الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Homeمقالاتوقفة استعراض في كتاب (للتاريخ) للمؤلف مسعود البارزاني (2-2 الجزء الثاني والاخير...

وقفة استعراض في كتاب (للتاريخ) للمؤلف مسعود البارزاني (2-2 الجزء الثاني والاخير ) : خالد علوكة

إجتماع سحيلا :-

وفي ص 87 -89 -90 نقرأ (كان إجتماع في منطقة سحيلا من خلال رسالة تيلرسون وزير الخارجية الأميركي، والإتصال الهاتفي لوزير خارجية بريطانيا، والإتصال الهاتفي للرئيس ماكرون رئيس فرنسا، من أهم التحركات الدبلوماسية في شهر أيلول 2017. وفي يوم الخميس 14 ايلول 2017 وفي مقر قيادة الحرب ضد داعش في سحيلا غرب دجلة، إجتمعت مع الوفد الذي ضم بريت ماككورك المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي ضد داعش، ويان كوبيج المبعوث الخاص للسكرتير العام لمنظمة الأمم المتحدة، ودوكلاس سليمان سفير أميركا في العراق، وفرانك بيكر سفير بريطانيا في العراق . الموضوع الذي أثار جدلا واسعا في وسائل الإعلام والمراكز السياسية خلال الأيام التي سبقت الاستفتاء والأيام التي تلته، هو رسالة وزير الخارجية الأميركي الموجهة لي، والتي ذكر فيها مجموعة من الأفكار والمقترحات مقابل عدم إجراء الاستفتاء. في الحقيقة، الرسالة لم تكن رسمية، بل كانت مسودة رسالة قام بإعدادها بريت ماككورك . بالنسبة لنا كانت الرسالة جيدة من ناحيتي الصياغة والمضمون، ولكنها كانت خالية من الضمان المطلوب لكي نستطع أن نعتمد عليها أو نثق بها، ولكي نتمكن عن طريقها إقناع شعبنا للتنازل عن حقهم الطبيعي المشروع. كان البديل المقترح في رسالة تيلرسون مبنيا على أساس التفاوض مع بغداد، وكان الموقف الأميركي هو دعم تلك المفاوضات كان يمكن أن تصبح رسالة تيلرسون مبدأ يتضمن بديلا يقنع شعب كردستان للتنازل عن الإستفتاء. لذلك في الفقرة التي تحدثت عن تأجيل الاستفتاء لسنتين وقالت إذا لم تفلح المفاوضات مع العراق، في حينه يجري شعب كوردستان الاستفتاء، وأميركا (تحترم) نتائجه طلبت من الحكومة الأميركية تغيير كلمة (تحترم) في الرسالة إلى كلمة (تدعم)، لكن الأميركيين أعفوا أنفسهم من ذلك، وقالوا لا نستطيع استعمال كلمة (ندعم). وأنا بدوري قلت لهم، إذا كنتم لا تستطيعون تبديل كلمة واحدة، كيف تنتظرون منا أن نقنع شعب كردستان لكي يتنازل عن الاستفتاء ؟؟) .

(كانت تلك الضغوطات متزامنة مع وعيد وتهديد دول الجوار والأطراف العراقية… وعندما وصلت الأمور إلى محاربة إرادة شعب كردستان وتجاهل عدالة رغباته عند ذاك) .

قررنا إجراء الاستفتاء في موعده المقرر وليحدث ما يحدث، ولكننا لا نسمح بتحطيم إرادة شعبنا. والأمر الذي أثار دهشتنا، هو تشابه كلام الجميع، في مجال معادات الحقوق المشروعة لشعب كردستان، كان هناك تنسيق وتناغم فيما بين أميركا وبريطانيا وإيران وتركيا والعراق، في ممارسة الضغوط الدبلوماسية والسياسية، كلامهم كان متشابها جدا، وجميعهم كانوا يطلبون التراجع ) .

وص 91 يقول (عندما وضعت كركوك على خريطة الاستفتاء، كانت بناء على إلحاح وإصرار ذلك الطرف الذي تسبب لاحقا بأحداث السادس عشر من أكتوبر. يعني الذين سلموا كركوك، هم الذين كانوا قد قالوا في 7 حزيران 2017 يجب أن يجري الاستفتاء في كركوك أيضا).

وفي ص 95 نقرأ بان الشعب أدلى بصوته:( في صبيحة 25 أيلول 2017، توجه المواطنون في إقليم كردستان والمناطق الكردستانية خارج إدارة الإقليم، وللمرة الأولى في التاريخ وبصورة حرة وسلمية وبعيدة عن العنف والهيمنة والفوضى، نحو صناديق الاقتراع وأدلوا بأصواتهم كان يوم الاستفتاء شبيها بالعيد وكان 92,73 من المصوتين قد صوتوا بنعم. كان ذلك انتصارا لإرادة الشعب في سبيل الوصول إلى الاستقلال ).
ردود افعال الحكومة العراقية :

وفي ص 98 -99 نقرأ بعد الاستفتاء بيومين، اصدر مجلس النواب العراقي، خلال جلسة واحدة، وبدون حضور النواب الكورد ثلاثة عشر قرارا غير قانوني وغير دستوري ضد الإقليم، كانت تهدف جميعها إلى معاقبة أهالي كردستان بصورة جماعية في أحد القرارات تم إلزام قائد القوات المسلحة بنشر القوات في المناطق المتنازع عليها في كركوك وقرر مجلس النواب إغلاق الحدود وفرض الحصار وتجويع أهالي إقليم كردستان .ووصلت تجاوزات العبادي إلى حد إغلاق مطارات الإقليم، وفي أحاديثه أستخدم عبارة شمال العراق بدلا عن الإقليم كما كان شائعا في عهد صدام .
ألسادس عشر من أكتوبر:

ونقرأ ص 102 – ومايليها ( بعد نجاح الاستفتاء، كانت هناك بعض الأنباء المتعلقة بانشغال قسم من الإتحاد الوطني الكردستاني بعقد (صفقة) سرية مع الحشد في سبيل تسليم كركوك. وفي 12 أكتوبر سحبوا قسما من قواتهم من جنوبي كركوك، دون تنسيق مع وزارة البيشمركه، بحجة الحاجة إلى وجود القوات في تلك المناطق بعد الحرب مع داعش. وفي 13 أكتوبر، وبأمر من مسؤول عسكري تابع للإتحاد الوطني الكوردستاني أخلت قوات الإسناد الثانية قرية عبادات الإستراتيجية، بين كركوك وخورماتو، وبذلك وقع الطريق الرئيس بين كركوك وخورماتو تحت سيطرة الحشد الشعبي كما تم عزل البيشمركه الذين كانوا في المنطقة الواقعة بين داقوق وخورماتو. وتبين لاحقا ان عددا من الأشخاص من داخل الإتحاد، قد عقدوا الإتفاق دون علم المؤسسات والمجلس السياسي الأعلى وقيادة كوردستان، بل أن عددا من أعضاء المكتب السياسي للإتحاد لم يكونوا على علم بذلك الإتفاق الذي تم بسببه تسليم كركوك إلى قوات الحشد الشعبي والإيرانية والعراقية ).
في ص-105- 106 في اليوم التالي لإجتماع (( دوكان، في 16 أكتوبر 2017 )) وفي تجمع عدواني إقليمي، وتسهيل داخلي خياني، وتحت أنظار الأميركيين وبالأسلحة والدبابات الأميركية، قامت قوات الحشد بالتعاون مع عدد كبير من الحرس الثوري الإيراني بقيادة إقبال بور، بمهاجمة كركوك والمناطق المتنازع عليها. نحن كنا لا نتوقع أبدا مهاجمة قوات البيشمركه تحت أنظار الأميركيين وبالأسلحة الأميركية، كما كنا لا نتوقع أن تتجاوز قوة داخلية إرادة وصوت شعبها والمؤسسات في إقليم كردستان، لتتفق مع قادة الحشد في سبيل إحتلال أرض كردستان ).
وفي نفس الصفحة يذكر كيف طلب منه ملك الاردن الاجتماع مع العبادي في عمان لكن العبادى طلب امرا تعجيزيا باعلان الغاء الاستفتاء مقابل الزيارة وهذا لم يحصل ).
وفي ص 107 يذكر (عن شنكال كيف تم تشكيل الحشد الايزيدي لغرض شق الصف الايزيدي وتلافيا لمزيد من المعاناة للايزيدين امرت بانسحاب قواتنا بعد التحرير على امل يستلم الامر في ادارة سنجار الايزيديين انفسهم ولكن مازال الاخرون يحكمون هناك ولم يعد اليها اهلها ). واقول رأي هنا {بان ماحدث في جينوسايدايزيدية شنكال هو لاسباب قومية اكثر مما هي دينية وعدم عودة الاهالي منذ سبع سنوات دليل آخر، ويعلل عزلها و اقتطاعها لاجل غير محدد إلا بزوال اسبابها }.
ويذكر المؤلف نفس الصفحة (الدور السلبي الذي لعبه ضد الاقليم كل من فرانك بيكر سفير بريطانيا و دوكلاس سليمان سفير اميركا في العراق مذكرا كيف ارسل دوكلاس سليمان رسالة الينا بهذا النص قائلا (( العالم تغيير اليوم ليس كالامس يجب مراجعة انفسكم )) كان ذلك بعد احتلال كركوك وقد صد البيشمركة هجوم قوات عراقية وحشد على سحيلا جهة فيشخابور واخرى حاولت التقرب الى اربيل واحرقوا البيشمركة لاول مرة في التاريخ دبابة ابرامز اميركية كانت بحوزة الحشد . وبعد هذا الانجاز رد البيشمركة مسعود بارزاني على رسالة السفير دوكلاس سليمان بقوله (( اليوم ليس مثل الامس وغدا لايكون كما اليوم )) ص 109.
وص 114 في حقل – كلمة اخيرة- يقول البيشمركة مسعود البارزاني ( من الدروس المستفادة إذا لم تكن أنت ولم تعتمد على ذاتك واهلك وقدراتك ستحسب وكانك غير موجود ) وص 116 يقول ايضاً ( ان قضية شعب كوردستان سياسية وجغرافية وقومية وتاريخية وقانونية عادلة منذ مائة سنه من الصراع والحروب بقى شعب كوردستان لاهم استطاعوا إنهاءه ولا الكورد استطاعوا إنهائهم ) وهو تحليل بمنطق واقعي للسلام لما وصل به حالنا كوننا شعب واحد اولا واخيرا ولايمكن لشعب واحد ان ينهي او يلغي نفسه بنفسه فالشعوب باقية لاتمحى .
وفي الملاحق نقرأ:-
في ص 118 – الاسس القانونية والدستورية لاستفتاء اقلين كوردستان العراق.
وص171 – نص بيان المعارضة العراقية في لندن عام 2002م.
وص 187 – نقرأ الوثيقة السياسية لضمان حقوق المكونات القومية والدينية في كوردستان . وص 191 نقرأ اعلان المبادئ الدستورية .
وص 199 اهم الوثائق مع العديد من الخرائط الستراتيجية.
وص 171 نجد في البيان الختامي للمعارضة العراقية في لندن عام 2002 ، في ص 171 ورغم قراراته الايجابية لكن حدث مفارقة مؤسفة بعدها حيث في قرار الفقرة 7 ص 175 تنص على (الاسرع في تصفية كل السياسات الطائفية وماتعرض له الشيعة ) لكن للاسف حيث بعد 2003 حدث العكس بعد استلام المعارضة الحكم في عموم العراق من المحاصصة وتهجير الاقليات وقطع ميزانية ومعاداة بقية المذاهب في زمن ديمقراطي .
وص176 فقرة 8 من البيان تقول (برفض الابادة الجماعية التى حصلت زمن الحكومات السابقة) ولكن نرى جليا اليوم في زمانهم وحكمهم حدوث جينوسايد شنكال ضد الايزيدية في 3-8- 2014 فماذ بدى من لندن حتى يقع في شنكال والمشكلة لاتزال محبطة ولاعودة وماساة الابادة لشعب شنكال مستمرة داخل بلده ويسكن المخيمات في الاقليم منذ سبع سنوات ولارجعة ولاحل في الافق القريب !! .
الكتاب بشكل عام مهم لرجل يطرح بشفافية مآسي بلده وهو لايزال في رأس الهرم وكونه صاحب تجربة وعاصر وعاش بحال صعب وقتال وهجرة في عراق معقد لايستقر ، حيث المؤلف ينتقد ويرفض كثير سياسات ضد الاقليم والعراق ولا يؤزم الامور بل يضع الحلول والعلاج باسلوب سلمي ودستوري وقانوني يضمن حياة سعيدة لكل فرد وعدم تكرار المصائب ، وقد طبق نظريته في حدود سلطته في الاقليم وبنى صرح جميل للسكن والعيش العراقي ألآمن رغم هناك كثير تحديات تنتظرالاقليم منها:
الامور المالية – بقايا داعش – وتصلب بغداد ودول الجوار -وكذلك مغزى تحويل البككة من جبال قنديل التركية الى جبال العمادية وجبل سنجار – وضرورة ترتيب البيت الكوردي لضمان سيادة الاقليم ، ورغم اعطى الاستفتاء فرصة لاقتنصاء الاقليم وتحجيمه لكن هناك عدة خيارات للخروج من عنق الزجاجة : كون الاقليم منذ عام 1991 شبه مستقبل ويملك بيضة القبان اذا حُسن استخدامها ويدير ويحكم نَفسه بِنفسه ويستطيع المضي قدما بتطوير تجربة عالم المال والاقتصاد كاولية قصوى ثم يصبح قوة اقتصادية منتجة من بعدها يستطيع فرض واقعه في عالم الثبات ويقف متصلباً بوجه تحديات حق تقرير المصير وكون المقابل يتنصل من الشراكة والتفاهم رغم لجوءه للاقليم ايام المحن .. واذا لم تقف على رجليك فلا أحداً يُعيرك ساقيه للوقوف عليها، وهذا ماأكده البيشمركة مسعود بارزاني في متون كتابه ((للتاريخ )) .
يناير 2022م

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular