي والثأر له ، فقاد ثورة أو حركة مسلحة ضد الأمويين في الكوفة بالعراق بغرض الإنتقام من قتلة الحسين والذين شاركوا في مذبحة كربلاء الكارثية . بالفعل حدثت معارك دموية طاحنة بين قوات المختار الثقفي وقوات الخليفة الأموي في الكوفة عبيد الله بن زياد . بالتالي تمكن المختار الثقفي من تحقيق النصر في معاركه وقتل جميع الذين شاركوا في مجزرة كربلاء من ضمنهم الوالي الأموي عبيدالله بن زياد ، حيث قُتِلَ بالقرب من نهر الخازر في كردستان العراق .
كان والد المختار أبو عبيدة الثقفي من الصحابة والقادة العسكريين المعروفين في عهد الإمام عمر بن الخطاب ، وكان له دور مشهود في الحرب مع الفرس يومذاك وآستشهد في أحد المعارك التي قادها . بعد حادثة كربلاء أقدم عبيدالله بن زياد على إعتقال وسجن المختار الثقفي ، فكتب المختار رسالة الى زوج أخته عبدالله بن عمر أن يشفع له لدى الخليفة الأموي يزيد بن معاوية . ولما وصلته رسالة إبن عمر قبل شفاعته وأمر إبن زياد بإطلاق سراح المختار الثقفي ، فأطلق سراحه .
المختار الثقفي ومذهب أهل السنة ؛ مذهب أهل السنة يشك في أمر المختار الثقفي ويروي بعض المؤرخين روايات سلبية عنه ، منها إن المختار الثقفي كان يدعي إن جبريل قد نزل عليه ، أو إنه أنشأ مذهباً أو فرقة متطرفة بآسم آل البيت النبوي بعنوان [ الكيسانية ] ! .
بالحقيقة إن كاتب هذه السطور لا يميل الى صحة ما ورد عن المختار الثقفي ، لأن المرء يشم من الروايات المذكورة الرائحة الأموية ، ثم كيف يشفع له عبدالله بن عمر لدى الخليفة الأموي يزيد بن معاوية ، وهو – أي المختار الثقفي – يعتقد بتلكم المعتقدات الفاسدة والباطلة ؟ .
6-/ إن المهدي لدى الشيعة كما أكده الدكتور عبدالكريم سروش أيضاً ، هو شخصية مذهبوية طائفية إنتقامية دموية حقدية ضغائنية سوداوية لا يعرف المعنى ولا المغزى للعدل والإعتدال والإنصاف والقيم الإنسانية والإسلامية . ذلك إن فلسفة ظهور المهدي الشيعي هو القتل وجَزُّ الرؤوس وقطع الأعناق وسفك الدماء والقتل الجماعي للمخالفين له أينما كانوا ، وحتى إن كانوا أمواتاً قبل أربعة عشر قرناً فإنه سوف يُحييهم ، أو سوف ينبش قبورهم ويحاكمهم ، ومن ثم يُعلِّق رُفاتهم على أعواد المشانق ، في مقدمتهم أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وأزواج رسول الله محمد حيث أمهات المؤمنين بالنص القرآني المُحكم ! .
7-/ الصفوية : هي الدولة أو الإمبراطورية الإيرانية التي أسسها إسماعيل بن حيدر بن الجنيد الصفوي على أساس المذهب الشيعي الإمامي الإثناعشري [ 1501 – 1763 ] . كانت بلاد فارس ، أو ايران الحالية قبل إستيلاء الصفويين على الحكم فيها ذات أغالبية من أهل السنة ، لكن بعد إستيلاء إسماعيل الصفوي على السلطة في ايران وإستقرار الحكم له أقدم على محاربة مذهب أهل السنة محاربة شعواء وشرسة ومن جميع النواحي ، ثم فرض المذهب الشيعي الإمامي الإثني عشري على ايران ، وعلى أهل السنة في ايران بالإكراه والقوة والعنف والبطش .
8-/ إن مراجع الشيعة ورجال الدين الشيعة قد إستفادوا مالياً الى أقصى المَديات من النسخة المذهبية – الدينية التي أشاعوها بين أتباعهم ولقَّنوها إيَّاهم ، فهم يجمعون الخمس والخيرات والصدقات وغيرها من الأوجه المالية من أتباعهم بشكل مستمر ، وبذلك فإنهم بنوا إمبراطورية مالية لهم لأجل خططهم في التوسع بالمذهب الشيعي في ايرن ، كما في خارجها أيضاً . فمراجع التقليد الشيعة لهم وكلاء يمثلونهم في الكثير من بلدان العالم الإسلامي ، حيث يقدمون على تشويه مذهب أهل السنة ومحاربته ونشر مذهبهم فيها .
9-/ في السابق كنت أشك أثر النزعة الفارسية القديمة في التشيع الإيراني ، لكني بعد التدقيق ومتابعة حكومة ولاية الفقية الإيرانية التي آستقرت في طهران عام [ 1979 ] بعد سقوط محمد رضا شاه بهلوي إتضح لي بأنها تسير في تفعيل مشروع مذهبي – سياسي لها في المنطقة ، إي إحياء الإمبراطورية الصفوية مرة أخرى في ايران وجعلها قوة عظمى بالمنطقة والعالم بشكل عام .
10-/ إن المهدي الشيعي ، بخاصة النسخة الصفوية منها حيث تزخر كتب الحديث والفقه والتاريخ والأدعية بأشد أشكال الغُلُوِّ والتطرف والخرافة والتناقض مع الإسلام ، هو أول ما يبدأُ به خلال ظهوره الإنتقام الدموي من أهل السنة ، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين الثلاثة وأمهات المؤمنين كما أسلفنا القول في ذلك أعلاه .
11-/ ذكر الدكتور عبدالكريم سروش بأن رجال الدين الشيعة حتى في مكة المكرمة يهاجمون الصحابة ويشحنون الإيرانيين أكثر فأكثر بكره هم والحقد عليهم ، وهو ما سمعه بأذنيه منهم . وهذا خير دليل بأن ولاية الفقيه لها مشروع في غاية الخطورة إزاء أهل السنة في العالم الإسلامي .
12-/ الرجعة في مذهب الشيعة : الرجعة هي بمعنى الرجوع والعودة مرة ثانية ، وفي المذهب الشيعي فإن الرجعة معناها ومغزاها يتناقض ، بل يصطدم مع الإسلام وتعاليمه مباشرة ، ولا يتقبَّله العقل السليم ولا المنطق السديد ، حيث الرجعة في مذهب الشيعة تعني رجوع بعض الأنبياء والأئمة من أجداثهم وبعد موتهم بحقب طويلة من السنين الى الحياة الدنيا مرة أخرى بعد قيام دولة المهدي المزعومة .
إذن ، الرجعة تعتبر في مذهب الشيعة أحد أبرز المعتقدات الأساسية المسلَّم بها عندهم . في هذا المعتقد الشاذِّ والمتناقض ، كل التناقض مع القرآن الكريم وتعاليم نبي الله محمد إنفرد مذهب الشيعة فقط دون سائر المذاهب الإسلامية بعقيدة الرجعة . والرجعة في مذهب الشيعة على قسمين ؛
الأول : عودة الأموات بعد إحيائهم الى الحياة الدنيا ، وهم بعض الأنبياء والأئمة من علي الى الحسن العسكري عقب قيام دولة المهدي .
الثاني : عودة الأموات المخالفين والظالمين للحياة الدنيا بعد إحيائهم ، وذلك كي يقوم المهدي بمحاكمتهم ، ثم ذبحهم ذبح الخراف فيما بعد .
وفي هذا الشأن يعتقد الشيعة إن أول مَنْ يُبايع المهدي ، هو رسول الله محمد ، فتأمل كيف قلَّلوا وصغَّروا من القامة الأعظم لسيدي رسول الله محمد – عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم !؟ .
13-/ لقد سفَّه الدكتور عبدالكريم سروش بأروع صورة وأبطل قصة المهدي المزعومة وما يقوله رجال الدين الشيعة عنه ، فهو خلقوا من المهدي – كما ذكرنا ذلك آنفاً – شخصية إنتقامية دموية لا تعرف للعدل والرحمة معنىً ولا مغزىً . فالمهدي في أول مهمة له هو الإنتقام من الخلفاء الراشدين الثلاثة وغيرهم ، بخاصة الإمام الراشدي الثاني العادل التقي النقي عمر الفاروق . وبحسب متابعتي للكتب الشيعية باللغتين العربية والفارسية ، وبحسب متابعتي للخطباء ورجال الدين الشيعة بالعربية والفارسية فإنهم يُركِّزون على عمر أكثر دون غيره من الصحابة الأجلاء ، وهذا بحد ذاته أبرز دليل على النزعة الفارسية البارزة في المذهب الصفوي الشيعي . لقد إستمعت لعدد من المتدينين الشيعة الإيرانيين قالوا ؛ لماذا هاجم عمر بن الخطاب ايران ..!؟ ولهذا التساؤل دلالات وأبعاد ، لكن هذا الشخص وغيره نسوا أو تناسوا هذا السؤال ؛ لماذا كانت قوات الدولة الفارسية لكسرى على تخوم الجزيرة العربية يومذاك ..!؟
14-/ ونحن مع الدكتور عبدالكريم سروش في قوله ؛ إن كان للمهدي وجوداً فإنه تجلٍّ للعدل في العالم كله ، ومذهب أهل السنة يقول بذلك ، فالمهدي في مذهب السنة هو للعالم كله على أساس قيم العدل كلها .

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular