العجيب والغريب هو تبني حملة محاربة الفساد والمفسدين في العراق يقوم بها الفاسد الى جانب الصالح المخلص مع العلم بأن رائحة الفساد المتفشي في العراق وصلت الى اقاصي القارات في العالم لا تنفع في كبحها اغلى العطور الفرنسية مهما غلي ثمنها ,نظرة واحدة الى سمكنا الطائف ونقودنا الغارقة وتلاميذنا الصغار وخوضهم المياه ألأسنة في طريق الذهاب الى المدرسة وجلوسهم على الارض , في بلاد يزيد خزينها النفطي على مجموع دول الخليج عدا المملكة السعودية ويعتاش الكثيرون من ابنائها في المزابل ياكلون الفضلات التي يجدونها مهما بلغت من العفونة ويلبسون وينامون في ما تجود بها هذه المزابل من خيرات لهم حتى يتنعم المتنفذون من حكامها بالسيارات المدرعة ذات الدفع الرباعي ومرتبات الحمايات المرافقة لمواكبهم الاسطورية التي لا توجد الا في العراق الديمقراطي وتبلغ اثمان قرطاسية مكاتبهم وضيافة الزوار الملايين من الدنانير , ماذا نتوقع من اناس سلموا بلادنا وسيادتنا على مساحات كبيرة من اراضينا ورضخوا للاجانب من الدواعش المجرمين الذين فتحوا اسواق النخاسة لبيع اخواتنا الايزيديات وقتل رجالهم ودفنهم في مقابر جماعية , لم يخجلوا بل هم ألأن يتصدرون حملات محاربة الفساد بلا خجل او وجل وكما يقول المثل هل الغيرة نقطة ام جرة ؟ ولكن الشعب العراقي شعب ذكي ولا ينسى من أساء الى أبنائه وبناته , لا ينسى صانعي المفخخات والعبوات الناسفة ومن تمتد ايادي عصاباته لأغتيال الناششطين وتغييبهم , سيبقى دم كامل شياع وهادي المهدي والكثيرون الذين امتدت اليهم الايادي ألأثيمة وأخرهم الشهيد الشيخ الغراوي في البصرة يوم امس , ولم يكتفوا بهذا القدر من النذالة والاجرام بل يحاولون الصاق التهمة بين تنسيقيات التظاهرات ليكونوا بعيدين عن اعين الرقابة . ان مشاكل البصرة من مياه مالحة ملوثة وعدم وجود التيار الكهربائي والبطالة المتفشية بين الشعب البصري ليست جديدة بل مضى عليها ما يقارب الستة اشهر بقيت بلا حلول بالرغم من الوعود الكاذبة , والفساد المعشعش في المحافظة وسقوط اكثر من عشرين شهيدا لحد ألأن وهناك أوامر القاء القبض ضد عددا كبيرا من الناشطين بحجة الارهاب واسطوانة المندسين القديمة , هنا يجب التفتيش عن الفساد والمفسدين . لقد حصل ما توقعناه جميعا بان تحالف سائرون والبناء هو تحالف هش ولا يمكنه الصمود امام تسونامي الفساد ويجب ان لا يطلب السيد العامري من سماحة السيد الصدر تسمية المفسدين والمخالفات التي تقودها عوائل فاسدة انزلت وزارة الداخلية والدفاع الى سوق البورصة اللعين فالفاسدين معروفون ويجب عدم التستر عليهم بل معاقبتهم قضائيا وانزال اشد العقوبات بحقهم ليصبحوا عبرة لكل من اعتبر فهذه ارواح مواطنين متعلقة بهذه الوزارات واموال الشعب الكادح الذي يعاني غالبيته من الفقر والعوز .
طارق عيسى طه