يقول الدكتور سكندر في ص 50:
إن استيلاء الكُرد على بعض مناطق اللور لم يدم طويلاً. ويضيف: انتهى عندما هاجم الأتراك الغزنويون المنطقة في أوائل قرن الحادي عشر الميلادي. إلا أن الدكتور سكندر يصر ويزعم: إن سلالة أمراء اللور الكبير (بختيارية، كهگيلويه وبويراحمد) المعروفة بالفضلوية التي حكمت المنطقة مدة 277 سنة 550- 8279هـ 1155- 1424م هم من كورد الشام، الذين هاجروا في أواسط القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي) إلى مناطق اللور، فوجود أسماء مثل قرية الكُرد (شهر كُرد) ونهر كُردستان في مناطق اللور الكبير، خير دليل على هذه الحقيقة حيث من المحتمل أنه كان في الماضي وجوداً لبعض العشائر المهاجرة الكُردية في تلك المناطق، التي أصبحت حالياً من اللور… .
ردنا على مهاترة الدكتور سكندر أعلاه:
أولاً، يا دكتور سكندر كفى تدليس ودجل، كفى محاولة الاستحواذ على عقول القراء، ألا تعرف أن هناك بين القراء أكثر ثقافة منك ومني في هذا الموضوع؟. على أية حال. إن قبائل الأمة الكوردية كانت غالبيتها العظمى قبائل زراعية تتبع مساقط الغيث ومنابت الكلأ وهي تتنقل دائماً من وإلى حسب فصول السنة بحثاً عن الماء والمراعي، لكن ضمن حدود وطنها كوردستان؟. لقد ذكرنا في سياق ردنا هذا، أن اللولو الذين يعتبرون أجداد اللور كانوا في بادئ الأمر في سهل سربيل ذهاب وحول مدينتي سليمانية وكركوك ومنطقة شهرزور، إلا أن أحفادهم اليوم بعيدون عن هذه الأرض التي ذكرناها؟. إن قبيلة كلهر الكوردية كانت قديماً قرب أورمية في شرقي كوردستان، وأيضاً في جنوب كوردستان لا تزال أفخاذاً منها منتشرة هناك، لكن اليوم وجودها الواسع والكبير قرب كرماشان وإسلام آباد ومادشت وإيوان وگيلان. وقبيلة ملك شاهي هي الأخرى يقال أنها جاءت في عصور قديمة من شمال كوردستان وسكنوا منطقة إيلام (ئیلام)، وهكذا قبيلة قرلوس (قەڵەولس) التي مضاربها قرب مدينة مندلي في جنوب كوردستان يقال هي الأخرى أصلها من شمال كوردستان. وهكذا قبيلة الجاف كانت في شرق كوردستان إلا أن غالبتها العظمى اليوم في جنوب كوردستان. هل توجد قبيلة كوردية وغير كوردية بقيت في منطقة واحدة على مدى تاريخها؟ بالطبع لا. كذلك قبيلة هموند (هەمەوەند) اسمها تؤكد على إنها قبيلة كوردية لورية لا تزال هي في جنوب كوردستان بهذا الاسم، قبل قرن من الآن تحديداً عام 1908 ثارت هذه القبيلة الكوردية الأصيلة ضد الاحتلال العثماني البغيض لكوردستان، على أثرها قام العثمانيون الأتراك الطورانيون بنفيهم إلى شمال إفريقيا، إلا أنهم حباً وعشقاً لوطنهم الأم كوردستان تحملوا الصعاب والمشاق وعادوا مشياً على الأقدام من شمال إفريقيا إلى كوردستان. هناك نماذج غير كوردية، هذه قبيلة شمر العربية موطنها الأصلي الجزيرة العربية – مملكة العربية السعودية- إلا أنها تتواجد اليوم في سوريا والعراق والأردن وكوردستان الخ. إن إدعاءك يا سكندر بأنهم كورد وأصبحوا فيما بعد لور لا يخدمك. لقد ذكرنا في سياق ردنا هذا عدداً كبيراً من العرب وغيرهم منذ أزمنة قديمة وحديثة قالوا ويقولون أن اللور جزء من الكورد. عجبي، دون أن يفكر الدكتور للحظة واحدة يقول عن مدينة (شهر كورد) قرية الكورد، طيب يا أستاذ إنها كانت قرية، لكن كالعادة كما تتوسع القرى وتصبح مدناً ازداد نفوس أهلها وأصبحت على مر الزمن مدينة، أليست غالبية المدن كانت في الأصل قرى، ثم توسعت حتى صارت مدنا؟. ألم تکن طهران عبارة عن قرية ثم توسعت، وهكذا بغداد والمدن الأخرى؟. ثم، أن أفخاذاً من القبائل حين تتنقل وتستقر وسط قبيلة أخرى لا تنصهر وتصبح جزءً من تلك القبيلة. هناك قرية الجاف داخل بحر من القرى الكلهرية في قضاء (إسلام آباد) التابعة لكرمانشاه لكني شاهدتهم بعد مرور زمن طويل على استقرارهم هناك لازالوا جافا. وهكذا قرى كَلْهُرْ (کەڵهور) في جنوب كوردستان وفي وسط بحر من القبائل السوارنية إلا أنهم لا زالوا كلهر ومحتفظون بلغتهم الكوردية وبلهجتهم الكلهرية. يظهر جلياً، أن الدكتور سكندر لكي يغطي على تدليسه يقول أنهم انصهروا مع اللور، حتى لا يطالبه أحد أن يأتي بواحد منهم يتحدث اللهجة الكرمانجية أو السورانية، لذا يزعم أنهم انصهروا وانتهى الأمر!!. مما لا شك فيه أن الدكتور سكندر سيخرج اللك أيضاً من حظيرة اللور ومعها كل فخذ من أفخاذ القبائل الذي يظهر جلياً من خلال اسمه أو تاريخه أنه كوردي لوري لا غير. لدي ملاحظة عن الكورد الذين قدموا من سوريا إلى لورستان. من الممكن أن هؤلاء الذين قدموا من جبال سماق من النَوَّر ربما هم من اللور كالعادة غير اسمه العرب لكي يلاءم لفظهم الذي يختلف كل الاختلاف من اللفظ الكورد، لاحظ التقارب اللفظي بين اسميهما نور- لور؟؟. لقد ذكر دكتور سكندر وجود اللور في سوريا في ص 51 – 52 في كتابه الذي نحن بصدده نقلاً عن فضل الله العمري المتوفى عام 740هـ – 1339م يؤكد على وجود عشائر لورية في الشام، ومصر، ففي كتابه (مسالك الأبصار في ممالك الأمصار) يذكر أن اللور كانوا يعيشون في عموم منطقة الشام. ويستمر دكتور سكندر قائلاً: ووفقاً للشروح الآنفة الذكر نصل إلى حقيقة مفادها أن العشائر المهاجرة، كانت على العموم من عشائر اللور، الذين أجبرهم الأيوبي – صلاح الدين الأيوبي- بالعودة إلى لورستان (لورستان الكبير). أتلاحظ عزيزي القارئ، بعد كل هذا اللغط الذي قام به الدكتور سكندر اعترف في نهاية المطاف بأن الذين قدموا من سوريا هم من اللور. للعلم، أن أهالي جبل سماق في سوريا هم من الدروز الذين من المرجح من العنصر الكوردي وعقيدتهم الدرزية ما هي إلا امتداداً للعقائد الكوردية في عموم كوردستان. إن زعيم الدروز وليد جنبلاط، وقبله والده كمال جنبلاط قالوا على شاشات التلفزة صراحة بأنهم كورد أقحاح. وقبل الأب والابن بقرون عديدة كما جاء في المنجد العربي في اللغة والإعلام في مادة الجيم: جنبلاط من أسر لبنان الدرزية، تنتسب إلى جان بولاد الكُردي – جان پولاد= ذات الروح الفولاذي-.
01 01 2022