الخميس, نوفمبر 28, 2024
Homeاخبار عامةكوروناـ عوامل الإصابة بالفيروس من التلقيح إلى فصائل الدم

كوروناـ عوامل الإصابة بالفيروس من التلقيح إلى فصائل الدم

رجل أسترالي في بداية عقده الثمانين، يحمل فصيلة دم نادرة جدّا وهو يتبرع بدمه للمرة الأخيرة كما يقول محاطاً بأفراد عائلته.
بات من المعروف أن فيروس كورونا يمكنه أن يصيب حتى الملقحين مرتين أو أكثر. في هذا الموضوع نستعرض أهم العوامل التي تزيد من هذا الاحتمال، كما سنعرض آخر الدراسات العلمية بشأن أهمية فصائل الدم المتلقية والمانعة للفيروس.

بات من المسلم به لدى المجتمع العلمي أن التطعيملا يحمي بشكل مطلق من احتمال الإصابة بفيروس كورونا بكل سلالاته، غير أنه لا يزال أفضل وسيلة، ليس فقط للحماية من احتمالات الإصابة، ولكن أيضا أفضل وقاية ممكنة من المضاعفات الشديدة للمرض في حال الإصابة. ووفق معهد روبرت كوخ الألماني فإن لقاحات بايونتيك / فايزر، أسترازنكيا وموديرنا تحمي بنسبة 90 بالمائة من المضاعفات الحادة لسلالة دلتا. كما أن جرعة ثالثة من اللقاح ضرورية لزيادة الحماية من أوميكرون، لأن الحصانة المتولدة من الجرعتين الأولى والثانية غير كافية للوقاية من المتحور الجديد. ويجمع الخبراء أن غير الملقحين بالكامل هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس وبأعراضه الخطيرة، وهو ما أكدته دراسة أمريكية جديدة شملت 1.2 مليون شخص. غير أن الدراسة كشفت مجموعة من العوامل الإضافية التي تزيد من مخاطر الإصابة حتى بالنسبة لفئة الملقحين بجرعتين.

فقد نشر المركز الأمريكي “CDC” للسيطرة على الأمراض والوقاية نتائج دراسة، اعتمد فيها باحثون من ولاية ماريلاند قاعدة بيانات لنحو 1.2 مليون شخص من فئة عمرية فوق سن 18 عامًا، تم تطعيمهم بالكامل ضد الفيروس بين ديسمبر/ كانون الأول 2020 وأكتوبر/ تشرين الأول 2021. ومن بين مجموع الملقحين بشكل كامل أصيب 2.246 شخص. غير أن هذا لا يمثل سوى نسبة 18 إصابة فقط من بين 10 آلاف شخص. وتم نقل ما مجموعه 327 من المرضى إلى المستشفى، 189 منهم  عانوا من أعراض شديدة، فيما توفي 36 آخرون. لكن لماذا أصيب البعض بالفيروس رغم التلقيح؟

العوامل الثمانية لزيادة احتمال الإصابة رغم التلقيح

تمكن الباحثون بسرعة من تحديد السن كعامل مهم ومؤثر، إذ رصدوا انتشاراً للأعراض الشديدة بشكل أكثر لدى الفئة التي تزيد أعمارها عن 65 عامًا. وزادت مخاطر الإصابة أيضا لدى الأشخاص الذين يعانون من العوامل الثمانية التالية: ضعف جهاز المناعة بسبب أمراض أو تلقي أدوية معينة، أمراض الرئة والكبد وأمراض الكلى المزمنة وأمراض القلب والأمراض العصبية والسكري وهي فئات معرضة للمضاعفات الشديدة لفيروس كورونا عند الإصابة به.

وتلعب أنواع اللقاحات دوراً مهما في الحماية من مخاطر الإصابة بالفيروس وأعراضه الشديدة، ففي الوقت الذي كان فيه مستوى الحماية مهما في حال استعمال لقاحي بايونتيك / فايزر، فإن الحماية الأفضل يوفرها لقاح موديرنا، ذلك أن التعافي من إصابة سابقة بالموازاة مع التطعيم يوفر وقاية أفضل من الأعراض الشديدة. ويبدو أيضا أن الوزن الزائد يلعب دوراً في زيادة المخاطر. فقد أظهر جميع المشاركين في الدراسة الذين عانوا من مضاعفات شديدة للفيروس، واحدًا على الأقل من هذه العوامل الثمانية المذكورة أعلاه. كما تم رصد الكثير من هذه العوامل لدى المتوفين. ويذكر أن ما يقدر بنصف البالغين في الولايات المتحدة تشملهم إحدى هذه العوامل، مما يزيد بالتالي وبشكل كبير من احتمالات الإصابة بأعراض شديدة لكورونا. والخلاصة هو أنه حتى بعد التطعيم، لا يزال جزء كبير من السكان في خطر، مما يتطلب وضع استراتيجيات إضافية للوقاية، وفق نفس الدراسة.

معهد كوخ يؤكد وضعا مماثلا في ألمانيا

أظهرت دراسة عن الصحة العامة في ألمانياأجراها معهد روبرت كوخ شملت أكثر من 22 ألف شخص فوق سن 18، نتائج مماثلة لما توصلت إليه الدراسة الأمريكية. فقد زادت نسبة الأمراض المزمنة لدى الفئة العمرية فوق 45 عاما ومن بينها أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وأمراض الرئة. كما تم رصد مرض مزمن واحد على الأقل لدى أكثر من نصف الذين تفوق أعمارهم 65 عامًا. لذلك أكد معهد كوخ على أهمية التطعيمات المعززة وغيرها من التدابير الوقائية، خاصة بالنسبة للفئات المعرضة للخطر.

في سياق متصل، يعتزم البرلمان الألماني “بوندستاغ” إجراء مشاورات في بحر هذا الأسبوع للمرة الأولى بشأن فرض إلزام عام بتلقي التطعيم ضد فيروس كورونا. يشار إلى أن الائتلاف الجديد في ألمانيا المكون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر قرر السماح للنواب البرلمانيين باتخاذ قرار بهذا الشأن بشكل حر. وكانت الحكومة الاتحادية السابقة قد رفضت إلزامية التلقيح، كما لم يكن هناك أغلبية مؤيدة لفرضها بين المواطنين مع بدء حملات التطعيم قبل عام تقريبا. وأظهر استطلاع حديث تراجع التأييد لفرض إلزام عام بتلقي لقاح ضد فيروس كورونا في ألمانيا ولكن نسبة المؤيدين لا تزال تتجاوز المعارضين. وجاء في الاستطلاع الذي أجراه معهد “يوغوف” لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن 60 بالمائة من الأشخاص في ألمانيا أيدوا فرض إلزام عام بتلقي التطعيم، فيما عارضه 32 بالمائة، فيما لم يذكر 8 بالمائة أي رأي تجاه الأمر. يذكر أن نسبة المؤيدين كانت 63 بالمائة في مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي، مقابل 30 بالمائة من نسبة المعارضين. تجدر الإشارة إلى أن استطلاع معهد “يوغوف” شمل 2065 شخصا وتم إجراؤه في الفترة بين 18 و20 يناير/ كانون الثاني الجاري.

فئات الدم المتلقية والمانعة لفيروس كورونا

انتبه الخبراء في وقت مبكر من عام 2020 إلى أن ذوي الدم من فصيلة 0 أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا من غيرهم. وقد أظهرت دراسة جديدة الأسباب المحتملة لهذه الفرضية. وهناك أناس أكثر قابلية للإصابة بالأمراض بالمقارنة بغيرهم. ويعمل الباحثون في مختلف أنحاء العالم على إزاحة اللثام عن هذا اللغز وعن كيفية تطور أمراض الأنفلونزا وأمراض المناعة الذاتية وحتى السرطان. وفي بداية عام 2020 تمكن باحثون نمساويون من رصد وجود علاقة بين نوعية فصيلة الدم وقابلية الإصابة بعدوى كورونا. فقد أنهى كل من إيفا ماريا ماتزولد وتوماس فاغنر من المستشفى الجامعي في جامعة غراتس دراستهما الواسعة لفهم فرضية مناعة كامنة لدى ذوي الدم من فصيلة 0 بالمقارنة مع فصائل الدم A أو B أو AB. وقام الباحثان بتقييم بيانات 399 مصاب بفيروس كورونا اضطروا إلى دخول المستشفى بسبب المرض. وقال فاغنر في بيان صحفي “تظهر نتائج دراستنا أن الأشخاص الذين لديهم فصيلة O لديهم احتمالية أقل حسب الإحصائيات للإصابة بكوفيد-19 من الأشخاص مقارنة مع فصائل A أو B أو AB”. من جهة أخرى، تم العثور على فصيلة AB بشكل أكبر لدى الأشخاص المصابين والأشخاص الذين يعانون من هذا المرض”. حسبما نقله موقع “موكور دي.إي” الألماني (21 يناير/ كانون الثاني).

ووفق بيتر ج. إيليس وهو محاضر في علم الوراثة الجزيئية والتكاثر في جامعة كنت البريطانية، في دراسة نشرها حول الموضوع في يونيو/ حزيران 2021، و”استنادًا إلى بيانات من جميع أنحاء العالم ، تظهر أن عدوى كورونا تتصرف بشكل مشابه لنقل الدم (من متبرع لآخر)، وأن المرضى المصابين عرضة بمرتين إلى ثلاث مرات لنقل الفيروس إلى شخص الذي ينقلون له الفيروس. وبالتالي يقول إليس “هذا ما يفسر سبب انخفاض مخاطر الإصابة بالعدوى لدى الأشخاص ذوي فصيلة الدم O. تمامًا كما يرفضون عمليات نقل الدم من الفصائل الأخرى غير 0، هذا يعطيهم القدرة على التخلص من جزيئات الفيروس من مريض ليس لديه فصيلة 0 وبالتالي تجنب العدوى”. غير أن الباحثين النمساويين حذرا من أن فصيلة دم 0 ليست بأي حال من الأحوال “شيكا على بياض ولا يوفر حماية سحرية من فيروس كورونا”، وأكدا أن الأعراض الشديدة لدى هؤلاء لا تقل ضراوة بالمقارنة مع الفصائل الأخرى، وبالتالي عليهم حماية أنفسهم بالتطعيم ووسائل الوقاية الأخرى.

العلاقة بين التغذية ومخاطر الإصابة بكورونا

من جانبها، وضعت دراسة مكسيكية حديثة من معهد “بي.إم.جي” للصحة والوقاية الغذائية (التاسع من يناير/ كانون الثاني 2022) عوامل التغذية تحت المجهر في علاقتها باحتمالات الإصابة بفيروس كورونا وأعراضه الشديدة. الدراسة بحثت العلاقة بين النظام الغذائي وأطعمة معينة ومختلف أعراض كورونا لدى البالغين. وشارك في الدراسة 236 مريضا، أصيب منهم 103. تم تسجيل النظام الغذائي اليومي باستخدام استبيان على مدى ثلاثة أشهر قبل اختبار الاكليل. وتوصلت هذه الدراسة إلى أن شدة المرض مرتبطة بتناول أطعمة معينة، بينما رُصدت أعراض أكثر اعتدالًا بين المشاركين في الدراسة في علاقة بتناولهم لأطعمة معينة بشكل متكرر. وتشمل هذه الأطعمة الحليب ومنتجات الألبان والبقوليات والحبوب ومنتجات الحبوب والدهون والزيوت.

ووفقًا للباحثين، فإن استهلاكا منتظما للبقوليات والحبوب ومنتجات الحبوب له التأثير الإيجابي الأكبر. وأوضحت الباحثة كلوديا ليرما قائلة: “تُظهر الدراسة كيف يمكن لإدارة التغذية أن تدعم التطعيم لإبقاء أعراض كورونا منخفضة قدر الإمكان. بالإضافة إلى ذلك، توفر نتائج الدراسة أساسًا خطة تغذية لفئة المختلطين بمرضى كورونا”. وكما الدراسات الأخرى رصد الباحثون علاقة بين زيادة الوزن والأعراض الشديدة بل والوفاة بسبب كورونا.

الجرعة المعززة تحمي من الأعراض الشديدة

أكد رئيس هيئة الأطباء العامون في ألمانيا أولريخ فايغلت أنه “لا ينبغي بأي شكل من الأشكال استخلاص استنتاجات خاطئة من حقيقة أن العدوى يمكنها أن تحدث بعد التطعيم المعزز”. وفق ما أورده موقع الشبكة الإعلام الألمانية “إير.إن.دي” (الرابع من يناير). فرغم أن التطعيم المعزز لا يضمن حماية مطلقة من الإصابة بالفيروس، إلا أنه يقي بشكل جيد من الأعراض الشديدة وبالتالي الموت بسبب الفيروس. موقف أيده فيه رئيس لجنة الأطباء المنضوية تحت صندوق الضمان الاجتماعي الألماني، أندرياس غاين. الذي أوضح لنفس الموقع أن “المعطيات الأولية تظهر أن الأشخاص الذين تلقوا تطعيمًا كاملًا أو لقاحًا إضافيًا معززًا يواجهون عادةً أعراضا خفيفة للمرض”، مؤكدا أن التطعيم يظل أفضل وقاية ممكنة، وهذا ما ينطبق بشكل خاص على متحور أوميكرون الذي بات الأكثر انتشارًا في ألمانيا. وهناك افتراض شائع خاطئ يعتبر اللقاحات قادرة على الحماية الكلّية من العدوى.

وفي هذا السياق أكد باحثون بريطانيين نفس ما أكدته دراسات سابقة بشأن فعالية التطعيم المعزز أو على الأقل بعد أخذ جرعتين في دراسة شملت ما يقرب من 3 آلاف  شخص بين 30 و70 عاما، وفق ما نشره موقع “ها.إن.أ” الألماني (21 يناير 2022)، نقلا عن مجلة “لانسيت” العلمية. وتم تقسيم المشاركين إلى 13 مجموعة تجريبية، حيث تلقوا إما جرعة كاملة أو نصف جرعة من اللقاحات المعززة المختلفة أو العلاج الوهمي. وفي ملخص للدراسة نشرها موقع “فوكوس” الألماني جاء أنه “بشأن تقييم النتائج رصد الباحثون العوامل المؤثرة في نجاعة اللقاح وزيادة الأجسام المضادة 28 يوما بعد أخذ التطعيم المعزز. العامل الأهم ليس بالضرورة أي تركيبة بين التلقيحات التي تجلب أكبر مناعة، ولكن له علاقة بنسبة الأجسام المضادة المُفرزة في الجسم بعد التطعيم الثاني”.

آثار على الصحة العقلية قد تصل لأشهر بعد الإصابة

حتى أولئك الذين تعافوا من كورونا تماما، والذين لم يعودوا يلاحظون أي أعراض فإن البعض منهم قد يعاني على مستوى الصحة العقلية لمدة قد تصل إلى تسعة أشهر بعد الإصابة. وهذا يشمل كذلك الأشخاص الذين كانت أعراض المرض لديهم معتدلة. ويتعلق الأمر بضعف التركيز وفقدان الذاكرة بعد ستة إلى تسعة أشهر بعد الإصابة، وفق دراسة أجرتها جامعة أوكسفورد البريطانية أورد موقع “شبيغل أونلاين” (19 يناير) ملخصا لها. وباتت صعوبة التركيز، المصحوبة بالنسيان والإرهاق، من الأعراض المعروفة لدى المجتمع الطبي بالنسبة للتداعيات البعيدة الأمد للفيروس كورونا.

الدراسة أظهرت أن وضع المُختبرين كان سلبيا أسوأ بشكل ملحوظ في تذكر التجارب الشخصية. بعد تسعة أشهر من الإصابة، كما تراجعت قدراتهم على البقاء في حالة تأهب وتركيز ذهني مقارنة بالأشخاص غير المصابين. وبهذا الصدد أوضح عالم النفس سيغيا تشاو المشارك في الدراسة أن “المثير للدهشة هو أن حالات التعافي من كورونا أظهرت انخفاض اليقظة وفقدان الذاكرة، على الرغم من أن لم تظهر أية أعراض على الإطلاق في وقت الاختبار (..) وأظهرت النتائج أن الناس المصابين لأشهر مع بعض العواقب الذهنية المزمنة، حتى بعد اختفاء الأعراض الظاهرية”. بعد ذلك عادت نتائج الاختبارات إلى المستويات الطبيعية، وفقًا للدراسة. وبالتالي فإن القدرات المعرفية الأخرى مثل الذاكرة العاملة أو التخطيط لا تتدهور بشكل مستمر.

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular