بعد عامين على مقتل زعيم داعش السابق أبو بكر البغدادي، قتل اليوم أيضا خلفه أبو إبراهيم القرشي في عملية عسكرية شمال غرب سوريا.
ولم يستمر القرشي في موقعه زعيما لداعش أكثر من عامين، وهو أحد أعضاء التنظيم القدامى. وعرف خلال فترات سابقة بألقاب مختلفة، منها عبد الله قرداش، أبو عمر التركماني، حجي عبد الله، أبو عبد الله القرشي، قبل أن يطلق عليه داعش لقب “أبو ابراهيم الهاشمي القرشي” بعد إعلانه “خليفة” له.
وعلى عكس البغدادي، لم يسبق أن ظهر القرشي إلى العلن. ولا تعرف له سوى صور قديمة خلال فترة شبابه وخلال سجنه لدى القوات الأميركية في سجن بوكا عام 2008.
وصنفت الولايات المتحدة القرشي إرهابيا عالميا في مارس 2020، ورصدت جائزة تقدر بـ10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى الإطاحة به.
والمولى هو أحد مؤسّسي داعش ومن كبار منظّريه العقائديين. وتربطه علاقة قديمة بالبغدادي.
عقب مقتل البغدادي، أعلن داعش القرشي “خليفة” له. لكن لقبه الجديد لم يكن معروفا حتى للخبراء في شؤون “الجماعات الجهادية” لدرجة أنّ بعضهم شكّك في أن يكون شخصية وهمية، في حين قال عنه حينها مسؤول أميركي رفيع المستوى إنّه “مجهول تماماً”.
يحمل أمير المولى أيضا لقب “أبو عمر التركماني”، وهو ما قد يوحي بأنه من الأقليّة التركمانية في العراق. لكن تنظيم داعش شدد على أصله العربي، الذي يعتبر أحد شروط تولي “الخلافة” في التنظيم.
ولد المولى في أكتوبر عام 1976 في ناحية المحلبية غرب مدينة الموصل، وليس في مدينة تلعفر كما يعتقد. لكن عائلته سكنتها لاحقا.
خضع للخدمة العسكرية في الجيش العراقي، وكان مجندا في وحدة المشاة بين سنتي 2000 و2002.
بعد سقوط نظام صدام حسين، التحق المولى بتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي كان يقوده حينها أبو مصعب الزرقاوي، قبل أن تعتقله القوات الأميركية سنة 2008 وينقل إلى سجن بوكا قرب البصرة.
قبل اعتقاله، كان المولى إماما وخطيبا لمسجد الفرقان في الموصل، وهو حاصل على ماجستير في علوم القرآن من جامعة الموصل.
وتشير وثائق التحقيقات معه في سجن بوكا، التي رفعت عنها السرية، إلى أن المولى لحظة اعتقاله كان متزوجا ولديه طفل واحد.
وحسب صحيفة الغارديان البريطانية، فلديه أيضا شقيق اسمه عادل الصلبي يقيم في تركيا وينشط في حزب “الجبهة التركمانية العراقية”. وظل الشقيقان على علاقة وثيقة مع بعضهما حتى تسمية الأول “خليفة” لداعش.
فور خروجه من سجن بوكا، التحق المولى بـ”دولة العراق الإسلامية” مجددا وعمل شرعيا في نينوى.
ومع توسع التنظيم في 2014، تقلد المولى منصب “قاضي الدولة” في داعش وهو منصب بمثابة وزير للعدل.
ويتهم المولى بأنه المسؤول الرئيسي عن فتوى سبي الأيزيديات في صيف 2014.
وخلال السنوات الماضية، ظل المولى هدفا للقوات الأميركية والعراقية أكثر من مرة، تعرض في إحداها لغارة جوية فقد على إثرها ساقه اليمنى.
ومع هزيمة داعش الكاملة في 2019، عاد التنظيم إلى العمل السري واختفى من بقي قادته الأحياء، بينهم أمير المولى أو عبد الله قرداش، قبل أن يعيده داعش إلى الواجهة من جديد عندما عينه في منصب “الخليفة”.
ومن حينها، ولم يسجل له أي حضور علني حتى أعلنت الولايات المتحدة مقتله هذا اليوم.