وما أدراك ماهو شهر آب بالنسبة للإيزيديين!!
وها نحن ندخل هذا الشهر المشئوم (إيزيدياً) من بداياته، فإننا نستذكر المآسي وما بين طياتها من فنون الاعتداءات سواء ذلك على ايدي مجرمي عناصر دولة الخلافة الاسلامية (داعش)، أو ما هو على ايدي عناصر الجريمة من الذين كانوا بين ظهرانينا من جميع الاقوام (العرب والتركمان والكرد).
بدايات هذه الجرائم كانت قد بدأت منذ 14-15/2/2007 عندما هاجم جموع الهمج من سلفيي كردستان على مركز قضاء الشيخان، وما بعدها عندما تم فرز عمال الايزيديين في معمل نسيج الموصل عن البقية على اساس الهوية مروراً بالرابع عشر من آب 2007 عندما هاجم المجرمون آنذاك بأربع شاحنات محملة بالمتفجرات في مجمعي تل عزير وسيباية الشيخ خدر التي نتج عنها 312 شهيداً ومن بعدها في حزيران 2014 عندما تم حجز العشرات من الجنود الايزيديين ومن ثم الافراج عنهم بمئات الالاف من الدولارات مروراً بيوم الشؤم في 3/8/2014 عندما هاجمت مجموعات عناصر الدولة الاسلامية (داعش) على الإيزيديين الامنين في بيوتهم وتفننوا في الاجرام بما لم نسمع عنه عبر التاريخ من فنون القتل والتعذيب والاغتصاب والتشريد، وانتهاءً بيوم النكبة في 15/8/2014 عندما ابيدت قرية كوجو عن بكرة ابيها حيث أن 63 عائلة من القرية لم يبق لهم أحد على الاطلاق، ومن 47 عائلة لم يبق لهم سوى شخص واحد لكل عائلة (على سبيل المثال). بينما لا تختلف مجزرتي قِنة والزليلية عن مجزرة كوجو في وحشيتها.
الذي أود قوله الان هو أن لا نتراخى ونقول بأن الإبادة قد انتهت، وانما هي مستمرة وبشكل فاعل وعلى كل الأصعدة والدليل هو أنه بعد سنة من (التحرير) لم يعٌد 10% من الإيزيديين إلى بيوتهم في سنجار، وأن مسلسل الاهانة والاستغلال وتخريب البنية الاجتماعية والعائلية مستمر على قدم وساق وهو لوحده كافِ لنقول بان مسلسل الابادة قائم ومستمر. فالحكومة العراقية الغارقة في الفساد، لا يهمها معاناة مواطنيها في الاسر على ايدي جموع الجريمة والوضاعة وبالتالي فانها لم تحاول البحث عن مواطنيها الأسرى في الدول العربية والعالم وبالتالي فلا نرجو منها غير الاهمال والمزيد من المعاناة. كما أن الساسة الكرد لم يحاسبوا ولو مسئولا على مستوى عضو بسيط أو قائد ميداني عندما تخلوا عن الإيزيديين وسلموهم على طبق من ذهب لأخوتهم في الدين، بالاضافة إلى تضييق الخناق على المخيمات بحيث لا يستطيع مواطن ايزيدي من العودة الكريمة إلى داره حتى وإن كان داره ملغوماً، وبكلمة أخرى فإنهم يعيشون في سجن عام.
إذن فالمطلوب منا أداءه هو أن نواصل الكفاح ونواصل الليل بالنهار دون توقف أو استراحة لكي نبين للعالم بأننا شعب حي وأن حكومات بلدنا قد تخلّت عنا، وأن نبين ذلك بوضوح. كما علينا أن ننشر الوعي بحيث لا ينس الشعب الايزيدي مأساته وأن لا نتحول كحال الفلسطينيين مهاجرين في بلدنا على ايدي حكوماتنا. علينا أن نقوم بفعاليات كبيرة لكي نشرح للعالم بأن مأساتنا مستمرة وليس من مجيب لدعواتنا. علينا أن نرفع صوتنا من خلال الكلمة والشعر والخطابة والمناسبات بحيث تكون موجهة للعالم الحر. وان إعادة الذكرى الرابعة لهذا الجينوسايد التي أقامها المجلس الايزيدي المركزي في المانيا ماهي الا حلقة مهمة من مسلسل الفعاليات الكبيرة بحضور الشخصيات المهمة لسماع انين هذا الشعب المظلوم كما هو اليوم في مدينة شتوتغارت. فمهما تغاضينا عن قضيتنا فسنكون نحن الضحية وبدفاعنا عنها سنكسبها في الآخير مهما طال الزمن ومهما وضعوا من عصي لعرقلة عجلتها.
علينا أن نبّرز دور الابطال الإيزيديين على جبل سنجار الشامخ. علينا أن نشكر دور السيدات اللاتي كافحن بابسط الامكانيات في رعاية بيوتهن ومساندة اخوتهن في النضال. علينا أن نشكر الذين عادوا من جحيم زمر الجريمة ليظهروا للعالم بأن الايزيدياتي ليست مجرد انتماء وانما هي ايمان ما بعده ايمان. وعلينا أن نشكر الجهود المبذولة على مستوى العالم لمن قاموا بالتظاهر او الاعتصام او من خلال اللوحة او الشعر او الغناء أو اي نشاط اخر. وإلى روح جميع اخوتي في كوجو وقِنة والزليلية وحردان وسيباية شيخ خدر وكرزرك وكل تراب سنجار وأخص بالذكر منهم أحمد جاسو وصالح مكري ورفو مكري وبقية الشهداء اقول بانكم خالدون وسيذكركم التاريخ الايزيدي بوسام شرف الايزيدياتي. ومن الله التوفيق.
علي سيدو رشو
المانيا