نشرت وسائلُ إعلامٍ تركية، الاثنين 19 نوفمبر، فحوى مقتطفاتٍ من التسجيلات الصوتية لتعذيب الصحافي السعودي جمال خاشقجي ثم اغتياله بالقنصلية السعودية في إسطنبول، يوم 2 أكتوبر الماضي.
وسائلُ الإعلام قالت إنها حصلت على معلوماتٍ من السلطات التركية عن تسجيلين بتفاصيل ما حدث ذلك اليوم منذ لحظة دخول خاشقجي مبنى القنصلية حتى اغتياله، وكيف غادر فريقُ الاغتيال المكان.
قناة “خبر تورك” ذكرت أن بحوزة المدعي العام تسجيلين من 4 دقائقَ و7 دقائقَ حصلت على فحوى أجزاءٍ منها. التسجيل الأول يثبت كيف اصطحب أربعُ أشخاصٍ من فريق الاغتيال السعودي خاشقجي إلى القسم “أ” بالقنصلية، وجذبه أحدُهم من يده، فور دخوله القنصلية، فقال له خاشقجي: “اترك ذراعي، ماذا تظنون أنكم فاعلون؟”.
أما التسجيل الثاني من 7 دقائق فيه تفاصيلُ النقاش بين فريق القتل وخاشقجي ثم دخولُه إلى غرفةٍ، حيث يُعتَقد أنه التقى ماهر عبد العزيز مطرب، حارسُ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي قال له: “يا خائن، جاء يوم حسابك”. وعندما اعترض خاشقجي على ما تعرّض له، حدث شجارٌ وتعالى صراخٌ قبل أن يتمَّ أخذُ خاشقجي للقسم “ب” بالقنصلية والذي يضمّ المكاتبَ الإدارية.
وبحسب التسجيل الصوتي يتعرض خاشقجي لضربٍ وشتائمَ، ثم يظهر صراخُ خاشقجي وسبعة أشخاصٍ آخرين. ويقول الإعلام التركي الذي حصل على التسجيلات إن الأصواتَ الأربعة الأولى التي ظهرت في التسجيل هي للفريق الذي استقبل خاشقجي على باب القنصلية، بينما الصوتُ الخامس هو لماهر مطرب، المشتبهِ به في أنه قاد فريقَ الإعدام.
ويظهر في التسجيل صوتُ القنصل السعودي محمد العتيبي. بينما الصوت السابع لا يُعرَف صاحبه. وبحسب ما ذكرته وسائلُ الإعلام التركية فالضرب الذي تعرض له خاشقجي في القسم “ب” كان نوعاً من التعذيب.
ويقول الإعلامُ التركي تم تسجيل 19 اتصالاً من داخل القنصلية إلى المملكة العربية السعودية ذلكَ اليوم، وتمت هذه المكالمات من غرفتين هما مكتب القنصل، وقاعة أخرى، وكلاهما تقعان في القسم “ج” من القنصلية.
الإعلام التركي الذي تمكن من الحصول على فحوى التسجيلات يقول إن أربعةً من هذه المكالمات كانت مع مستشار ولي العهد السعودي سعود القحطاني.
ويُرجَّح أن من قام بالاتصالات مع السعودية هو نفسه من قال لخاشقجي”يا خائن…” وهو صوت ماهر مطرب، الذي تمّ التعرفُ عليه بعد مقارنته بأصوات الفريق السعودي الذي غادر إسطنبول بعد عملية الاغتيال، وتمت مطابقةُ صوته مع تسجيلٍ صوتيٍّ في مطار أتاتورك أثناء مروره بفحص الجوازات.
شاركغردتكشف إحدى التسجيلات النقاش بين فريق القتل وخاشقجي ثم دخوله إلى غرفة، حيث يُعتقد أنه التقى ماهر عبد العزيز مطرب، وهو حارس ولي العهد السعودي الذي قال له: “يا خائن، جاء يوم حسابك”. وعندما اعترض خاشقجي على ما تعرض له، حدث شجار وتعالى صراخ قبل أن يتم أخذ خاشقجي للقسم “ب” بالقنصلية والذي يضم المكاتب الإدارية
شاركغردبحسب إحدى التسجيلات الصوتية يتعرض خاشقجي لضرب وشتائم ثم صراخ خاشقجي وسبعة أشخاص آخرين. ويقول الإعلام التركي إن الأصوات الأربعة الأولى التي ظهرت في التسجيل هي للفريق الذي استقبل خاشقجي على باب القنصلية بينما الصوت الخامس هو صوت ماهر مطرب، المشتبه به في أنه قاد فريق الاعدام
وحسب الإعلام التركي، فإنه بعد نحو 46 دقيقةً من خروج الفريق السعودي الذي اغتال خاشقجي، غادر القنصلُ السعودي القنصليةَ إلى بيته على متن سيارته الرسمية، حيث مكث في البيت ثلاثةَ أيام كاملةً دون أن يغادره، بعدها فرّ إلى الرياض.
وتُظهر التسجيلاتُ كذلك فترةً من الصمت، تقول خبر تورك “بعد دخول خاشقجي إلى القسم “ب” عمّ الصمت، ثم ظهرت أصواتُ تعذيبٍ شديد” وذكرت أن أولَ مكالمةٍ هاتفية تم سماعُها بالقنصلية كانت بعد 13 دقيقةً من دخول خاشقجي مبنى القنصلية.
مشاجرةُ فريق الاغتيال مع خاشقجي استمرّت ساعةً و50 دقيقةً ثم ظهرت أصواتٌ يرجَّح أنها عمليةُ قتل وتقطيع خاشقجي، استمرت ساعتين حسب ما أوردته خبر تورك. بعدها يرتفع صوتٌ هو للمهندس مصطفى المدني الذي ارتدى ملابس خاشقجي قائلاً: “من المخيف أن أرتديَ ملابسَ رجل قتلناه قبل 20 دقيقة”.
بعد قتل خاشقجي قال المدني الذي ارتدى ملابس خاشقجي للإيهام إنه غادر القنصلية: “الرجل الذي قتلناه قبل عشرين دقيقة أرتدي ملابسه الآن، هذا شيءٌ تقشعر منه الأبدان” ثم قال للفريق إن حذاء خاشقجي ضيقٌ “لذلك سأرتدي حذائي أنا.. وهذا لا يثير الانتباه”. وبعد أن صار جاهزاً، سأل زملاءه في فريق الاغتيال عن مدى مطابقته لخاشقجي، فقالوا له إنه يشبهه تماماً، وأعطوه تعليمات: أولا: عليك السيرُ في أربعة شوارع، ثم اركب تاكسي واذهب إلى السلطان أحمد، وتخلّصْ من ملابسك، وعُد إلينا لنلتقيَ في القنصلية”.
حصولُ الإعلام التركي على هذه التفاصيل لفحوى تسجيلات عملية قتل خاشقجي، وذكرُها بالتدقيق هو أولُ إعلان رسمي عن تمرير هذه الأدلة الصوتية من السلطات في أنقرة إلى الإعلام، وتأتي بعد يومٍ واحد من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه أُبلغ بتفصيل التسجيل الصوتي الذي يوثّق اغتيالَ خاشقجي لكنه “لا يريد الاستماعَ إليه” لأنه “تسجيل معاناةٍ، فظيعٌ وعنيف جداً ووحشيٌّ للغاية” حسب تصريحه الأحد لقناة فوكس نيوز.
وكانت وسائل إعلامٍ أمريكية قد نشرت وبثّت فجر السبت، أن وكالة الاستخبارات الأمريكية سي آي إيه خلُصت إلى أن وليَّ العهد السعودي محمد بن سلمان هو من أمر باغتيال خاشقجي.
وكشفت وسائلُ إعلامٍ أمريكية عدّة من بينها واشنطن بوست ونيويورك تايمز وأسوشيتد برس وقناة إن بي سي عن أشخاص وصفتهم بـ”المطلعين بالأمر” أن سي آي إيه توّصلت إلى استنتاجها بعد تقييم عدةِ مصادر للمخابرات، من بينها اتصالٌ هاتفي مع خاشقجي أجراه الأميرُ خالد بن سلمان، شقيق الأمير محمد، الذي يشغل منصبَ سفير السعودية بواشنطن.
سي آي إيه قدّمت لوسائل الإعلام الأمريكية تلك “الخلاصةَ” مباشرة بعد اتصالٍ هاتفي بين الرئيسين الأمريكي والتركي مساء الجمعة، وبعد إعلان المدعي العام السعودي أنه يطلب الإعدامَ لمن أمر ونفّذ عمليةَ قتل خاشقجي.
اللجوء إلى الإعلام، التركي كما الأمريكي، في قضية خاشقجي، بتسريب خلاصة تقرير استخباراتي (ما حدث السبت) أو تقديمِ فحوى تسجيلات عملية القتل (مثلما حدث اليوم) يتنزّل في إطار الضغط، كلّما أوشكت جهةٌ على التكتّم على الفاعلين في القضية.. من أمر بقتل خاشقجي.
ِرصيف 22