الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Homeاخبار عامةقدم إلى العراق لقتل شقيقته.. جريمة تعقبها جريمة أخرى

قدم إلى العراق لقتل شقيقته.. جريمة تعقبها جريمة أخرى

الضحية كانت بعمر 23 عاما فقط
الضحية كانت بعمر 23 عاما فقط | Source: instagram/soon.makeup

.

أكد الناطق الإعلامي باسم قيادة شرطة محافظة دهوك العراقية، المقدم هيمن سليمان، لموقع “ارفع صوتك”، مقتل متحول جنسيا برصاص شقيقه، حيث تم العثور على جثته قرب قرية بابوخكي التابعة لناحية مانكيش في المحافظة.

وأوضح سليمان أن “القاتل الذي يقيم خارج إقليم كردستان، توجه قبل أيام عدّة من خارج العراق إلى محافظة دهوك وخرج مع (الضحية) وقتله”.

وتفيد معلومات تم تداولها في الشبكات الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي، أن “الشاب الضحية كان متحولاً جنسياً”، لكن الناطق الإعلامي باسم قيادة شرطة دهوك أكد أن “هذا الأمر لا يزال غير واضح وبحاجة إلى تحقيق”.

وأضاف سليمان أن الضحية (23 عاماً) كان يظهر على منصات (السوشيل ميديا) وهو يضع الماكياج على وجهه ويرتدي شعراً مستعاراً، لأنه كان مشهوراً بالعمل في مجال التجميل في مدينة دهوك.

وكان القاتل قد اتصل بشقيق آخر له واعترف له بالجريمة وأخبره عن مكان ارتكابها، وبدوره أخبر الشقيق الثاني الشرطة عما حصل، وتم نقل الجثة إلى دائرة الطب العدلي، وفق سلمان، الذي أكد أنه “تم فتح ملف للتحقيق بشأن الحادثة وفقاً للمادة 406 المتعلقة بجريمة القتل”.

ويشير مدير ناحية مانكيش، بريندار دوسكي، إلى أن الجثة “هي لشاب متحوّل جنسياً، وأنها كانت تروج خلال الفترة الأخيرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي لتحوّلها من ذكر لأنثى، لذلك قام شقيقها بقتلها”.

وأشار دوسكي إلى أن عائلة الشابة أبلغت قوات الشرطة، عن إقدامها على جريمة القتل، وزودتها بمكان وجود الجثة في قرية بابوخكي.

كراهية عارمة

ونددت القنصلية الألمانية في أربيل، عاصمة إقليم كردستان، الثلاثاء، بالجريمة، إذ نشرت صورة الضحية في تغريدة على “تويتر”، وعلقت عليها قائلة: “يجب أن تكون كرامة الإنسان مصانة، ولا ينبغي المساس بها”.

 

 

ومنذ الإعلان عن الجريمة، والكثير من رواد منصات التواصل الاجتماعي في العراق تناولوه بكراهية وسخرية و”تنمر”، الأمر الذي سلط الضوء على قضية المتحولين جنسياً، وقضايا جرائم قتلهم في البلاد.

وانقسمت الآراء بين غضب من جرائم قتل المتحولين جنسياً في المجتمع العراقي، وطالبوا بالقبض على الجناة وبمحاسبتهم.

في المقابل، أثارت الجريمة سيلا من التعليقات على منصات التواصل الاجتماعي تحمل كراهية عارمة لمجتمع الميم، إذ أثنوا على الجاني ووصفوا جريمة القتل بأنها “الحل الصائب”.

تزيين العرائس

الحكاية بدأت، كما تقول “دلال”، وهي صاحبة صالون نسائي للتجميل وحلاقة الشعر، بتعرض الضحية في الأشهر الأخيرة لتهديدات شقيقها بالقتل.

وقبل خمسة أشهر، كانت قناة فضائية في دهوك حاولت استضافة المجني عليها، لكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة واعتذرت بذريعة تهديد شقيقها، الذي يعيش في أوروبا، بالقتل.

وكانت الضحية تعمل (ميك أب آرتيست)، أو فنانة بتطبيق مساحيق التجميل، وكانت تعمل خبيرة في تجميل العرائس في الصالونات التي تقوم أصحابها بالاتصال بها، وكانت ترتدي ملابس نسائية وتضع الماكياج وطلاء الأظافر كوسيلة أيضا للترويج عن صنعتها ومهاراتها في التزيين.

ولا تتذكر دلال، التي عرفت الضحية لأكثر من عامين، أن شعرت في يوم ما بأنها ذكر متحول جنسياً، فطيلة الفترة كانت تراها كما غيرها بأنها أنثى، “أسلوب المشي والحركات والصوت والجسد وكل شيء كان يصرخ بأنه أنثى، لم نشك لحظة واحدة بغير ذلك”، توضح لـ “ارفع صوتك”.

وتضيف أنها “اكتشفت أنه كان من المتحولين جنسياً بعد حادثة قتله القاسية”، حيث تم تعذيبها والتمثيل بجثتها قبل تلقيها رصاصة برأسها.

“غسل العار”

ووفقاً لتقرير منظمة “عراق كوير”، فإن مناطق وسط العراق من أكثر الأماكن خطراً على مجتمع الميم والمتحولين جنسياً حيث بلغت نسبة خطورتها 54 في المئة، يليها إقليم كردستان بـ 29 في المئة، بينما مدن جنوب العراق فمثلت 17 في المئة فقط.

وتعتقد الناشطة الحقوقية، نادية عبد، أن أغلب الاعتداءات التي يتعرض لها المتحولون جنسياً لا يتم الإبلاغ عنها، لأنها تدخل ضمن مسألة الحفاظ على شرف العشيرة من العار.

ويحظر على المتحولين جنسياً التعبير عن هويتهم الجنسية أو الحديث معهم وعن معاناتهم في المجتمع العراقي، كما تقول عبد لـ “ارفع صوتك”.

وتضيف أن “ضحايا (مجتمع الميم) يرفضهم المجتمع العراقي ولا يتعامل معهم، لأن الأمر يتعلق بطبيعته المحافظة ونظرته تجاه الرجولة، فعندما يكون الشخص ناقص الرجولة يعني أنه من المنبوذين في الشريعة، ويجلب العار لعشيرته.

ومجتمع الميم، هو مصطلح يشير إلى مثليي الجنس ومزدوجي التوجه الجنسي وللمتحولين جنسيا.

كما ويتعرض المتحول جنسياً في البلاد إلى السخرية والتنمر والتهديد والتشويه والتخويف والتعنيف والحبس والقتل، والكثير منهم لم يتمكنوا من الاستمرار في الدراسة أو العمل بسبب تفاقم التمييز ضدهم، وفق تعبير الناشطة.

وبحسب تقديرات منظمات دولية قتل نحو 220 عابراً جنسياً خلال عام 2017، ويتعرض العشرات منهم للاعتقال بحجج واتهامات مختلفة، ويتم توقيف العديد منهم في نقاط التفتيش حين يُضبطون بملابس لا تتوافق مع ما تظهره هوياتهم الشخصية، فيقضون فترات طويلة في الحجز تصل أحياناً لأشهر قبل تبرئتهم في المحاكم.

وتشير الناشطة إلى أن توفير حماية للمتحولين جنسياً غير واردة نهائياً، طالما أن تركيبة المجتمع العراقي قبلية تربط وصمة العار بشرف العشيرة، فإن تحول الرجل إلى امرأة يجلب لها العار.

عوائق أمام تحقيق العدالة

ورغم أن قانون العقوبات العراقي يعاقب على عقوبة القتل المتعمد بالسجن عشر سنوات وقد تصل إلى الإعدام أحياناً، إلاّ أن هذا الحكم يعود إلى أمور كثيرة، بحسب المحامية نوال حسن.

وتقول حسن لموقع “ارفع صوتك” إن “من أهم هذه الأمور هي قناعة القاضي، فإذا اقتنع القاضي بأن فعل القتل نتيجةٌ لغسل للعار، فإن الحكم قد يكون مخففاً على الجاني”.

وتضيف أن “الأكثر خطورة في هذا النوع من القضايا يتمثل بتهم الفساد داخل المنظومة القضائية نفسها، عبر تقديم رشاوى وإدخال شخصيات متنفذة للتأثير على سير القضية”.

أما الأهم من كل ذلك يتمثل في السلطة العشائرية، التي هي عادة أقوى بكثير من سلطة القانون، على حد قولها.

وكانت منظمة “ألوان” المعنية بحقوق مجتمع الميم في العراق، وثقت بين مطلع 2019 إلى نيسان 2021، ومن خلال مقابلات أجرتها، 368 انتهاكا بحقهم، حيث يتعرض شخص واحد كل يومين تقريباً لنوع من أنواع الانتهاكات التي شملت الاغتصاب والتعذيب والتهديد والسرقة.

لكن مفوضية حقوق الإنسان في العراق لم تُسجل أي انتهاك لهذه الفئة، بحسب عضو المفوضية، علي البياتي، الذي أكد أنه “ربما نتيجةٌ لتحفظ أفراد هذا المجتمع على كشف هوياتهم”. مشيراً إلى أن جميع العراقيين فاقدون لحقوقهم مهما كان نوعهم الاجتماعي”.

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular