ــــــــــــــــــــــــــ
في الحقيقة كان بودي إلحاقه بالمقال لكن بسبب حجمه وإختفاء المقال من على الشاشة, إرتأينا نشره بصورة مستقلة, يبدو أن أستاذي العزيز لا يقيم وزناً للفارق الزمني أو يجهل تواريخ الأحداث, الإسكندر دمّر قاعة آبادان الذهبية وكل ما وصلت إليه يده من العمار في 331 ق م , لكنه لم يُدمر الحضارة بل إنتقى الكتب والعلوم ونقلها إلى مدينته الإسكندرية في مصر لتصبح قبلة العلماء ,أهم ما نقل إليها وتخلّد هو تقويم زرادشت الشمسي ومن مصر تبناها يوليوس قيصر الروماني في 44 ق م فكان هذا التقويم الروماني الميلادي الذي نتبعه الآن هو ثمرة الحضارة التي تدعي أن الإسكندر دمرها بعكس عمر بن خطاب الذي كتب لسعد حول كُتب الساسان : أحرقوها كلها إذا كانت فيها هدى فقد أهدانا الله بأهدى منها وإن كانت فيها ضلالة كفانها الله , منها أربعة أكداس كُتب رئيسية كبيرة أحدها في شهرزور / السليمانية حالياً , تيسفون, سجستان, تبريز, عدا الكتب التي بقيت بأيدي أصحابها فأتلفوها بعد ترسيخ الإسلام فيهم بعد أجيال, سلم منها القليل الفارسي البعيد بواسطة الذين هربوا إلى الهند
قلنا سلفاً تنبثق فكرة المخلص من النكبات المميتة فكانت قبل زرادشت بعد الغزو الآشوري الماحق, ثم بعد الإسكندر ثم بعد الإسلام وكان هذا أعنفها وأكثرها دماراً أنظر المدائن/ خورستان التي أنهت الإمبراطورية الرومانية العملاقة وكادت أن تطيح بالبيزنطينيين الروم أيضاً لولا ظهور الإسلام وتعاون هرقل معهم , ألا تعلم أن بعد الإسكندر بسبعين عام فقط نهضوا وحكموا 850 عاماً و سحقوا الرومان سحقاً تاماً في ثلاث معارك كبيرة في غضون عشرين عاماً 240 إلى 260 ميلادية أنهت إمبراطورية روما العظيمة
تقول أن فكرة المنقذ عقدة مريضة لا تساعد على التطور, وهي على العكس و بإختصار: الأنبياء الثلاثة هم ثمرة فكرة المخلص عندما سخّر رعمسيس الثاني اليهود وعذبهم بالسخرة كان لهم أمل في المخلص فأتاهم موسى وأنقذهم وأصبحوا دولة وعندما شتتهم نبوخذنصر كان لهم أمل في المخلص فكان كورش ثم النبي دانيال الوزير الذي أعادهم إلى أفضل ما كانوا عليه بل هو الذي بنى هيكل سليمان الذي لم يره سليمان بعينيه وبعد غزو الرومان كان أملهم في المخلص فكان السيد المسيح الذي لم ينجح في حياته بسبب ذروة قوة الرومان لكنه نجح , وأنتم تقولون أن النبي محمد كان موعوداً وموصى به في الإنجيل والتوراة وقد جاء وبنى أمّة, وبعد الغزو الآشوري كانت نهضة الميديين والفرس معاً بقيادة دياكو بهذا المخلّص, فحرروا بلادهم منهم وبعد الإسكندر كان أرشاك الأشكاني ثم الساسان وبعد الغزو الإسلامي أيضاً تجدد الأمل في الإله ئيزي المنقذ وتحور إلى المهدي المنتظر بعد ترسخ الإسلام في العراقيين رعايا الساسان من الكورد والفرس, بمجموعهم أطلق العرب عليهم إسم العجم ثم ترجم العجم إلى الفرس فقط وطار الكورد في الهواء فلا ترى إسم الكورد في التاريخ الذي سبق صلاح الدين حتى أنت حضرتك ترفض أن تحسب فارسياً في التاريخ ولا ساسانياً بينما ليس هناك غير إسم العجم الذين إعتبروا فرساً فقط ,فإما أن تكون قد أتيت من المريخ أو أنت فارسيٌ وهكذا أنا وكل الكورد والفرس والعكس صحيح, بقي الدين حاجزاً منيعاً بينهم وقد إنعكس ذلك على سياسة الأقليم الحالية مع الشيعة المستعربة فيؤيدون أصحاب الأنفال والتعريب في 1975 ويُفضلونهم على الشيعة فقط لأنهم شيعة وها هي النتائج الفظيعة التي جناها الكورد من هذه السياسة الدينية البحتة
الذي لم يدخل الإسلام رغم الفرمانات بقي متشبثاً بأمله في ئيزيد المنتظر/( ئيزيدي صور) وفي أمله قاوموا عوادي الزمن, والذين ترسخ فيهم الإسلام القسري تحولوا إلى الحسن في المدائن 41 هجرية ثم إلى الحسين وأحفاده لأن الحسن لم ينصرهم, وهم رغم إسلامهم وإنتظار المهدي فلم يسكتوا أو يستسلموا هم الذين قتلوا عمراً وجميع الثورات بإسم آل البيت كانت علي يدهم بمن فيهم من أسلم أو لم يسلم بعد مثل داسنيي شمال العراق فهم قتلوا ثلاثة قادة أمويين, مثل عبيدالله بن زياد قتل في بلدك على نهر الخازر أستاذي العقراوي عندما كانوا داسنيين / ئيزديين زردشتيين , هم الذين أسقطوا الدولة الأموية والعباسية أيضاً فقصة العلقمي والطوسي لا يجهلها قارئ تاريخ, و ثوراتهم لم تتوقف لحظة, قتلوا هارون الرشيد وإبنه الأمين ودمروا الكعبة في 326 هـ وبفضل إسماعيل الصفوي إستقروا على مذهب آلمنتظر , فإذا كانت فكرة المخلص أو المنتظر غير إنسانية كما تفضلت, فكل من سبق ذكرهم قد إنبثقوا من اللاإنسانية, إنها في الحقيقة فكرة الأمل والمقاومة وعدم الإستسلام وشجاعة فائقة وإن هزموا ونُكبوا فهم متشبّثون بالأمل في النصر, حتى الئيزديين أتاهم صلاحالدين وأنهضهم, وشيخادي نظَّمهم وهولاكو أزال أعداءهم العباسيين وعندما ضيق العثمانيون عليهم الخناق هبت بريطانيا وفرنسا فأزالت العثمانيين من الوجود
تدمير عمر لبلادهم وموقف علي منه موقف العداء كانت نقطة تمسُّك العراقيين (رعايا الساسان المزداسنيين) بعلي وآل بيته من بعده ظناً منهم بأنه لأجلهم لم يشترك مع عمر في حروبه, وهو لم يختلف عنه في المذهب الديني أبداً فلم يكن لعلي نبي آخر غير الرسول ولا لعمر قرآناً آخر غير قرآنه لكن العداء كان منذ زمن الرسول ولم يتخخف بوفاته ولا بمبايعة علي لأبي بكر بالخلافة, ولم تكن له علاقة بعمر إلاّ بعد زواجه من إبنته أم كلثوم القاصرة جداً, فلم تكن قد بلغت التاسعة من عمرها بعد ( ولدت في 9 للهجرة وتزوجها في 17 هجرية) ومات عنها في 24 للهجرة أي عمرها 15 عاماً فقط ومع ذلك فقد كانت قد أنجبت له مولودَين قبل بلوغ سن الإنجاب وبعد بلوغ سن الإنجاب لم تنجب مولوداً واحداً رغم زواجها ثلاث مرات من شباب بعد عمر, هل هذه أيضاً معجزة أخرى؟ أو ربما لدى الأستاذ العقراوي تفسيراً آخر لها . وشكراً