شخصية الإنسان العراقي وأثرها السلبي على ادارة الدولة العراقية الحديثة بالاستناد الى أصول علم الإجتماع ومعرفتنا المتواضعة .
قال العلامة الدكتور علي الوردي اذا اردت ان تعرف شخصية اي فرد لابد ان تتعرف على المجتمع او للبيئة التي نشأ فيها.
وهنا نحاول دراسة بيئة المجتمع العراقي والأحداث والتقلبات التي طرأت عليها.
لقد تاثر فعلا شخصية الإنسان العراقي بالعوامل المحيطة به بشكل لافت وخاصة في العقود الخمس الأخيرة منذ 1970 والى الان
كما ان تركيبة المجتمع العراقي أثرت على تكوين شخصية الفرد العراقي,كوجود البدو والقبائل العربية والاختلاف في القومية واللغة وكذلك الاديان والمذاهب ومواجهة التحضر والتمدن الذي حصل في تلك العقود.
الإختلاف في التضاريس وجغرافية الوطن من الشمال الى الوسط والجنوب كان من العوامل المؤثرة وله الاثر البالغ في تركيبة الإنسان العراقي, والاختلاف في الصفات, حيث يختلف الفرد الذي تربى في البيئة الجبلية عن الفرد الذي عاش في بيئة الصحراء, وذلك يؤدي الى عدم التوافق في الافكار والرؤى احيانا كثيرة.
اما في العقود الأخيرة ساهمت الظروف ولاسيما الثورات والحروب والحصار الاقتصادي والتغيرات السياسية بشكل كبير على شخصية الفرد العراقي, واكتسب منها صفات وفضائل غير حميدة, كان لها الدور السلبي في قيادات الحكومات العراقية المتعاقبة.
كما قال الدكتور الوردي( ان الفرد العراقي يتميز بالازدواجية والتناقض, حيث انه اكثر الناس ينادي بالمثل العليا بالقول واكثرهم انحرافا في الفعل والتطبيق ) كما يمكن ملاحظة ذلك حتى في الافراح يشعر الإنسان العراقي بالرغبة في البكاء والحزن .
منذ تأسيس الدولة العراقية وجد التقلبات والانقلابات السياسية والاقتصادية مما أثر على نفسية الانسان العراقي وتنشئته الاجتماعية , حيث ان الظروف المحيطة به قد جعل المثل العليا الذي تربى عليه من الدين اوحياة البداوة او الجبل ان يصطدم مع الواقع المرير, الذي تتطلب من الفرد ان ينحرف من تلك القيم والمبادئ السامية لنيل الامانة والسلامة من جهة, وكذلك لتحقيق الرفاهية والعيش الرغيد.
ان الثورات والأحكام العرفية والاحزاب الشمولية والدكتاتورية, ووجود المخبر السري وسياسة ( ان لم تكن معي فأنت عدوي ) أجبر الفرد العراقي ان يحمل صفات عديدة غير لائقة ربما هربا من الموت ولتحقيق اهدافه على حساب الآخرين, ولذلك يعارض مع الجميع باستثناء نفسه كما يقول الكاتب الانكليزي فريد هوليداي ( ان العراقي حتى لو تتفق معه فهو يعارضك ).