الخميس, نوفمبر 28, 2024
Homeمقالاتسباحة غير مجدية ضد تيار عارم : منى سالم الجبوري

سباحة غير مجدية ضد تيار عارم : منى سالم الجبوري

لئن کانت أوضاع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال العقدين الماضيين غير مستقرة وکانت هناك الکثير من المشاکل والازمات التي تعصف به، لکن الذي کان يسعف هذا النظام ويخدمه ويجعله أن يقف على أقدامه ويواجه تلك المشاکل والازمات، إنه کان دائما هناك مايسعفه بوجود ثمة تضارب بين الاوضاع الداخلية والاوضاع الخارجية، إذ إنه وکلما کانت أوضاع النظام الداخلية سلبية فإن أوضاعه الخارجية کانت بصورة وأخرى إيجابية وکان يستفاد من الاخيرة في التصدي للأولى، لکن الملاحظ وخلال العامين الاخيرين بشکل خاص فإنه کان هناك ولأول مرة، تزامن في سلبية أوضاع هذا النظام على الصعيدين الداخلي والخارجي، وهو الامر الذي أظهر النظام في موقف ضعف وعجز لم يشهده أو يمر به على مر العقود الاربعة الماضية.

النظام الايراني الذي يعلم جيدا الى أي حد ومستوى من الضعف العجز قد وصل به الحال، لکنه مع ذلك يعمل کل مابوسعه من أجل إظهار نفسه قويا ومتماسکا وإنه في مستوى مواجهة کل الاخطار والتحديات المحدقة به، والملف للنظر إنه لايقوم بذلك على المستوى الداخلي فقط بل وحتى عى المستوى الدولي أيضا، فهو يتحدى المجتمع الدولي ويتمادى في الامور والمسائل التي يدعو فيها المجتمع الدولي النظام عن الکف فيها، ولاسيما فيما يتعلق ببرنامجه النووي و برامجه الصاروخية وتدخلاته في بلدان المنطقة وإنتهاکاته في مجال حقوق الانسان، لکن الذي يبدو واضحا هو إن هذا النظام لايزال وعلى الرغم من ضعفه وعجزه وأوضاعه السيئة فإنه فإنه يتمادى في تلك الامور والمسائل.

النظام الذي أراد معالجة أوضاعه بنفس الطرق والاساليب القديمة عندما قام بتنصيب ابراهيم رئيسي رئيسا للنظام کي يمسك الاوضاع بيد من حديد ويعتمد على الممارسات القمعية التعسفية التي ثبت من إنها لم تعد تجد نفعا وهاهو على سبيل المثال لا الحصر إن التظاهرات الاحتجاجية للمعلمين قد عادت مجددا يوم الخميس الماضي حيث تظاهر آلاف المعلمين في إيران في مسيرات احتجاجية أمام مديريات التربية في عدة مدن، اليوم الخميس، للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية والإفراج عن زملائهم النقابيين المسجونين. وبحسب التقارير الخبرية فإنه وفي أعقاب تجمعات ومظاهرات المعلمين، التي عمت أغلب المحافظات الإيرانية، قامت الاجهزة الامنية للنظام وجريا ودأبا على عادتها بحملة اعتقالات واسعة، وذلك من أجل إلقاء الرعب في نفوس المتظاهرين وجعلهم يتفرقون، لکن الشعب الذي لم يعد لديه من شئ حتى يخاف عليه فإنه لم يعد يهمه مايقوم به النظام خصوصا وبعد أن وصل الحال بالشعب بسبب من نهج وسياسات هذا النظام الى أسوأ مايکون.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular