الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Homeمقالاتالمشهد الكردستاني شتاء 2021... حرارة الوعود وزمهرير الفواجع : سامان نوح

المشهد الكردستاني شتاء 2021… حرارة الوعود وزمهرير الفواجع : سامان نوح

في الاقليم الكردي “المزدهر السعيد” ينام الناس على أخبار الانجازات ويستيقظون على أخبار المصيبات!
منذ أشهر، بل ربما منذ سنوات، والمشهد يكرر نفسه!
ينام الناس على وقع مشاريع حكومة الاصلاحات وعلى ترنيمات مسؤولين يتحدثون عن الأفراح والمسرات.
ويستيقظون على صرخات عوائل أخذتها السيول التي تشكلت لأن المشاريع الجديدة لحكومات “استثمار الأرض والسماء” قطعت المجاري الطبيعية لسيول الأمطار، ولم تنشئ مجاري جديدة لتصريف المياه!
ينامون على خطب المسؤولين عن حب الأمة واحتضان الشعب والدفئ الغامر.
ويستيقظون على وفاة خمسة افراد من عائلة واحدة لاستخدامهم الفحم للتدفأة بسبب فقر الحال، ولأن الحكومة في الاقليم الغني بالنفط، تعجز عن تأمين النفط الأبيض لمواطنيها بأسعار مدعومة!
ينام الناس على تقارير خطط التوظيف واستقطاب العمالة الاجنبية وتكريم الكفاءات.
ويستيقظون على غرق عشرات الشبان الكرد “الهاربين من الجنة” في البحور الممتد من تركيا الى اليونان وايطاليا بحوادث متتالية!
ينام الناس على أنغام قوات البيشمركة الموحدة، ويستيقظون في وقت متأخر على “صليات” الطلقات النارية، ليكتشفوا صباحا ان الوحدات الخاصة تبادلت رشقات نارية خاصة، لتأتي بعدها بساعات بيانات الادارتين شبه المستقلتين بانها لن تقبل بأي قوة خاصة تابعة لفلان وعلان.

هكذا
سيل الفواجع يأخذ كل سيول الوعود الطنانة!
وزير الموارد الطبيعية الذي كان قبل ثلاثة اشهر، يقول متفاخراً أن كل عائلة ستتسلم برميل نفط كامل وانه سيتفقد شخصيا عمليات التوزيع وسيقف ليتأكد ان كل عائلة في كل بيت تسلمت حصتها كاملةً.. غائب تماما عن المشهد منذ شهرين، يقولون انه خارج البلاد. ولا أحد يعرف أين؟ ولماذا دخل الغيبة؟ فالسؤال التشكيكي جريمة؟

هكذا
الناس ينتظرون وصول النفط الأبيض من “حكومة بغداد الفاشلة” كما ادامة وصول امدادات البنزين، ويتنتظرون لساعات في صفوف طويلة ليحصلوا عليه من محطات تعبئة الشركات الخاصة، في حكومة تصدر نحو 450 الف برميل نفط، وكان وزيرها السابق يتحدث عن انتاج مليوني برميل خلال سنوات، وعن الاستقلال الاقتصادي والطلاق الأبدي عن العراق.. ذاتهم هم يخوضون اليوم صراعات أحزابهم للفوز بغنائم المناصب بحكومة بغداد المقبلة وتناسوا في غمار معاركهم حاجات الناس.

هكذا
ينام الناس على بشارات أن رواتبهم لن تنقطع مجددا، وستتوالى في مواعيدها الدقيقة.
ويستيقظون على حقيقة ان راتب شهر تشرين الثاني تأخر توزيعه لنحو شهر كامل، وان راتب شهر كانون الأول سيظل في لائحة الانتظار للشهر المقبل، وان الأمل سيظل معقودا بمبلغ (200 مليار) الذي ترسله بغداد !

ينام الناس على الوعود الكبرى بالرفاه وخطط استئصال الفساد.
ويستيقظون على حقيقة (تعلنها الأرقام الرسمية) ان الاقليم يستحصل 22 دولارا عن كل برميل يُصدره (سعر البرميل في السوق العالمية يتجاوز الـ 70 دولارا) ويكتشفون أن حكومة الإقليم حققت في النصف الأول من عام 2021 “إيرادات بلغت 4.1 مليار دولار من صادرات النفط لكنها استلمت 1.737 مليار فقط” والباقي انتهى الى جيوب الشركات كأجور وكلف.
ينام الناس على بطولات انهاء الاحتكارات ووقف التهريب عبر المعابر
ويستيقظون على أحجية ان التبادلات التجارية تضاعفت لكن عائدات المعابر الحدودية انخفضت مقارنة ببداية العام بأكثر من 50%.
ينام الناس على موسيقى التشبث بالأرض والتضحية في سبيلها.
ويستيقظون على تصريحات نائب (لم ينفها أحد) أن 622 مسؤولا رفيعا حصلوا على جنسية دومینیكا ودول أخرى عبر برامج المواطنة عن طريق الاستثمار .
بعيدا بعيدا عن المصائب السياسية التي تسطرها الأحزاب يوميا، وتتوالى كسيل جارف. تكيف الناس على الكوارث الاقتصادية والاجتماعية، وتعودوا النوم على وعود الرفاه والاستيقاظ على موجات الأزمات!
والنخب يجرها الصمت وتطوقها قيود الامتيازات والأمنيات.. والناطقون بأسماء الأحزاب يكادون لا يتوقفون عن ترديد مقولاتهم التاريخية: الأمور ستتحسن والاصلاح قادم… أنتم “مغرضون” تبالغون .. انظروا حولكم لتتأكدوا ان احوالكم أفضل بكثير من غيركم! … لماذا لا تذكرون الانجازات!… هل توجد دولة تخلو من الأزمات!

RELATED ARTICLES

1 COMMENT

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular