قبل 15 عاما، أطلقت شركة “آبل” (Apple) هاتفها الأسطوري آيفون (iphone). وقد باعت الشركة ما يصل إلى ملياري جهاز منه حتى الآن.
بدأت ثورة آيفون السحرية عام 2007، وساعد هذا المنتج شركة آبل على النمو لتصبح شركة بقيمة 3 تريليونات دولار.
اليوم الذي تغير بعده العالم
ففي 9 يناير/كانون الثاني 2007، وفي معرض ماك وورلد (MacWorld)، كشف ستيف جوبز (توفي في 2011) المدير التنفيذي لشركة آبل النقاب عن أول هاتف آيفون.
لكن لم يكن آيفون الذي يحمله جوبز يومها ساحرًا في الواقع، فقد كانت هناك أيضًا جهود من وراء الكواليس لمنع عرض المنتج الجديد من الانهيار أثناء عرض جوبز له في الكلمة الرئيسية.
أفضل مغامرة قمت بها
لم أستطع منع نفسي صيف عام 2007 عندما وجدت أخيرا طريقة لشراء الجهاز العجيب من دفع راتب شهر لأكون من أوائل من يحصل على هذا الجهاز في قطر، في الوقت الذي كان أعظم جهازين -وهما نوكيا كومينكاتر (Nokia E90 Communicator)، وبلاك بيري كيرف (Blackberry curve)- يباعان بما يقارب ألف دولار.
وفعلا دفعت مبلغا تجاوز 1800 دولار، وهي مغامرة كبيرة لم أكن أعرف نتائجها، وطلبت من أحد مَن في الولايات المتحدة أن يشتري لي الجهاز، حيث كان يباع في الولايات المتحدة فقط، فلم يكن معروضا للبيع على مستوى العالم، وخصوصا أن المشغل له كان شركة “إيه تي & تي” (AT&T) الأميركية، وكان لا يعمل على شرائح مشغلي الاتصال، بل يجب كسر القفل (Jailbreak).
لن أنسى تجربة الجهاز أول ما لمسته يداي، فقد كانت تجربة لا تنسى في كل شيء. طبعا الجيل الجديد لن يعرف ما سوف أقوله، فهم لم يعيشوا العصر قبل وجود الآيفون، عصر الأزرار البلاستيكية والقوائم اللامنتهية، إن مجرد لمس الزجاج لتتحرك أسماء الأشخاص في قائمة العناوين كان بحد ذاته جنونا في ذلك الوقت.
أما أن ترى صورا تكبر وتصغر بمجرد لمس الزجاج بإصبعيك وإبعادهم وتقريبهما، فهو أمر سحري ربما يكون أكثر إمتاعا من حركات ساحر في سيرك، أو أن ترى كل هذه البرامج بنقاء ووضوح بدل الألوان القاتمة المستعملة في هواتف نوكيا “الحديثة” وقتها، فهو كانبعاث الألوان في أجهزة التلفاز بعد سنوات من البث بالأبيض والأسود.
لم تكن رحلتي لاقتناء جهاز آيفون مفروشة بالورود، يكفي أن تعرف أن شرائح شركات الاتصال في الدول العربية وحتى العالم لم تكن تدخل في حامل الشريحة في الآيفون، وكان يجب أن تكون لديك يد جراح لتعالج بالمشرط الزوائد في الشريحة الكبيرة لتتناسب مع حجم حامل الشريحة.
ليس هذا فحسب، فالجهاز الذي اشتريته بما يوازي جهازي آيفون 13 في الوقت الحالي، لم تكن فيه لوحة مفاتيح عربية لكتابة الرسائل، وأذكر أنني اشتريت من أحد المبرمجين الروس برمجية تحول لوحة المفاتيح للكتابة باللغة العربية.
أفضل من الفيراري
بالرغم من كل هذه الصعوبات، فإن اقتناء هذا الجهاز العجيب في ذلك الوقت كان بالنسبة لي أفضل من اقتناء سيارة فيراري، وقد يعتبر البعض هذه الجملة مبالغا بها، ولكني متأكد أن صاحب سيارة الفيراري في ذلك الوقت لم يكن يحظى بالاهتمام الذي كنت أحظى به أينما ذهبت في المطاعم والمقاهي والنوادي، كنت عندما أضع الجهاز على الطاولة يتجمهر حولي من يودون فعلا أن يروا صندوق العجائب “الآيفون”.
من المواقف الطريفة التي أذكرها أنني في رمضان عام 2007، كانت شركتي السابقة تقيم وليمة إفطار جماعي لزبائنها، وتدعوا مديري الشركات والموظفين، وجاءني يومها مديري المباشر وطلب مني أن أعطيه الجهاز ليريه لمديري الشركات الأخرى. الطريف أن هذا المدير في البداية وصفني بالمجنون عندما عرف أنني دفعت مبلغا كبيرا لاقتناء هذا الجهاز الثوري.
كيف غير الآيفون العالم؟
وحتى بعد مرور 15 عامًا، سيكون من الصعب القول إن جهاز آيفون لم يكن ثوريًا. فسواء كنت مالكًا مخلصًا لجهاز آيفون أو لم تمتلكه مطلقًا، فإن التأثير الذي أحدثه في حياتنا اليومية أمر لا جدال فيه.
الفرق بين هاتفي آيفون الأول والحالي؟
ولنبدأ بما صنعه آيفون لشركته التي جلبته للحياة. ففي عام 2007، بلغت القيمة السوقية لشركة آبل (القيمة الإجمالية لجميع أسهم شركة آبل) 174.03 مليار دولار. وفي 3 يناير/كانون الثاني 2022، بلغت 3 تريليونات دولار، وهي أعلى قيمة سوقية لأي شركة على الإطلاق.
كان سعر جهاز آيفون الأول 499 دولارًا، وكان مزودًا بسعة تخزينية تبلغ 4 غيغابايتات. ومقابل 100 دولار إضافية، يمكنك الحصول على جهاز بسعة تخزين 8 غيغابايتات. بينما يتكلف جهاز آيفون 13 برو ماكس ( iPhone 13 Pro Max) 1099 دولارا أميركيا لنسخة بسعة تخزين 256 غيغابايتا، ونسخة 1 تيرابايت من التخزين يمكن الحصول عليها مقابل 1599 دولارًا.
وكان جهاز آيفون الأول يحتوي على كاميرا واحدة في الخلف، بينما يحتوي آيفون 13 برو على 4 كاميرات (3 في الخلف وواحدة في الأمام).
ولم يكن بإمكانك نسخ النص ولصقه باستخدام آيفون الأول، إذ لم تتم إضافة النسخ واللصق حتى عام 2009 مع إصدار آيفون أو إس 3 (iPhone OS 3).
وكان لدى آيفون الأول 15 تطبيقا: التقويم، والكاميرا، والساعة، وجهات الاتصال، والآيبود، والخرائط، والرسائل، والملاحظات، والهاتف، والصور، ومتصفح سفاري، والأسهم، والمذكرات الصوتية، والطقس، والإعدادات.
لا يمكنك تسجيل مقاطع الفيديو باستخدام جهاز آيفون الأول، لكن الآن يمكن لآيفون 13 برو تسجيل فيديو بدقة “4 كيه” (4K) بمعدل 60 إطارًا في الثانية.
لم يدعم آيفون الأول رسائل الوسائط المتعددة لإرسال أشياء مثل الصور ومقاطع الفيديو عبر الرسائل النصية.
كان جهاز آيفون الأول مزودا بشاشة مقاسها 3.5 بوصات، بينما يحتوي أصغر هواتف آيفون 13 (iPhone 13 Mini) على شاشة بحجم 5.4 بوصات، ويأتي آيفون 13 العادي بشاشة 6.1 بوصات، بينما يحتوي آيفون برو ماكس 13 (13 Pro Max) على شاشة عملاقة بحجم 6.7 بوصات.
تم إصدار تطبيق فيس تايم (FaceTime) في 2010، وآي مسج (iMessage) في 2011.
تم افتتاح متجر آبل (App Store) في 10 يوليو/تموز 2008، وكان يحتوي وقتها على 500 تطبيق فقط. أما الآن -ووفقا لموقع آبل على الويب- فإنه يوجد 1.8 مليون تطبيق في متجر التطبيقات.
في 10 سبتمبر/أيلول 2007 (أي بعد 74 يوما من إطلاق آيفون الأول)، باعت شركة آبل هاتفها الآيفون المليون. وفي عام 2018، باعت شركة آبل 216.7 مليون آيفون، أي ما يقرب من مليون جهاز كل 1.5 يوم. وتوقفت آبل عن مشاركة عدد أجهزة آيفون التي تم بيعها بعد عام 2018.
10 طرق غيّر فيها آيفون كل شيء
العالم مكان مختلف بعد 15 عامًا من تقديم آبل هاتفها الذكي الشهير آيفون، فكما كان هناك تغييرات جيدة، ظهرت مساوئ لاستخدام هذا المنتج التقني.
في عام 2007، كانت نوكيا أكبر شركة لتصنيع الهواتف في العالم، وكانت مايكروسوفت (Microsoft) تستعد لإطلاق ويندوز فيستا (Windows Vista)، ولم يكن لهذه الأسماء صدى مثل الجهاز الذي كشف عنه الرئيس التنفيذي لشركة آبل.
منذ ذلك الحين، باعت الشركة أكثر من 1.2 مليار جهاز آيفون، وأصبحت الشركة العامة الأكثر ربحية في العالم. وانتشرت الهواتف التي تقلد جهازها من شركات مثل سامسونغ (Samsung) وإتش تي سي (HTC) وموتورولا (Motorola) وشياومي (Xiaomi) في جميع أنحاء العالم، والآن حتى الأشخاص في الأماكن التي ليس فيها كهرباء ثابتة، لديهم هواتف ذكية.
قال روس روبين المحلل في سوق الهواتف المحمولة: “من الصعب التقليل من تأثير آيفون… التموجات التي أحدثها تؤثر على مساحات واسعة من حياتنا”.
وفيما يأتي بعض الطرق التي غير آيفون بها الطريقة التي نعيش بها:
1. إنترنت طوال الوقت
قبل آيفون، كان من المعتاد أن تقوم بتشغيل جهاز الحاسوب الخاص بك، وانتظار اتصال الواي فاي (Wi-Fi) وفتح متصفح إنترنت إكسبلورر (Internet Explorer) أو سفاري (Safari) أو مستعرض ويب آخر. أما الآن، فأنت متصل بالإنترنت طوال الوقت. إذا لم تكن متصلاً بشبكة واي فاي، فأنت متصل عبر شبكتك الخلوية.
ليس مجرد الاتصال بالإنترنت الذي ساعدنا آيفون للوصول إليه، إنها أيضًا الطريقة التي نصل بها إلى الإنترنت. فقد جعل آيفون تصفح الويب عبر الهاتف المحمول غير مفيد، وسرعان ما ظهر سيل من التطبيقات، مما أدى إلى إلغاء الحاجة إلى فتح متصفح ويب.
2. صناعة الأجهزة اللوحية والساعات وسماعات الرأس
أجهزة متعددة تم ابتكارها خدمة لآيفون أو بسببه، مثل جهاز آيباد (iPad) الذي هو في الأساس جهاز آيفون أكبر تستخدمه في المنزل، وهناك ساعة آبل (Apple Watch) المربوطة بجهاز آيفون.
ثم هناك جميع الملحقات التي حفزتها ثقافة الآيفون، مثل حافظات الهواتف ومكبرات الصوت وسماعات البلوتوث وأجهزة الشحن.
تقدر “إيه بي آي ريسيرش” (ABI Research) أن الإيرادات في سوق ملحقات الهاتف المحمول العالمي وصلت إلى 110 مليارات دولار عام 2021.
3. ابتكار عالم التطبيقات
قد لا تتذكر هذا الآن، لكن هاتف آيفون الأول من آبل لم تكن فيه تطبيقات من طرف ثالث أو متجر التطبيقات (App Store). تغير ذلك في يوليو/تموز 2008، عندما قدّمت شركة آبل آيفون الجيل الثالث (iPhone 3G) وبرنامجها آيفون 2.0 (iPhone 2.0).
فمتجر التطبيقات هو ما جعل آيفون جهازا لا يمكن الاستغناء عنه. يوجد الآن حوالي مليوني تطبيق في متجر آبل، حيث تقوم كل شركة بشكل أساسي بإنشاء تطبيق واحد أو أكثر.
وقد ولّد كل من آيفون ومتجر التطبيقات صناعات لا يمكن أن توجد دون الهواتف الذكية، فمن دونها لن يكون هناك خدمة مثل أوبر (Uber) لنقلنا من مكان إلى آخر، أو إنستغرام (Instagram) لمشاركة صورنا.
4. جنون التصوير
بالتأكيد، كانت لدينا كاميرات على هواتفنا قبل آيفون. لكن ظهور مزيج من أداة جيدة مثل الآيفون وسهولة الوصول إلى الإنترنت والتطبيقات مثل إنستغرام، أظهر المصور الداخلي الذي في كثير من الناس.
نتيجة لذلك، أصبح حمل كاميرا تقليدية لا داعي له ما لم تكن صحفيا أو محترف تصوير.
5. عش الحياة من خلاله
يعني وجود كاميرا الهاتف أن لديك كاميرا فيديو محمولة في متناول يدك. علاوة على ذلك، يتيح لك اتصال الهاتف بث الفيديو على الفور.
وقد يعني ذلك التحدث إلى أفراد عائلتك في الجانب الآخر من العالم، أو تصوير مقطع فيديو للقطط على يوتيوب (YouTube)، أو على خدمات مثل فيسبوك لايف (Facebook Live) والميزات المماثلة على الشبكات الاجتماعية الأخرى، كما يمكن استخدام التكنولوجيا لتصوير وحشية الشرطة أو الإبلاغ الفوري عن شيء رأيته.
على الجانب الآخر، فإن وجود هذه الأجهزة الذكية معنا في جميع الأوقات يتيح لجهات إنفاذ القانون والشركات (مثل صانعي تلك التطبيقات على هاتفك) تتبعنا.
ومع أن آبل اتخذت موقفًا قويًا من الخصوصية، لكن الأمان لا يزال مصدر قلق كبير للمستخدمين.
6. وضع الأرقام بلمسة إصبع
عندما قدم جوبز جهاز آيفون، قال: “لقد ولدنا جميعًا بأفضل مؤشر -يقصد أصابعنا- واستخدمها بدلا من الأقلام الإلكترونية ستايلس (stylus pen) في الآيفون، لتصبح أكثر واجهة مستخدم ثورية منذ الماوس”.
ويكاد يكون من المفاجئ رؤية جهاز اليوم بدون شاشة تعمل باللمس.
7. أنت هنا
يعني إدخال رسم الخرائط على آيفون أنك لم تعد مضطرًا للشعور بأنك سائح تائه في مدينة جديدة، ممسكًا بخريطة ورقية عملاقة في أحد الشوارع.
وتعد خرائط غوغل (Google) وخرائط آبل من أكثر التطبيقات استخداما على آيفون، وقد أضيفت بشكل مطرد ميزات كثيرة على مر السنين، مثل اتجاهات النقل العام وركوب الدراجات.
8. اللعب في المستوى التالي
أعاد آيفون اختراع فكرة الألعاب المحمولة، وأصبحت تطبيقات مثل الطيور الغاضبة (Angry Birds) التي يمكن لأي شخص تشغيلها باستخدام أصابعه على الشاشة التي تعمل باللمس، ذات شعبية كبيرة، وتغيرت نماذج الدفع.
وأصبحت العديد من الألعاب الآن مجانية، فبدلاً من فرض سعر البيع، توصل المطورون إلى فكرة عمليات الشراء داخل التطبيق التي تتيح لك الدفع مقابل المستويات والميزات الجديدة أثناء التنقل.
9. وداعا للنقود ومرحبا بآيفون
لم تكن آبل هي الشركة الأولى التي تحدثت عن مدفوعات الهاتف المحمول، لكنها جعلت حتى جدتك على دراية بالتكنولوجيا التي تتيح لك استخدام هاتفك لشراء الأشياء.
فيمكن لتطبيق “والت” (Wallet) على آيفون تخزين قسائم البيع بالتجزئة وبطاقات المكافآت وتصاريح الرحلات الجوية والأفلام، كل ذلك في مكان واحد. حتى رخصة القيادة الخاصة ستصبح في محفظة آبل إذا كنت تريد ذلك.
لم يمت النقد بعد، إذ لا يزال هناك العديد من الأماكن التي لا تأخذ مدفوعات عبر الهاتف المحمول، لكن استخدام هاتفك للدفع أصبح أكثر شيوعا من أي وقت مضى.
10. هناك أمور أخرى
لا توجد طريقة لتلخيص كل ما فعله آيفون في 10 نقاط فقط، لذلك ها هي بعض الأشياء إضافية:
مع تحول وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير إلى الأجهزة المحمولة من أجهزة الحاسوب المكتبية، ظهرت بعض النقاط السلبية.
وفي الوقت نفسه الذي جعلت هذه الآلة ووسائل التواصل الاجتماعي العالم مرتبطا ببعضه بعضا، فإنه تم ربط آيفون بارتفاع اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط وقصر مدى الانتباه لدى الأطفال.
كما أصبحت الحكومات تستخدم الأجهزة المحمولة للتجسس على مواطنيها، ويتخلى المستهلكون عن الكثير من المعلومات الشخصية مقابل خدمات مثل رحلات أوبر.
أما “تيكست نيك” (text neck) فهو مرض جديد سببه الآيفون، إذ لم يتوقف خطر التكنولوجيا على الحواسيب، فقد دخل الهاتف الذكي حليفا لها في حربها ضد أجسادنا المنهكة، حيث ظهر مرض “تيكست نيك” كمرض شائع جديد عام 2015، ووصف بأنه وباء عالمي في أكثر من موقع على محرك البحث غوغل.
حيث يُعتبر الانتباه الزائد والمستمر الذي نوليه لهواتفنا الذكية، أحدث معركة في حربنا الطويلة بين صحتنا النفسية والعاطفية والتكنولوجيا، فوضعية إمالة الرأس هي مؤشر على عبء تعدد المهام الذي بدأت أجسادنا تعانيه.
قليلة هي الاختراعات التي غيّرت مجرى الإنسانية وأثير الجدل الواسع حولها، وربما موت مخترع الآيفون بعد سنوات من شهرته -توفي ستيف جوبز في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2011 بعد معاناة مع سرطان البنكرياس- أبطأ عجلة وصول هذا الاختراع لمرحلة أخرى من الإبداع، لكن تأثيره الكبير على البشرية يظهر لنا بعض محاسنه وسيئاته كل يوم.