43 عاما مستمرا من القمع والاستبداد وکل أنواع الظلم قد يکون رقما مرعبا للکثيرين بل وحتى مفزعا لهم، لکننا وعندما نتمعن في الشعب الايراني ومايعانيه ومن إنه لايزال يقف على قدميه مطالبا بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحياة الحرة الکريمة بعد ال 43 عاما بل وحتى إنه قد إنتفض بوجه النظام بعد کل هذه السنين العجاف ليثبت للإنسانية والتأريخ من إن الارادة الانسانية والتطلع للغد الافضل قيم و مبادئ لايمکن محوها من الذاکرة الانسانية أبدا.
تصاعد الاعدامات وعدم إستثناء النساء والقاصرين والشيوخ والمرضى ومحاصرة الشعب بالجوع والفقر والحرمان وکافة أنواع الممارسات القمعية، کل ذلك لم يجعل الشعب الايراني يتخلى عن إصراره على التمسك بالحرية والتغيير ولذلك فقد ظل وفي أحلك الظروف وأسوء الاوضاع متمسکا بالامل ومفعما بالتفاؤل ويزداد عزمه وإصراره عاما بعد عام على مواصلة النضال من أجل الحرية وإسقاط النظام.
هذا الايمان وهذا العزم الفولاذي الذي يتمتع به الشعب الايراني وظل يقف کالطود الشامخ على قدميه متحديا واحدا من أسوء الانظمة القمعية الاستبدادية على مر التأريخ، إنما هو متزامن ومقترن مع مقاومة وطنية باسلة وشجاعة تقودها زعيمة وقائدة جريئة ومقدامة مثل مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، التي تلهب حماس الايرانيين وتجعلهم ينتصرون على الالم واليأس والقهر ويمضون قدما للأمام وهم مؤمنون من إن الدم سينتصر على السيف وإن الکلمة ستلحق الهزيمة بالرصاص ومشانق الاعدامات.
بعد 43 عاما من القهر والحرمان والظلم الفاحش، وبعد کل الذي مارسه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بحق الشعب الايراني والمقاومة الايرانية، وبعد أن صار العالم کله ينظر لهذا النظام کحقيقة وأمر واقع لامناص منه، وبعد إنتفاضتي 28 ديسمبر،2017، و15 نوفمبر2019، واللتان أذهلتا العالم کله وأثبتتا حقيقة الارادة الفولاذية التي يتمتع بها الشعب الايراني والمقاومة الايرانية وعزمهما على المقاومة والمقارعة الضارية دونما هوادة حتى تحقيق هدفهما الکبير بإسقاط النظام وتحقيق الحرية والديمقراطية، فقد جاءت إنتفاضتي إصفهان والمعلمين خلال العام المنصرم لتٶکد بأن عزم وإصرار الشعب الايراني لن يلين وإن نضاله سيستمر ويتواصل حتى إسقاط النظام.
عندما قام المرشد الاعلى بتنصيب ابراهيم رئيسي(المشهور بلقب سفاح مجزرة 1988)، کرئيس للنظام، فإنه کان يتصور بأنه سيمسك بزمام الامور وسيضع حدا للاحتجاجات الشعبية وإمکانية إندلاع الانتفاضات بوجه النظام، لکن الذي حدث هو إنه وخلال قرابة 4 أشهر على ممارسته لمهام منصبه فإنه إضافة الى إستمرار الاحتجاجات الشعبية فقد إندلعت إنتفاضتين أيضا وفي وقت قياسي، وکل هذا أثبت بأن کل مايقوم به ويفعله هذا النظام من أجل بقائه وإستمراره فإن ذلك بالنسبة للشعب الايراني أوهن من بيت العنکبوت!