الزيارة التي قام بها الرئيسي الايراني لروسيا يوم الاربعاء الماضي وإستغرقت يومين، لايوجد هناك من أي شك بأنها مسعى حثيث من جانب طهران من أجل الخروج من الدائرة الضيقة التي حوصرت فيها والتي يبدو إنها”أي طهران”، قد إستنفذت کل مابوسعها من أجل کسر تلك الدائرة أو فتح ثمة ثغرة فيها ولکن من دون جدوى، وخصوصا وإن محنة النظام الايراني في الداخل قد تکون المحنة الاکبر للنظام الايراني وخصوصا فيما لو لم تجري الامور في فيينا بالسياق الذي ينتظره ويرتأيه ولاسيما وإن المٶشرات کلها في غير صالحه، ولذلك فإن رئيسي قد حاول بذل مابوسعه من أجل إقناع الروس لزيادة دعمهم وتإييدهم لطهران لکي يعينها ذلك في مواجهة التحديات التي تقف بوجهها وبشکل خاص في محادثات فيينا.
النظام الايراني مع تعويله على نجاح محادثات فيينا وإمکانية الخروج بنتائج تضمن رفع العقوبات عنه، فإنه حتى بإفتراض رفع العقوبات الدولية عنه فإن ذلك ليس کفيل بحل مشکلاته وأزماته، لکن المشکلة الکبيرة التي تقض مضجع النظام هو الوضع الداخلي المتفجر الذي أشبه ببرميل بارود قد ينفجر في أية لحظة والذي يزيد من قلق النظام هو الفتور الروسي من النظام وظهور مٶشرات بأن الروس کما يبدو ليسوا على إستعداد أن يسيروا في مسار يخدم مصالح النظام الايراني من دون الحصول بدورهم على مکاسب”غير عادية” کالتي حصلت عليها الصين في إتفاقها الاستراتيجي الذي يراه معظم المراقبين بأنها لصالح الصين من کل النواحي، ويبدو إن النظام الايراني لو أراد فعلا التخلص من الطوق المفروض عليها بالاستفادة من روسيا فإن الاخيرة لن تفعل ذلك إکراما لسواد رجال الدين الحاکمين في طهران من دون مقابل لن يکون بأقل من ذلك الذي قدموه للصين!
الاحتجاجات الشعبية في العام 2021، وقياسا الى إحتجاجات العام 2020، فإنها قد بلغت الضعفين وکما تظهر الدلائل والمٶشرات فإن العام 2022، سيکون أکثر سخونة من العام الماضي، ولاسيما وإن المعارضة الايرانية الفعالة ضد النظام والمتمثلة بمنظمة مجاهدي خلق، قد حققت أکثر من مکسب وإنتصار سياسي على الصعيد الدولي فيما يتعلق بملف حقوق الانسان وملف الارهاب ضد النظام الى جانب توسع دورها وتأثيرها في داخل إيران وإعتراف القادة والمسٶولين بذلك، ولذلك فإن رئيسي ومن أجل مواجهة کل ذلك وقهر وإذلال التحديات بوجه النظام لابد له من أن يقدم للروس المزيد من المکاسب على حساب إيران والشعب الايراني وهو أمر من شأنه أن يثير الشعب الايراني والمعارضة بوجهه بصورة قد تثبت بأن النظام الذي يبيع الوطن من أجل بقائه وإستمراره!