الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Homeمقالاتگلب چلب ولا گلب خنزير !: عبدالرضا المادح

گلب چلب ولا گلب خنزير !: عبدالرضا المادح

قصة قصيرة

* سوالف نسوان الطرف، نقلا عن لسان الحجية أم حمدية :

إلتمن كعادتهن عند العصاري في حوش دار أم حمدية، ليشربن الچاي مع الكعك وسماع أخبار الطرف ،
بعد السلام والترحيب ، وشلونچن شخبارچن ….
— أم حمدية : حبيباتي حضرن نفسچن باچر نروح نتحمد السلامه لأم عبد الله .
— أم خليل الكردي : خير شبيها عسى ما شر ؟!
— أم حمدية : لا .. لا .. هي بعيد الشر مابيها شي أقوى من الحصان ! لاچن رجلها سووله عمليـّـه ونجحت !
— أم حسين : يا صدگ ، يگولون هو كلش مريض ، عنده مصران أعور !؟
— أم حمدية : ولچ يا مصران أعور ، صدك لو گالوا ( أعور يگل الأعور أمشي نشتري ورور …”، سالفته جبيره ما تنحچي !؟
— كريمة : شنو بدلوله الصونده ههههههه
أخترقت ضحكاتهن فناء الدار لتهطل على بيوت الجيران .
— أم حمدية : ولچ استحي وسكتي ، المره عدها مصيبه چبيره وأنتي تصنفين !
— أم حسين : حيرتينا ، لا مصران أعور ولا شسمه …، لعد شطلع عنده ؟!
— أم حمدية : سووله عمليـّـه گلب …؟!!
— أم خليل الكردي : يا ساتر …!!
— أم سامي : مشافى ويگوم بالسلامه ..!
— كريمة : أي والنتيجه ، نجحت العمليـّـه لو لا ؟!
— أم حمدية : نجحت .. نجحت .. بس لو ما ناجحه أحسن …؟!
— أم حسين : يا .. خيـّـه ، ليش تتمنيله الشر ؟!
— أم حمدية : شگلـّلكم ، طرگاعه چبيره طاحت على راس أم عبد الله ؟!
— أم خليل الكردي : خيـّـه أم حمدية خوفتينه شنو هاي الطرگاعه الچبيره ، أحچيلنه ؟!
— أم حمدية : شالوا گلبه وخلوله گلب خنزير …؟!!
نزل الخبر كحجارة جبل على رؤوسهن ، وصرخن جميعهن وأختلطت أصواتهن المنددة والرافضة : أم حسين : ألله أكبر … هذا كفر ، شلون يسوي هيچي ؟!/ كريمة : هي شلون قبلت …؟!/ أم خليل الكردي : صار نجس شلون تقبل أم عبد الله تاكل وياه …؟!/ أم سامي : والله حيره .. الوادم تسودنت …!!
— أم حسين : وألله لو حاطيله گلب چلب ولا گلب خنزير …!
— أم خليل الكردي : صدگ الچلب نجس بس، ما محرم مثل الخنزير …!!
— أم سامي : بيا مستشفى سووله العمليـّـه …!؟
— أم حمدية : بأمريكا …!!
— أم سامي : شوداه لأمريكا …؟!
— أم حسين : هاي ينرادلها كوم فلوس ، منين جابها وهو چان يبيع باچه بالسوگ …؟!
— أم خليل الكردي : أبو خليل يشتغل عامل بمطعم بالحيدرخانه ، وأبو عبد الله اشتغل فتره بالمطعم مساعد طباخ .
— كريمة : بلكي البخت سواها وربح باليانصيب هههه …!!
— أم خليل : يمكن واحد من اولاده مهاجر لأمريكا ودزله فلوس …؟!
— أم سامي : صدگ اللي هاجروا كلش هواي …!
— أم حمدية : لا هاي ولا ذيچ السالفه طويله …!!
— أم سامي : من وره حزوراتچ راح يسوولنه عمليـّـه گلب …!!
رددن بين الضحك والرفض : الله لا يگولها … ألله لا يگولها …!!
— أم حمدية : يگولون قبل سقوط الملعون صدام ، راحوا الأحزاب والساده لأمريكا ، وأبو عبد الله راح وياهم يطبخ إلهم ، تعرفون الجماعه يستحرمون ياكلون أكل الأمريكان لأن بيه لحم خنزير …!!، ويگولون أبو عبد الله شافوه بسوگ الست زينب سلام ألله عليها ، اشترى اباريچ نايلون وترس چنطه جبيره …!
— آم حسین : لیش بأمریکا ماکو أباریج ؟!
— کریمة : لو أکو چا ماخذوا ویاهم !
— أم سامي : أكيد هناك غاليه بالدولار !
— أم حمدية : خلوني أكمل السالفه ، گطعتوها عليه بالأباريج !
— أم خليل الكردي : إي خيـّه كملي، السالفه چنهه فلم هندي !
— أم حمدية : الأمريكان عزموا الجماعه على غده ، فرشولهم ميز طويل عليه أشكال وأرناگ ، مشويات وسلاطات وفواكه وأشكال من إبطالة الشربت الأحمر والأصفر والبلنكو …!
— كريمة : إيـــي … بلنكو أمريكي أصلي .. هههه !
— أم حمدية : سولفتلي كلشي أم عبد الله ، تگول قسم منهم إحتاروا ياكلون لو لا !! گاموا يبسبسون بيناتهم وسئلوا چبيرهم ، ” شنوا رأيك ناكل لو لا ؟” گال إلهم ” لا تفشلونه ، إكلوا وإشربوا بالعافيه ، وهاي سالفة الحلال والحرام حطوها على صفحه ، إحنه جايين من اجل قضيه أهم …”!
تگول أم عبدالله ، أبو عبد الله بوكتها سولف إلها وگام يضحك ، يگول ردنه ناكل بإدينا ، لأن ما متعودين ناكل بالسجين والچطل ، واحد من ربعنه العايشين بامريكا گال إلهم مايصير بالإيدين ، بس صارت بينه سوالف تضحـّك …
— كريمة : أكيد واحد دَخـّل الچطل بخشمه الچبير ههههه !
فاصل من الضحك والتعليقات ، وصبن الچاي بالأستكانات بعد أن تهدر القوري على نار الچوله ..
— أم حسين : چاي طيب معدّل ومهيـّل ، والكعك يخبـّل …
— أم حمدية : بالعافيه ، الكعك اليوم اشتريته من فرن حجي جبـّار .
— أم سامي : إيـي وبعدين شنو صار ويه الجماعه ؟
— أم حمدية : گال أبو عبد الله لمرته ، أكو واحد من ربعنه گام يغني محمداوي والثاني فرفش وگام يهز چتاف ويرگص هچع ، الأمريكان ما يفتهمون الأغاني ، بس ماخذهم الواهس وگاموا يصفگون وفرحانين ، وربعنه علموهم شلون يطگون إصبع ، الفضيحه گامت وحده شگره ترگص ويـّـه صاحبنا …!!
— أم خليل الكردي : تاركين نسوانهم ورايحين يرگصون ويه الحوريات … !!
استمرت أم حمدية : گال أبو عبد الله ، يوم ثاني بعد ما راح وجع الراس ، آنه گلت لرئيسنه ، لازم نعزم الامريكان وآنه اللي أطبخ ، اسويلهم باچه ويابسه بالتمن ياكلون أصابعهم وراها ! وافق الحجی وگال ” على برکة الله ” مد إيده بجنطه حاطها بين رجليه ، وطلـّـع منها خمطه من الأخضر تلمع ، وگالي روح اشتري اللي تحتاجه .
يگول أبو عبد الله ، فرشنه السفره وطاحوا الأمریکان وربعنه ، وره نص ساعه ما ضل شيء بالسفره نسفوها نسف ، وربعنه گاموا يمطـّكون بأصابعهم ، الأمريكان ثبروني ثبر ” گود … گود … ثانكيو …” وآنه مثل الأطرش بالزفه ما عرفت شنو أجاوب ، آنه بالأبتدائيه ما دبرتها بالأنكليزي هدّور ويه الأمريكان ادبرها ، يرطنون رَطن !!
اكو فَد واحد تقرب عليّه وگال ” گود شيف ..” هم ما أفتهمت ! مد إيده وگال ” بري مري ..” هم ما أفتهمت بس جاوبته ، بالعافيه والهنا ، سألت صاحبنه اللي عايش بأمريكا ، هذا شنو گال هني ومري ؟! ، ضحك ههههه ، لا حجي ، هذا گال اسمه – بريمر .
تلفتن الحجيات على بعضهن بأندهاش ، ورددن أخاف هذا اللي إجه لبغداد ؟!
— أم سامي : أكيد هو اللي حكم العراق !!
— أم حمدية : خلوني أكمل تجيكم السالفه ، بس خلي الأول أشربلي كلاص ماي نشف ريجي !
— كريمة : ليش ما انصبلچ شربت أمريكي ماركة أبو عبد الله ههههه ؟!
— أم حمدية : عابتلچ ما تبطلين سوالفچ ، تريدين تدخليني للنار ، أعوذو بالله ؟!
— أم حسين : چا ربعنه ، راحوا على مود العزايم ؟!
— أم حمدية : لا .. عـــيني .. لا ..! ، أبو عبد الله گال ، الأمريكان سووا اجتماعات ويه ربعنه طولت ساعات ، آنه ما خلوني أدخل وياهم ، بس الجماعة كلهم طلعوا فرحانين وخاصة الأمريكان ، و أخذوا صور هوايه ، بعدين حچولي الربع ، الأمريكان راح يدزون جيش يساعدونه نسقط صدام …
— أم خليل الكردي : الأمريكان وفوا بالوعد وخلصونه من صدام وربعه .
— أم سامي : عشنه أيام رعب ونهجمت بيوت الناس ؟!
— أم حسين : وشگد شباب راحوا خطيه …!
أجهشت كريمة بالبكاء ونزلت دموعها الساخنة على خديها … !
— علقت أم حمدية : أنتم تدرون خطيه كريمة خطيبها إنكتل بالحرب ، الله يرحمه … !
رددن عبارة ألله يرحمه ، وكلمات المواساة والتهدئة لكريمة التي كففت دموعها ولزمت الصمت !
— أم سامي : الله يقوي گلبچ ، لا تهتمين أنتي شابه حلوه والله يعوضچ بشاب يستر عليچ …!
صَبـّـن چاي مرة اخرى لكريمة وللجميع لتهدأ النفوس .
— أم حسين : إحنه شنو حصلنه الناس الفقره بس قرايات ولطم ، خلصنه من صديّم و أجوا أنكس من عنده …!
— أم خليل الكردي : صدگ تحچين بوگ ونهب وكتل ، وهذا سني وذاك شيعي وكردي وعربي ، چنه أخوه وعشنا طول عمرنه سوه … شجرالها الوادم …؟!!
— أم سامي : إن شاء الله ترجع أيامنه الحلوه وترجع محبتنه وتدوم لمتنه ، و بناتنه و ولدنه اللي هاجروا يرجعون …!
— أم حمدية : ليش الأمريكان والجيران يخلوها تصفى …؟!
— أم حسين : ألله ينتقم مِن كلمن يآذي المسلمين … آمين ..!
— رددت كريمة بصوت خافت : آمين … آمين … يا رب العالمين ..!
— أم خليل الكردي : أي أم حمدية وشصار من سالفة أبو عبد الله ؟
— ام حمدية : أبو عبد الله صار أحوال فتحله ( مطعم باجة الخضراء ) بالمنطقه الخضراء يطبخ للمسؤولين والوفود ، مرّه سووا عزيمه چبيره للأمريكان ، أبو عبدالله طار من الفرح من شاف بريمر الحاکم الآمریکی ، راح وسلم عليه ، بريمر عرف أبو عبد الله ” ويل كم … ويل كم …” بس هاي أفتهمتها وتشبه چلمة ( ولكم ) بالعراقي !!
— أم حسين : كل هذا الحچي الطويل شنو علاقته بگلب الخنزير ؟!
— إسترسلت أم حمدية : راحت الايام أجت الأيام والمسكين صارت عنده جلطه بالگلب ، سمع بريمر گال دزوه لأمريكا عدنه خوش مستشفيات ، وهناك سووله عمليـّه أكيد تنجح ، بس يگول أبو عبد ألله قبل العمليـّه ما خبروه راح يحطوله گلب خنزير ؟؟!! ومن صار زين كلش فرح ، وگال شكو بيها ليش گلب الخنزير مو خلقة ألله ؟!
— كريمة : يعني بريمر دزه مو لخاطر ألله .. حتى يجربون بيه گلب الخنزير … !
— أم خليل الكردي : صدگ قشامر …!؟
— كريمة : أخاف واحد يحبني ويطلع گلبه گلب خنزير ، ما ادري هذا الحب شلون شكله .. حلال .. حرام ..!؟
— أم حمدية : من رجع من امريكا وصار كلش زين ، أم عبد ألله هواي فرحت چنها بليله عرسها ، وطشت ويهليه وذبحت خروف لسلامته ، وإحنه لازم باچر نروح نبارك إلها …!
— أم حسين : خيـّه أشو آنه گلبي ما مرتاح من السالفه ، ما أروح وياكم …!
بعد أسابيع وفي جلستهن المعتادة قالت أم حمدية : خيـّاتي إقرن الفاتحه على روح أبو عبد ألله …!
رددن بأندهاش ، لا إلاه إلا ألله …. ألله أكبر … الله أكبر … ربي رحمتك … الفاتحة …!
— أم سامي : ليش شنو إللي صار ، لازم تخربطت صحته …؟!
— أم حمدية : طش الخبر والناس گامت تدردم وتشتم بيه ويگولون هذا نجس …!! راح يوم الجمعه يريد يصلي بالجامع طردوه ، دز جماعه للسيد بلكي يلگيله حل ، بلكي فتوه تحل مصيبته ، السيد گال شبيدي عليه ، خو ما أغير آيه صريحه بالقرآن اللي تگول ” وحَرمنا عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير”، آنه ما عليّه وما ترهمله أي فتوه ، الله يحل مشكلته يوم القيامه !!
— كريمه : شنو هذا الظلم يعني قابل لازم يرجعوله گلبه العتيگ …!
— أم حمدية : مشكلته أنلاصت وكبرت السالفه ، گامت أم عبد ألله ما تطبخله وما تاكل وياه ، وتعاركوا وطلبت من السيد يطلگها من عنده …! ولازم يدفع إلها الغايب لأن هو سبب الطلاگ ، وطلبت فوگ الغايب تعويض ، لأن الناس گامو يعيروها ويگولون مرة الخنزير …!
— أم خليل الكردي : لا حضت برجيلها ولا خذت سيد علي …!
— أم حمدية : المسكين من قهره بعد أيام صارت جلطه بگلب الخنزير ومات …!
— كريمة : حتى گلب الخنزير ما يعيش بوضع العراق !!
— أم سامي : الله يرحمه …!
— كريمه : ما يندره يطب للجنه لو لا …؟!
— أم حسين : ألله لا يرحم الأمريكان وربعهم إللي ورطوه …!!

29-01-2022

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular