.
في بساتين الزيتون التي كانت تقع في يوم من الأيام على خط المواجهة بين متشددي تنظيم الدولية الإسلامية والقوات العراقية، يقوم يونس سلمان وبعض المزارعين بما يعتقدون أنه مستقبل الزراعة في الشرق الأوسط وهو تسخير قوة الشمس.
تساعد ألواح الطاقة الشمسية التي ركبها العام الماضي بين 1500 شجرة زيتون في بستان عائلته على توفير إمدادات الطاقة لضخ المياه والري بما يوفر ما يكفي للإنتاج الزراعي وعدة ساعات من الكهرباء يوميا لمنزلهم.
ويقول سلمان إن الطاقة الشمسية حلت محل العديد من براميل الوقود النفطي التي كانوا يستخدمونها يوميا قبل ذلك.
وتقع مزرعة سلمان قرب قرية الفاضلية في شمال العراق على مشارف مدينة الموصل ويقول “خطرت لأخي عمر الفكرة بعد أن قام بالبحث عن الطاقة النظيفة على الإنترنت… وفكر أن هذا الأمر مثالي للعراق إذ لدينا الشمس ساطعة أغلب الوقت”.
وأضاف أن شقيقه اشترى ألواحا شمسية بقيمة 12 ألف دولار ثم ناشد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتمويل توسيع نطاق المشروع.
ولدى سلمان قناعة بأن الطاقة الشمسية يجب أن تكون مستقبل الزراعة والطاقة في الشرق الأوسط حيث تطول فترات الصيف وتزداد حرارتها ارتفاعا.
ويقول سلمان “نعاني كل صيف، فلماذا لا نستفيد منها على الأقل؟”
في العراق، غالبا ما توفر شبكة الكهرباء الوطنية المتداعية بضع ساعات فقط من الكهرباء كل يوم، مما يترك العديد من العراقيين يعانون بسبب درجات الحرارة التي تتجاوز 50 درجة مئوية في الصيف.
الحل المحتمل
ويعتمد العراق، أحد أكبر منتجي النفط في العالم، على صادرات النفط الخام في حوالي 95 بالمئة من إيرادات الدولة.
وتحاول الحكومة العراقية الاستفادة من الغاز المصاحب لتصبح أكثر اكتفاءً ذاتيا من الطاقة، ولكنها تحقق تقدما طفيفا في هذا المجال.
وتغذي واردات الغاز من إيران الشبكة الوطنية، وتتوقف بشكل دوري عند زيادة استهلاك الطاقة.
ويعتقد سلمان أن الطاقة الشمسية يمكن أن تساعد في حل كل تلك المشاكل للعراق.
بتكلفة زهيدة بخلاف تركيب الألواح الشمسية الأولية، تنتج مزرعته حوالي 40 طنا من الزيتون سنويا، ويجري بيع بعض المنتجات في تركيا والخليج.
يقول سلمان إن الجانب السلبي الوحيد هو التكلفة الأولية: “معظم العراقيين العاديين لا يستطيعون إنفاق مثل هذا المبلغ الإجمالي.. يجب أن يأتي من الدولة.”
ووقع العراق عدة صفقات لبناء محطات الطاقة الشمسية، بما في ذلك مع شركات من الإمارات العربية المتحدة والنرويج وفرنسا والصين.
ولم ترد الحكومة العراقية على الفور على طلب رويترز للتعليق.
واتسم التقدم في مسألة توسيع نطاق الاعتماد على مصادر الطاقة المستدامة بالبطء حتى الآن، لكن مسؤولين في وكالات دولية معنية بالمساعدات يأملون في أن مشروعات مثل تلك قد تساعد في تغيير التوجهات خاصة في الدوائر الرسمية.
وقالت ممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق زينة علي أحمد إن “عقودا من الصراع وإرث السياسات البيئية السابقة تعني أن تحول العراق إلى مصادر الطاقة المتجددة لن يحدث بين عشية وضحاها”.
وأضافت أن “استخدام الطاقة الشمسية للزراعة هي مفهوم جديد نسبيا في العراق، رغم أن الأمر استغرق بعض الوقت لإقناع السلطات، وبالتالي ما نشهده الآن هو تحول ثقافي تدريجي، وقبول أكبر للانتقال إلى مصادر طاقة نظيفة ومتجددة”.