الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Homeاخبار عامةاسرائيل تكشف معلومات سرية منع نشرها 61 عاما

اسرائيل تكشف معلومات سرية منع نشرها 61 عاما

 

إسرائيل

نشر الأرشيف الوطني الإسرائيلي كثيرًا من الوثائق والتسجيلات والتقارير من أيام الحرب العربية – الإسرائيلية، في الفترة من الخامس حتى العاشر من يونيو/ حزيران 1967، والأسابيع التي سبقتها، والأيام التي تلتها.

وتُعَدُّ نكسة الخامس من يونيو هي الحرب التي احتلَّت إسرائيل على أثرها الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية وهضبة الجولان السورية وشبه جزيرة سيناء المصرية بعد الحرب بينها وبين مصر والأردن وسوريا، وقد أوضحت التقارير والوثائق التي تمَّ نشرها ما كانت عليه الجبهة العربية من اختراق في جميع التجهيزات العسكرية التي أقاموها في استعدادهم لمواجهة العدو الإسرائيلي.

تصريحات شلومو غازيت

في تصريح لجريدة “يديعوت أحرونوت” أدلى الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، شلومو غازيت، بمُعطيات جديدة حول علاقة دول عربية بإسرائيل في العقود الأولى لتأسيس هذه الأخيرة، إذ قال إن دولة عربية مكَّنت إسرائيل من تسجيلات قمَّة عربية عام 1965، ممَّا هيَّأ لها سُبُل الانتصار في حرب 1967.

هذا التصريح السابق يعني أن الموساد كان له وجود فعلي وعلم بجميع التخطيطات التي يتم إعدادها من قبل الجانب العربي.

يأتي هذا التصريح بعد أن رُفِع حظر النشر على هذه القضية، بما يُقارب إحدى وستين سنة، حيث قال شلومو غازيت، في حواره بالصحيفة الإسرائيلية إن الملك المغربي السابق الحسن الثاني، الذي لم يكُن يثق في قادة عدد من الدول العربية بما في ذلك رئيس مصر وقتها جمال عبد الناصر، ما مكَّن إسرائيل من الحصول على تسجيلات سرية لكل ما دار في القمَّة العربية بالرباط في الثَّالث عشر من شهر سبتمبر عام 1965، ممَّا أتاح للقيادة الإسرائيلية برئاسة رئيس الوزراء حينئذ ليفي أشكول الاطلاع على كل ما دار بين الزعماء العرب.

العلاقة بين ملك المغرب وإسرائيل

كانت العلاقة بين المغرب وإسرائيل مُرتبطة بتبادل المصالح، فشرط العاهل المغربي لكي يساعد إسرائيل هو التَّخلُّص من المهدي بن برقة الذي كان يُسبِّب عبئًا على نظامه، ولذلك كانت الصفقة بقضاء الموساد على زعيم المعارضة بدولة المغرب مُقابل أن يسمح العاهل لفريق الاستخبارات الإسرائيلية بزيارة المغرب قبل موعد القمَّة بحيث يستقرُّون في فندق بالمغرب ويتسلَّمون مباشرة بعد نهاية القمَّة جميع التسجيلات والوقائع.

ورغم أن الملك الحسن الثاني تراجع عن التسهيلات التي قد وعد بتقديمها قُبيل انعقاد القمَّة بقليل حتى لا يشيع خبر وجود رئيس الموساد “مئير عميت” بجناح فندقي بالمغرب، لكن ذلك لم يمنع الموساد من التعرف على ما يدور في الغرف المغلقة بين القادة العرب.

شكَّلت هذه العملية واحدة من “أكبر إنجازات الاستخبارات الإسرائيلية” وفق تصريحات رئيسها في تلك الفترة، إذ استعدت إسرائيل من خلال التسجيلات لحرب وشيكة مع دول عربية، لم يكُن الطرف الإسرائيلي يعلم فيها عن استعدادات خصمه شيئًا، ليتعرفوا على طبيعة إمكانيات الجيوش العربية، وبخاصة تلك التي تخصُّ الجيش المصري.

ماذا جرى في القمة

ما دار في القمَّة كان مُخالفًا لما تتم إذاعته في جميع وسائل الإعلام العربية من جاهزية الجيش العربي للحرب وقُدرته على هزيمة إسرائيل بسهولة، فقد أعلن الزعماء العرب في خطاباتهم بالقمَّة بأنهم غير جاهزين ولا مُستعدِّين للدخول في الحرب.

كشفت القمَّة مدى تشتُّت العرب واختلاف مواقفهم للدرجة التي أوصلت الزعيمين العربيين جمال عبد الناصر والملك حسين عاهل الأردن إلى دخول في شد وجذب، وتوتَّرت الجلسة بعد ما حدث بينهما من جدال.

يعقب غازيت على هذا الموقف: إن العرب لن يتوحَّدوا أبدًا، ولا خوف على إسرائيل وهم في هذه الحالة، كما أن ما يُشاع عن قُدرتهم على التصدي للقوة الإسرائيلية محض أوهام، ولكنه جاءت أهمية هذه التسجيلات من أنها أرشدت إسرائيل إلى وجود نية للعرب لمواجهة إسرائيل، وهذا الأمر يُعَدُّ بمثابة الإنجاز العسكري الخالد لجهاز المخابرات الإسرائيلية.

أهم ما جاء في مؤتمر القمَّة التي تحصَّلت إسرائيل على تسجيلاته، بالنِّسبة لغازيت هو: اعتراف القادة العرب بعدم جاهزيتهم لمواجهة إسرائيل، ليتأكد لإسرائيل ما رددوه دائمًا من تفوُّقهم على الجيش العربي بصفة عامة، والجيش المصري بصفة خاصة.

في نهاية مقالنا نتمنَّى أن نكون قد تمكَّنَّا من تقديم إفادة للقارئ، وأن نكون قد نقلنا من المصادر التي حصلنا عليها بهذا الشأن التاريخي بشكل أمين، وسؤالنا الآن هل لديكم من تعليقات أو معلومات حول هذا القضية؟

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular