جاءت في الموسوعة الحرة باللغة الفارسية في مادة شولستان: مورخان اتابكان لُر بزرگ را کُرد تبار دانستەاند= إن المؤرخين يقولون أن أتابكة لور الكبير – أتابك، كلمة تركية تعني أب، مربي، معلم الأمراء- ينتمون للعرق الكوردي. جاء في كتاب (تاريخ مشاهير كُرد) ج1 ص 24-25 باللغة الفارسية، تأليف (بابا مردوخ روحاني شيوا). يقول في هامش الكتاب: إن بابا طاهر الهمداني 935- 1010م كان شخصاً أمياً، ذات مرة سأل طلبة العلم: كيف أستطيع أن أتعلم القراءة والكتابة. تهكموا به وقالوا له تندراً: في هذا فصل الشتاء تكسر الثلج الذي في حوض الماء وتتمدد فيه إلى اليوم التالي.يقال فعل بابا طاهر كما قالوا له مزحاً، وفي صباح اليوم التالي نهض من حوض الماء ورأى نفسه عالماً يجيد القراءة والكتابة، وعندها قال قولته المشهورة مجازاً: أمسيت كوردياً وأصبحت عربيا. عزيزي المتابع، إن قصدنا من نقل هذه القصة التي في جانبها الأكبر خيالي، لكن لها دلالات قومية؟، كما قاله بابا طاهر في نهايتها حيث إنه أمسى كوردياً وأصبح عربياً، يا ترى لماذا لم يقل أمسيت لورياً أو لكياً وأصبحت عربياً، مع أنه لوري أو نقول لكياً قُحا؟؟. أليس هذا دليل آخر على كوردية اللور واللك؟. عزيزي المتابع، يحتفظ المخيلة الشعبية الكوردية كرامات كثيرة عن بابا طاهر. للعلم، أن أقدم شعر كوردي هو شعر بابا طاهر؟. للزيادة، أن مصطلح بابا عند الكورد صفة مبجلة لرجل الدين اليارساني؟، وبابا طاهر شخص ذات قداسة عند الكورد اليارسانية. كان في مدينتنا في مندلي في جنوب كوردستان خلف حي الكاكائية الـ(يارسانية) المسمى قلمحاجي (قەڵەمحاجی) مزاراً خاصاً باسم بابا طاهر الهمداني العريان. لا ضير فيه أن ننقل شيئاً من شعر بابا طاهر نستذكر من خلاله مترجمه صديقنا خالد الذكر الشاعر والكاتب والناقد والمترجم (محمد البدري) أبو آراس (ئاراس)، في هذه الأبيات الشعرية يرفع بابا طاهر صوته عالياً ضد الظلم الذي عانى منه هو وشعبه الكوردي:
أنا الطير الطليق الهمداني
أنا الطير الذي جبت القفارا
سأبكي فالفؤاد به لهيب
كان هناك أشخاص آخرون من الكورد اللور ليسوا أقل علماً وشعراً وكرامة من بابا طاهر، منهم كما جاء في كتاب (تاريخ مشاهير كُرد) ج1 ص 86 نقلاً عن كتاب نفحات الأنس، طهران: 1337 ش، ص 479: شيخ (جمال الدين لُر) الذي كان من المشايخ وأصحاب الكرامات في القرن السابع الهجري. وجاء في نفس المصدر ص 285 نقلاً عن كتاب مجمع الفصحاء، ج2، ص 250، بهترين اشعار، ص 232 يذكر الشاعر الكوردي اللوري: ملقب بـ(شايق لُرستاني) واسمه هادي من عشيرة شاكي لُرستاني، كان شايق شاعراً متمكناً، جاء عنه في مجمع الفصحاء، له ديوان عبارة عن 4000 آلاف بيت شعر، توفى شايق عام 1229هـ. ق. في أصفهان. هناك شاعراً آخراً ذكر في ذات المصدر في ص 234 وهو ملا (منوچهر خان كوليوند) ينتمي لعشيرة كوليوند من توابع اليشتر في لُرستان. يقول عنه كتاب ( جغرافيا تاريخى وتاريخ لُرستان) ص 66: إنه كان إنساناً فاضلاً وكان لديه ذوق شعري جميل، ويقول عنه: إنه عاش عيشة بسيطة، ونظم الشعر بالفارسية واللهجة اللكية. وفي العصر الحديث هناك عدة فرق موسيقية وفنانين وشخصيات لورية معروفة يقولون بأعلى أصواتهم أنهم كورد، أمثال المطرب خالد الذكر حشمت الله لور نژاد، وحسن لور، والفرقة الموسيقية في خانقين المعروفة بـ” گروپی لور”، لقد شاهدت بأم عيني في تلفزيون إيران حارس مرمى منتخب إيران (علي رضا بيرانوند) الذي صد ضربة الجزاء التي نفذها اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو، وبعد عودة الفريق إلى إيران أجرت تلفزيون الإيراني لقاءً مع الفريق وطلب المحاور من علي رضا بيرانوند أن يغني، قال له طيب سأغني لكم أغنية بلهجتي الكوردية اللكية. للعلم، أن علي رضا بيرانوند ولد في مدينة (خرم آباد) مركز محافظة لورستان ؟؟؟. إن علي رضا شخص لوري، لكنه لم يقل أنه سيغني لهم باللورية، بل قال بالكوردية يا دكتور سكندر؟؟ والتسجيل موجود عند التلفزيون الإيراني. لقد كُتب الكثير عن غنائه بالكوردية اللكية اللورية في صفحات التواصل الاجتماعي ومنها مقال بعنوان:”خوانندگی علیرضا بیرانوند در خندوانە پسرم استقلالی است الخ الخ الخ. وقبل هؤلاء جميعاً، في زمن خلافة هارون الرشيد 766- 809م كان هناك عالماً كوردياً أظهر نفسه كمجنون إلا وهو بهلول العاقل (بهلول دانا) تاريخ ولادته غير معروف، لكن وفاته كان في عام 807م، وكان بهلول (بالويل- Bahlool) من الكورد اللور، وكل كتب التاريخ يذكره كشخص كوردي، وهذا دليل آخر على كوردية اللور. لقد ترك لنا بهلول ومريديه أشعاراً كثيرة منها:
دیوانە ظاهر، ديوانه ظاهر
هل لاحظ الدكتور أنه يحمل نفس اللاحقة التي تنتهي كلقب لعلي رضا ألا وهو ” وەند- وند”؟ وهكذا هناك أفخاذ قبلية كثيرة يزعم الدكتور سكندر بأنهم كورد وليسوا لور لكنهم يحملون نفس اللاحقة التي يحملها الدكتور إلا وهي “وند- وەند” كدلفان: لديها أفخاذ مومنه وند، سيوه وند، كاكاوند، رئيسه وند، بيژى وند. ومثلها سيلا- سيلا: حسنوند، قوليوند= كوليوند، ديريكاوند.وعشيرة ميهاكي: ريزوند، دينار وند. وعشيرة هوليلاني: اوصمانوند، جلالوند، داجيوند، بلاوند. هفت لنگ- دوركي: سراسوند، سيوند، بختيروند. ومن عشائر بشتكو (پشتکۆ) عشيرة خزل وأفخاذه التالية: شمسى وند، مرشه وند،قلى وند، خيره وند. وعشيرة بولي لها فخذان: مظفر وند، گرگە وند، الخ الخ الخ. إذا الدكتور سكندر امان اللهى بهاروند غير كوردي، لماذا يختم لقبه بـ”وەند- وند” مع هؤلاء القبائل التي يقول عنهم ليسوا لوراً بل كورد؟؟. ويستمر الدكتور الأكاديمي سكندر في تبلده ويزعم: إن الملابس والهوية القومية اللورية غير كوردية!!!. يا هذا، ألم تشاهد الزي الآري بدءً من مدينة (كيروناKiruna=) في أقصى الشمال السويدي المتاخمة للقطب الشمالي ومروراً بكل أوروبا وأجزاءً كبيرة من غرب وجنوب غرب وجنوب آسيا حتى تصل إلى القارة الهندية حيث أن 99،9% من شعوبها آرية (هندوأوروبية)، وأزيائها ولغاتها متشابهة مع فارق طفيف، وذلك بسبب تقلبات الطقس وتضاريس الأرض والبعد الجغرافي عن بعضها. مثلاً، لا حظ الزي السويدي الشعبي القديم، وهكذا الزي الألماني، والزي الهندي، والأفغاني، والفارسي والكوردي الخ الخ الخ كلها متشابهة. أدناه صورة لشخص كوردي لوري يرتدي زيه القومي الكوردي:
أدناه زي كوردي سوراني أو كرمانجي:
نقول لك يا دكتور: لماذا هذا التدليس يا باحث، يا سكندر امان الهي؟!. عجبي، أتريد بجرت قلم أن تجعل من الشريحة اللور قومية قائمة بذاتها، أو تلحقها بالفرس!!!. هل أن أسماء الأفخاذ التي تنتمي للور أقرب إلى الفارسية أم إلى الكوردية؟ دعني أذكر لك بعض النماذج، مثلاً عشيرة سيلا سيلا وفخذها چواری، هل أن الفرس يقولون هكذا چواری أم يقولون چهاری، بينما هذا الفخذ حتى المنطقة التي تسكنها سميت باسمها ويقال لها چَوار (چەوار)، وفي نفس هذه العشيرة توجد أفخاذ قوليوند (قولیەوەند)، ودلفان (دوفان). ومن عشيرة ميهاكي هناك فخذ الأركوازي، وفخذ خزل،وفخذ بدره، ومشخاس الخ. أنا شخصياً لدي أصدقاء من هذه الأفخاذ اللورية شاركوا في الثورات الكوردية المندلعة في جبال كوردستان دفاعاً عن الأرض والعِرض. هل أن الفرس يقولون للأم دايه أم مادر؟؟ فقط الأمة الكوردية بكل شرائحها تقول للأم دايه، وعند اللور الأغنية الشهيرة التي يغنيها رضا سقايي: دايه دايه وەخت جەنگە= والدتي، والدتي حان وقت القتال. لكي أكون دقيقاً فيما أقول، إذا هناك من بعض الكلمات الكوردية يستعملها بعض اللور بصيغ فارسية، بلا شك إنها نتيجة سياسة التفريس اللعينة، التي قام بها نظام الأب والابن الشاهنشاهي المقبور، وبعده سار عليه النظام نظام الجمهورية الإسلامية (الشيعية) في إيران. عزيزي القارئ، لاحظ التدليس، أن سكندر امان الهي يسطر الكلم من رأسه ويصنف اللغة الكوردية ضمن مجموعة لغات الشمال الغربي، – يقصد شمال غرب إيران؟!- ويقول: إنها كانت واقعة تحت نفوذ لغة الميديين!!. كأن منطقة الكورد اللور لم تكن تحت نفوذ لغة الميديين؟!. ويستمر في تدليسه: بينما تقع اللورية ضمن مجموعة لغات الجنوب الغربي المشتقة من لغة پارس – فارس- القديمة. طيب يا دكتور سكندر، أنت صنفت جنوب غرب إيران عبارة عن محافظتي خوزستان ومركزها أهواز، وبوشهر ومركزها بوشهر، وشمال غربها عبارة محافظتي آذربايجان الشرقية مركزها تبريز، وآذربايجان الغربية مركزها أورمية، لكنك لم تقل لنا من يسكن بين جنوب غرب إيران وشمال غرب إيران، الذي هو غرب إيران – شرق كوردستان-؟ أليس الكورد وأكبر قبائله كلهور التي تمثل الغالبية العظمى في مدن كرمنشاه (كرماشان)، وإسلام آباد، وإيوان، وجيلان (گیلان غەرب)، وسومار الخ. ثم، هل هذا صحيح إنك تصنف اللغة يميناً وشمالاً بأسلوب أحاديث المقاهي؟؟. في نهاية هذه الجزئية، نقول: لقد أثبتنا لك ولمن على هواك يا دكتور سكندر، لا تنوع ديني ولا قومي ولا لغوي بين جميع شرائح الأمة الكوردية العريقة، التي تسمى بالأديان الكوردية كالزرادشتية والإيزيدية واليارسانية الخ جميعها شرائع تابعة لدين واحد قديم وقويم إلا أن الظروف القاسية التي مر وتمر بها الأمة الكوردية هي التي بعدت فيما بينها وظهرت بهذه الصورة التي هي عليها اليوم. لكن يجمع جميع الشرائح الأمة الكوردية روحاً وعاطفة وأرضاً وتاريخاً اسم الكورد، واسم وطنهم كوردستان الذي مقترن باسمهم؟ الذي يبدأ من بحر الأبيض المتوسط إلى بحر الخليج (الفارسي).
ملاحظة:
لماذا لم يوضح الأستاذ (سلام برزو) في هامش الكتاب تصحيحاً عن شطحات وهفوات وآراء المؤلف غير الصائبة وغير الدقيقة عن الشريحة الكوردية اللورية العريقة. وغير هذا، كان على المترجم الأستاذ سلام أن ينتبه لكتابة بعض المصطلحات التي هي بالضد من وجود وعراقة الشعب الكوردي بكل شرائحه على كامل تراب وطنه كوردستان، أن الكورد بلورهم، وسورانييهم، وكرمانجييهم ، وهورامييهم وإيزدييهم وشبكهم وكاكائييهم (يارسان) وعلوييهم الخ لا يجوز قط أن نقول أنهم في العراق وإيران وتركيا وسوريا، بل هم في وطنهم الأم كوردستان؟؟ من المحرمات التي لا تغتفر إذا يذكر اسم اللور كقومية قائمة بذاتها بجانب اسم الكورد كما جاء في ص 10 في الكتاب الذي نحن نرد على مؤلفه الآن؟؟ يجب أن ينتبه الكاتب والسياسي الكوردي في كتاباته وفي تصريحاته لهذه الشطحات القاتلة التي كما قلت لا تغتفر، ليس الكاتب والسياسي فقط بل حتى رجل الشارع الكوردي، يجب عليه أن لا ينسى اسم وطنه كوردستان في أحاديثه أينما كان؟. الشيء الآخر، لقد وجدت في سياق المقال سقطة أخرى وقع فيها الأستاذ سلام إلا وهو كتابة اسم الأهواز بالحاء هكذا: أحواز. إنه حرف واحد، لكنه يغير مضمون الاسم كلياً لصالح العرب الذين استوطنوا هذه المنطقة التي كانت جزءً من دولة إيلام الكوردية الفيلية وذلك بعد الغزو العربي لها بعد نشر العقيدة الإسلامية بحد السيف. ثم، أنا أعلم أن الأستاذ سلام ملم باللغة العربية، لكني لا أعلم لماذا وقع في هذه المطبات اللغوية التي تؤثر سلباً على مضمون وجمالية الكتاب. على سبيل المثال: كتب تجزئت، الأصح تجزأت، لأن الحرف الذي سبق الهمزة مفتوح، إذا كان الحرف الذي سبق الهمزة مكسور أو الهمزة مكسورة عندها تكتب الهمزة على النبرة. وكلمة أبان تعني ظهر، بينما الصحيح إبان، الهمزة توضع تحت الألف وتعني أثناء، خلال. حقيقة في صفحات عديدة وضعت الهمزة في غير مواضعها. حسب معرفتي المتواضعة أن كلمة بناءاً، في لغة العرب همزتها لا تقع بين حرفي الف فعليه الألف الأخيرة زائدة تحذف وتكتب هكذا: بناءً. ثم، هناك كلمات متلاصقة مع بعضها، بلا شك أن هذه الهفوات وقعت من قبل عمال الطباعة، فعليه وجب على المترجم الأستاذ سلام مراجعة كليشة الطباعة قبل طبع الكتاب. ثم، أن إقليم خوزستان يقع في جنوب غرب إيران وليس في جنوب إيران؟. ليس اراك مركزي، الصحيح المحافظة المركزية ومركزها قضاء اراك (عراق).هناك شطحات أخرى أرجو الانتباه لها عند الطبعة الثانية. رجائي من الأستاذ سلام برزو أن ينتبه لهذه الشطحات. إني أعلم جيداً أن كاك سلام ضليع بلغة الضاد لكن من المرجح إنها أخطاءً إملائية وقعت أثناء طباعة الكتاب.
01 01 2022