من اعتباره “مرض المثليين” وصولاً إلى تحريم المتعايش معه من الجنس، أليكم 8 حقائق خاطئة عن الإيدز.
يوافق الأول من ديسمبر اليوم العالمي للـAIDS، الذي يعتبر من أكثر الحالات انتشاراً في العالم.
إذ كشفت الإحصائيات الحديثة الصادرة عن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC.
أن هناك حوالي 36.7 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية.
كما أن برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز يكشف أن 5% فقط من المتواجدين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتلقون العلاج اللازم.
وبالرغم من التقدم الملحوظ في مجالي التوعية وكيفية التعامل معه. إلا أن هناك الكثير من الحقائق الخاطئة التي لا تزال تنتشر بكثرة حول الإيدز.
1- مرض الإيدز يعني مرض نقص المناعة المكتسب
صحيح أن فيروس نقص المناعة المكتسبة قد يؤدي إلى الإيدز. إلا أن هذا لا يعني أن جميع الأشخاص المصابين بهذا الفيروس سيصابون بالضرورة بالإيدز. وذلك يعتمد على العلاج المبكر.
وفي هذا الصدد يوضح الدكتور ريشارد جيمانز Richard Jiminez، أستاذ الصحة العامة في جامعة “والدن” (Walden). أنه مع العلاج الحالي، فإنه بالإمكان التحكم بمستويات فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) والحفاظ على جهاز مناعة صحي لفترةٍ طويلةٍ.
2- مرض الإيدز يؤدي إلى الموت
قد يظن البعض أن الشخص الذي يتعايش مع الإيدز هو حتماً محكومٌ عليه بالموت. ولكن اتضح أنه بفضل العلاجات المناسبة، بات بالإمكان تقليل تكاثر الفيروس في الدم وحماية الجهاز المناعي من انتشاره.
وعليه أصبح بإمكان المصابين أن يعيشوا حياةً طبيعيةً، وفق ما أكده الدكتور مايكل هوربيرغ، المدير الوطني لفيروس نقص المناعة/ إيدز في كايزر بيرماننتي.
وبدوره شدد الدكتور آميش أدالجا، كبير الباحثين في مركز John Hopkins للأمن الصحي أنه منذ العام 1996 ومع ظهور العلاج المضاد للفيروسات القهرية، فإن الشخص المصاب بمرض الـHIV بات يتمتع بفرصةٍ جديدةٍ للعيش بشكل طبيعي طالما أنه يواظب على تناول الأدوية الموصوفة.
3- ملامح مرض الإيدز تظهر على المصاب به
هناك اعتقاد شائع بأنه يمكن معرفة ما إذا كان الشخص متعايشاً مع الإيدز من خلال النظر إليه.
إلا أنه في معظم الأحيان تكون أعراض الإيدز غير ملحوظة وشبيهة بأعراض أي عدوى أخرى: الحمى، التعب، الشعور بالانزعاج، هذا بالإضافة إلى أن الأعراض الخفيفة الأولية تستمر في العادة لبضعة أسابيعٍ فقط.مع العلم أنه في بعض الحالات قد تستغرق أعراض الإيدز نحو 10 سنوات لكي تظهر، بحسب ما أكده المدير التنفيذي لجمعية الإيدز الدولية أوين رايان، قائلاً: “يستغرق ظهور أعراض العدوى على شخصٍ يحمل في جسمه فيروس نقص المناعة بين 8 و10 سنوات في المتوسط، لذا، من المستحيل تشخيص المرض في مراحله الأولى”.
4- مرض الإيدز يصيب المثليين فقط
في أوائل الثمانينات لوحظ أن فيروس نقص المناعة البشرية يؤثر بشكلٍ رئيسي على الرجال الذين يمارسون الجنس مع بعضهم البعض. مما ولد واحدة من المفاهيم الخاطئة الأكثر إثارةً للجدل في المجتمع العالمي فيما يتعلق بالإيدز على اعتبار أن ممارسة الجنس بين المثليين تعرض الأشخاص للإصابة به غير أن الحقيقة بعيدة كل البعد عن ذلك.
فالإيدز لا يصيب “المثليين” فقط. إذ أنه بمعزل عن الميول الجنسية، قد ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي في حال لم تكن هناك تدابير وقائية. وبالتالي يمكن القول أن السلوكيات والممارسات الخاطئة وحدها كفيلة بتعريض المرء لخطر الإصابة بالإيدز بغض النظر عن هويته الجنسية وميوله.
5- القبلة تنقل مرض الإيدز
هل ينتقل الإيدز عبر القبلات والجنس الفموي نتيجة لعاب الشخص المصاب بالمرض؟
هذا السؤال هو من أكثر الأسئلة شيوعاً إلا أن العلم واضح بهذا الشأن: لا ينتقل الإيدز بهذه الطريقة. لأن العدوى لا تنتقل من خلال اللعاب. مع العلم أنه في حال كان الطرف المصاب بالمرض يعاني من تقرحاتٍ في المنطقة التناسلية أو من نزيفٍ في اللثة وجروحٍ في الفم. فإن ممارسة الجنس الفموي معه يرفع من خطر انتقال العدوى. ولكن بالإجمال يمكن القول أن العدوى نادراً ما تنتقل عن طريق التقبيل.
6- عدوى الإيدز تنتقل بالتنفس
لا يمكن انتقال عدوى الإيدز لا بالهواء ولا باللمس ولا باستخدام الحمامات العامة أو المسابح أو مشاركة الطعام والشراب مع المتعايشين معه. فبحسب موقع Webmd فإن الفيروس ينتقل فقط عبر التعرض المباشر لسوائل الجسم كالدم والسائل المنوي والإفرازات المهبلية وحليب الأم أو من خلال مشاركة الحقن.
7- مرضى الإيدز لا يقيمون علاقات جنسية
هناك اعتقاد خاطىء بأن المتعايشين مع الإيدز ليس بمقدورهم ممارسة الجنس مع أشخاص غير متعايشين معه وذلك لتفادي انتقال العدوى، إلا أنه اتضح أنه بالإمكان ممارسة الجنس مع أي شخصٍ كان بشرط أخذ التدابير الوقائية، كاستخدام الواقي الذكري.
تجدر الإشارة إلى أنه بموجب الخدمات الصحية الصادر في “نيو ساوث ويلز” فإن الشخص المتعايش مع فيروس نقص المناعة يعتبر مذنباً في حال لم يبلغ الطرف الآخر عن إصابته بالمرض قبل ممارسة الجنس معه.
8- مرض ينتقل الإيدز من الأم لجنينها
قد يعتقد البعض أن المرأة الحامل المصابة بالإيدز لا تستطيع أن تنجب أطفالاً يتمتعون بصحةٍ جيدةٍ.
غير أن هذه المعلومة غير مثبتة إذ أنه يمكن تقليل فرصة نقل العدوى من بدايات التحضير للحمل.
عن طريق اللجوء إلى العقاقير المضادة للفيروسات القهرية في أقرب وقتٍ ممكن.
من هنا أظهرت الأبحاث العلمية أن العلاج من فيروس نقص المناعة قد أحرز تقدماً ملحوظاً وفي حال واظبت المرأة الحامل على تناول الأدوية المناسبة طوال فترة الحمل.
بما في ذلك المخاض والولادة والفترة التي تليها، فإن نسبة احتمال إصابة الجنين بالعدوى تكون متدنية ولا تتجاوز الـ1%.
وعليه في حال دحضنا هذه المفاهيم الخاطئة التي تدور حول الإيدز والناجمة في الكثير من الأحيان عن الجهل وغياب الثقافة. فإننا لا نكون قد بددنا الخرافات فقط إنما تكاتفنا لدعم المساواة ورفض التمييز بكل أشكاله.