الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Homeمقالاتليس دفاعاً عن السيد مقتدى الصدر بل توضيحاً للحقيقة؟ : محمد مندلاوي

ليس دفاعاً عن السيد مقتدى الصدر بل توضيحاً للحقيقة؟ : محمد مندلاوي

السيد نجاح محمد علي يُعرف في وسائل الإعلام ككاتب ومحلل سياسي وخبير بالشؤون الإيرانية. كالعادة استضافه محمد جبار في برنامجه بوضوح الذي يبث على شاشة قناة “زاگروس” الكوردية الناطقة بالعربية وذلك بتاريخ 24 01 2022 مع اثنين آخرين هما الخبير القانوني طارق حرب، ونزار حيدر مدير المركز الإعلام العراقي في واشنطن. وكانت الحلقة في البرنامج المذكور بعنوان: الصدر والمالكي … موجة الإطار تلاطم سواحل التيار. كالعادة شاهدت الحلقة واستوقفني فيها شطحة من شطحات السيد نجاح التي لم تنهضم عندي. لكن قبل الولوج في صلب الموضوع أقول بصراحة، سراً وإعلاناً أنا كقومي كوردي ليس لي أية علاقة بما يجري في العراق إلا بالقدر الذي يتعلق بالكورد وكوردستان، وأقول بصوت عالي: نارهم تأكل حطبهم. ألا أن موضوعنا لهذا اليوم هو كما قلت في عنوان المقال لإظهار الحقيقة، لأني كإنسان كوردي، وبما أن جانباً من ثقافتي متأثر بالثقافة السويدية التي كالكوردية لا تعرف الكذب والتدليس والنميمة لم أستطع أن أمرر هذه الهفوة التي من خلالها ألصق السيد نجاح صفة السرقة الأدبية بالسيد مقتدى الصدر – أرجو أن لا يفهم وكأني من أتباع الصدر أو أناصره، لا عزيزي القارئ، الصدر كالمالكي والعبادي والجعفري والعامري والخزعلي إلخ جميعه سيان عندي، لأنهم خريجي مدرسة واحدة؟- قال السيد نجاح محمد علي: إن شعار الذي يرفعه السيد مقتدى الصدر – لا شرقية لا غربية أغلبية وطنية- شعار إيراني، واستمر نجاح: هذا شعار مسروق، – وهذا يعني أن السيد مقتدى سرقه من الإيرانيين- بما أن المحاور محمد جبار شاباً يافعاً قليل التجربة، وغير مطلع على تاريخ العراق السياسي لا القديم ولا حديث، فلذا لم يعقب ولم يصحح لنجاح محمد علي زلته. وهكذا الأستاذ طارق حرب، الذي أشبهه بالراحل جلال الحنفي لأنه – طارق- ملم بجانب كبير جداً من تاريخ العراق، وتحديداً تاريخ بغداد، لكنه لم يصحح الخطأ الذي وقع فيه أستاذ نجاح محمد علي الذي اتهم من خلاله السيد مقتدى بالسرقة. المشكلة في السيد نجاح وغيره من العراقيين يأخذون المعلومة كمسلمة ولا يراجعوا عن المعلومة لكي يعرفوا صحتها من خطأها ومن أين أتت وما مصدرها؟.
دعنا عزيزي القارئ، أن نلقي نظرة على بواطن الكتب لنرى هل أن الشعار لا شرقية لا غربية أن السيد مقتدى سرقه من الإيرانيين أم كالعادة أن الإيرانيين اقتبسوه من العراقيين؟. أدعو السيد نجاح ومن يريد أن يعرف الحقيقة أن يقتني كتاب (أوريل دان- Uriel Dann) المعنون: العراق في عهد قاسم تاريخ سياسي 1958 – 1963 نقله إلى العربية وعلق حواشيه جرجيس فتح الله المحامي، طبع دار نبز للطباعة والنشر السويد – 1989 توجد بين صفحتي 246- 247 صورتان للزعيم عبد الكريم قاسم، الأولى عن الوحدة المزيفة للشعب العراقي؟ والصورة الثانية، للزعيم عبد الكريم قاسم يمشي في تقاطع طريق بخطى ثابتة ويحمل في يده اليمنى شعلة الثورة ومكتوب عليها السياسة العراقية، وعلى يساره مكتوب الشرق، وعلى يمينه مكتوب الغرب، وهو متجه بخط مستقيم في طريق الثالث مكتوب عليها الحياد. أليس هذا لا شرقية لا غربية شعار عراقي رفعه الزعيم قاسم قبل الإيرانيين بعقدين؟ الذي كلفه حياته فيما بعد. لكي لا يتصيد أحدهم في الماء العكر. يوجد في القرآن في سورة النور آية 35 كلاماً عن زيتونة لا شرقية لا غربية، لكن هذا الكلام لم يأت في القرآن عن السياسة والدولة، وكالعادة اختلف المفسرون في تفسيرها. يا سيد نجاح، إن هذه الأقوال المأثورة تقتبس من قبل الآخر ويتم تحويرها بصيغة تلاءم الحالة التي فيها الشعب، فلذا يصوغها القائد والسياسي كي تخدمه في تلك المرحلة، على سبيل المثال، عندما قال الإمام روح الله الموسوي الخميني: لا تقول ماذا قدمت لنا الثورة، بل قل ماذا قدمنا نحن للثورة. أرجو أني نقلت النص صحيحاً سليما. قبل آية الله الخميني بأكثر من عقدين قال الرئيس الأمريكي الـ35 جون كندي: لا تسل عما يمكن لبلادك أن تقدم لك، بل عما يمكنك أن تقدم لبلادك. أليس هناك تشابهاً كبيراً بين القولين؟. إذاً أن السيد مقتدى الصدر لم يسرق شعاراً من أحد، بل هو شعاراً عراقياً كما بينا أعلاه، رفعه الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم، وهذا الشعار هو الذي جعلت أمريكا أن توعز إلى عملائها في العراق للقيام بانقلاب على الزعيم عبد الكريم قاسم وقتله بدم بارد في مبنى دار الإذاعة العراقية دون محاكمة.
01 02 2022
RELATED ARTICLES

1 COMMENT

  1. نارهم تاكل حطبهم. عباره توحي بالكراهية والبغضاء والشماته يؤسفني أن أسمعها ممن كانوا يعيشون معنا المعاناة وضغوط الظلم من قبل الطاغيه صدام وعصابته. الآن وبعد أن صار لنا متنفس نعبر به عن آرائنا بحريه صرنا نمزق به بعضنا البعض فيالهول ماعشناه بالأمس وما نعيشه اليوم ومالانعلمه غدا. والى الله المصير.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular