فالمثانة البالغة يمكن أن تحمل ما يصل إلى نصف لتر (2 كوب) من البول قبل أن تشعر بالحاجة إلى الذهاب إلى دورة المياه.
ويعرف جسدك الكمية المحددة، التي يتوجب حينها تفريغ البول لأن جدار المثانة مليء بالمستقبلات الصغيرة، التي ترسل رسالة إلى دماغك عندما تصل المثانة إلى حد الامتلاء.
لكن ما الذي نفعله بالضبط لجسمنا عندما نحتفظ بكل هذا البول؟
فبحسب برنامج سايشو (SciShow) العلمي المتخصص على يوتيوب، فبمجرد اتخاذك القرار بأنك مشغول للغاية بحيث لا تريد التبول في الوقت الحالي، فإن عضلات المثانة تقترب بإحكام لإبعاد البول عن المجرى.
وما تفعله هذه العضلات حقا رائع، لكن مع التعود على حبس البول لفترات طويل، فإن ذلك يأتي بنتائج خطيرة مع مرور الوقت.
فالإمساك المستمر للبول يؤدي إلى إضعاف عضلات المثانة، الأمر الذي قد يؤدي إلى احتباس البول – وهو حالة مرعبة تمنعك من إفراغ المثانة تماما عند التبول، مما يعني أنك تشعر بأنك تتبول بشكل متقطع .
كما أن الإمساك بكميات كبيرة من البول لفترة طويلة من الزمن يعرض جسمك للبكتيريا، التي يمكن أن تكون ضارة، و تزيد من فرص الإصابة بعدوى المسالك البولية (UTI) أو عدوى المثانة.
العالم براهي
كل ذلك يبدو سيئا للغاية، ولكن ليس مهددا للحياة، إلا أن العالم والكيميائي الدنماركي الذي اشتهر في القرن السادس عشر، تيخو براهي، يمكن أن يقدم أفضل مثال على أضرار حبس البول.
فقد كان براهي عالما رائعا، حيث ساهم في الأدبيات العلمية في كل شيء من المجرات الخارقة والمذنبات إلى المدارات الكوكبية.
ودخل براهي في مبارزة بالسيف مع كيميائي زميل بسبب الاختلاف على صحة صيغة رياضية. ولأنهما اختارا المبارزة في الظلام، انتهى به الأمر بخسارة جزء من أنفه.
ولباقي حياته، كان براهي يلصق أنفا مصنوعة من الذهب أو الفضة بوجهه، لكن سبب وفاته كان أكثر سخرية.
فبحسب ما ورد من المؤرخين، فقد رفض براهي أن يترك مأدبة ليريح نفسه في دورة المياه، لأنه اعتقد أن ذلك مخالفا لآداب السلوك.
وبمجرد عودته إلى المنزل، وجد أنه غير قادر على التبول على الإطلاق، فأصيب بالهذيان وتوفي بعد فترة وجيزة عندما انفجرت المثانة بأكملها.
والخبر السار هو أن مثانة براهي ليست طبيعية، ففي معظم الأحيان، سيبلل الشخص نفسه قبل حدوث أي انفجار.
وإذا حدث انفجار فذلك بسبب تلف المثانة بالفعل لسبب ما، وقد تعرض أشخاص لذلك عندما كانوا في حالة سكر لدرجة غياب إحساس المثانة بالإشارات الواردة من المخ.