بات من المسلم به لدى المجتمع العلمي أن التطعيملا يحمي بشكل مطلق من احتمال الإصابة بفيروس كورونا بكل سلالاته، غير أنه لا يزال أفضل وسيلة، ليس فقط للحماية من احتمالات الإصابة، ولكن أيضا أفضل وقاية ممكنة من المضاعفات الشديدة للمرض في حال الإصابة. ووفق معهد روبرت كوخ الألماني فإن لقاحات بايونتيك / فايزر، أسترازنكيا وموديرنا تحمي بنسبة 90 بالمائة من المضاعفات الحادة لسلالة دلتا. كما أن جرعة ثالثة من اللقاح ضرورية لزيادة الحماية من أوميكرون، لأن الحصانة المتولدة من الجرعتين الأولى والثانية غير كافية للوقاية من المتحور الجديد. ويجمع الخبراء أن غير الملقحين بالكامل هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس وبأعراضه الخطيرة، وهو ما أكدته دراسة أمريكية جديدة شملت 1.2 مليون شخص. غير أن الدراسة كشفت مجموعة من العوامل الإضافية التي تزيد من مخاطر الإصابة حتى بالنسبة لفئة الملقحين بجرعتين.
فقد نشر المركز الأمريكي “CDC” للسيطرة على الأمراض والوقاية نتائج دراسة، اعتمد فيها باحثون من ولاية ماريلاند قاعدة بيانات لنحو 1.2 مليون شخص من فئة عمرية فوق سن 18 عامًا، تم تطعيمهم بالكامل ضد الفيروس بين ديسمبر/ كانون الأول 2020 وأكتوبر/ تشرين الأول 2021. ومن بين مجموع الملقحين بشكل كامل أصيب 2.246 شخص. غير أن هذا لا يمثل سوى نسبة 18 إصابة فقط من بين 10 آلاف شخص. وتم نقل ما مجموعه 327 من المرضى إلى المستشفى، 189 منهم عانوا من أعراض شديدة، فيما توفي 36 آخرون. لكن لماذا أصيب البعض بالفيروس رغم التلقيح؟