.
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن تنظيم داعش خطط للعودة لنشاطاته قبل وقت طويل من الهجوم على سجن الحسكة في شمال شرقي سوريا.
وأضافت الصحيفة أن الجماعة المتطرفة تظهر مؤشرات على أنها قادرة على التكيف بعد القضاء على “دولة الخلافة” ومقتل زعيمها السابق أبو بكر البغدادي في 2019.
وكشفت أن التنظيم كان يستعد ببطء للعودة إلى الأراضي السورية والعراقية التي فقدها منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.
وتنقل الصحيفة الأميركية عن شهود عيان القول إن “أعلام الدولة الإسلامية السوداء ظهرت في شمال شرق سوريا في الأشهر الأخيرة”.
وكذلك أشاروا إلى أن رجالا يدعون الانتماء للتنظيم نفذوا عمليات ابتزاز لأصحاب المتاجر وسائقي الشاحنات، كما قتل عناصر التنظيم عشرات الأشخاص في عمليات إطلاق نار وتفجيرات انتحارية لم تلفت الانتباه خارج المنطقة خلال العام الماضي.
واختتم التنظيم عملياته المتفرقة تلك، بتنفيذ هجوم هو الأوسع منذ سنوات واستهدف سجنا يضم المئات من اتباعه في الحسكة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.
تقول الصحيفة إن الهجوم أظهر مرة أخرى أن تنظيم داعش قادر على التكيف والبقاء بعد طرده من سوريا والعراق.
وتضيف أن “التنظيم عاد إلى جذوره عندما بدأ كتمرد، حيث نفذ هجمات كر وفر، وازدهر من خلال عمليات التهريب والابتزاز وتجنيد الاتباع ببطء من خلال الاعتماد على المجتمعات العربية المسلمة السنية المهمشة”.
وتنقل عن مسؤولين أميركيين القول إن “التسلسل الهرمي للقيادة والسيطرة في التنظيم ظل كما هو ولم يتأثر، مما سمح له بشن هجمات في جميع أنحاء سوريا”.
وقال مسؤول أميركي إن “تنظيم الدولة الإسلامية حسّن قدرته على التنسيق بين الخلايا النائمة في جميع أنحاء سوريا والعراق والتواصل مع المعتقلين داخل السجون عن طريق تهريب معدات الاتصال”.
وذكر سكان محليون ومسؤولون غربيون إن التنظيم يوسع نفوذه بهدوء في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.
ففي منطقة الحسكة على سبيل المثال، يقول مسؤول أمني أوروبي إن التنظيم طلب من أصحاب المتاجر والمزارعين دفع الضرائب أو ما يعرف بـ”الزكاة”.
وقال ناشط سوري من دير الزور إن “قادة التنظيم يبتزون سائقي الشاحنات الذين ينقلون النفط من الحقول في جنوب شرق سوريا”.
وأضاف أن “الذين يدفعون المال من سائقي الشاحنات يمنحون كلمة مرور يعطونها لمقاتلي الدولة الإسلامية عند إيقافهم، بينما يتعرض من ليس لديهم الرمز للهجوم”.
وتبين الصحيفة أن التنظيم عزز صفوفه أيضا من خلال “تحرير اتباعه الذين يتواجدون في مخيمات تضم نحو 10 آلاف شخص من جميع أنحاء العالم في سوريا”.
ووضع هؤلاء، ومعظمهم من نساء وأطفال داعش، في مخيمات بعد طرد التنظيم من آخر معاقله في بلدة الباغوز عام 2019.
ويقول مسؤول أمني غربي إن مئات النساء مع أطفالهن تمكنّ من الهرب من مخيم الهول شمال شرقي سوريا، ومخيمات أخرى تحتجز عائلات أفراد التنظيم.