تدور الان مناقشات في العراق حول من سينتخب رئيسا للجمهورية ومن سيتولى تشكيل الحكومة الجديدة لكن كل المناقشات لا تشير الى ان ايا من المنصبين سيكون من حصة المراة العراقية.وللتاريخ فان امرأة واحدة حكمت العراق لمدة 9 سنوات هي السلطانة دوندى.كان ذلك من عام 1410 الى عام 1419 م اي قبل 612 عاما.
وانا اقلب المصادر التاريحية عن الذين حكموا العراق منذ تاسيس بغداد وعددهم حتى الان 227 استوقفتني تلك الفترة من حكم التتر المغول او ما يسمى الدولة الجلائرية نسبة الى مؤسسها الشيخ حسن الكبير الجلائري الذي استولى على الحكم في بغداد بعد انهيار حكم اخر احفاد هولاكو عام 1328م.
وكانت السلطانة دوندى اخر 8 سلاطين للدولة الجلائرية المغولية التترية التي حكمت بغداد 83 عاما وانهارت لتحكم بغداد دولة الخروف الاسود (قره قوينلي) التركمانية.
وحسب الوثائق التاريخية كانت السلطانة دوندى عظيمة الجمال وهي بنت السلطان حسين الجلايري سافرت مع عمها السلطان احمد الى مصر لطلب المساعدة من الملك الظاهر برقوق في مواجهة تيمور لنك فساعده بان جهز له جيشا عاد به الى العراق.
وخلال وجودهما في مصر هناك تزوجها الملك الظاهر برقوق ثم فارقها فتزوجها ابن عمها (شاه ولد) ابن الشيخ علي بن اويس فلما مات عمها السلطان احمد اصبح زوج دوندى الحاكم لكنه سرعان ما قتل فحلت دوندى سلطانة مكانه.في بداية فترة حكمها حاصر بغداد محمد شاه ابن قره يوسف احد قادة التركمان لمدة سنة فاضطرت للخروج من بغداد الى واسط لتتولى الحكم من هناك وشاركها في الحكم محمود شاه ابن زوجها (شاه ولد) من زوجة اخرى. هذه الشراكه لم تدم فدبرت امر قتله لانه ابن غيرها. وفي سنة 1418م استقلت السلطانه دوندى ثم تغلبت على حكام البصرة وصار في ملكها الحويزه اضافة الى واسط.وخلال تلك الفترة اصبح يدعى لها على المنابر وتضرب النقود باسمها إلى أن ماتت عام 1419 وتولى بعدها الحكم ابنها أوس ابن شاه ولد الذي دخل في حرب مع أخيه محمد حاكم البصرة ثم سار الى بغداد ليقاتل شاه محمد ابن قره يوسف اول حكام بغداد من دولة الخروف الابيض (قره قوينلي) التركمانية.
وحسب المصادر التاريخية كانت للمرأة مكانة مرموقة في ذلك الزمان، يقول ابن بطوطة: (والنساء لدى الاتراك والتتر لهن حظ عظيم، وهم اذا ما كتبوا امرا يقولون فيه عن امر السلطان والخواتيين .. ولهن وخاصة زوجات السلطان صالة لترتيب وحضور مجالس الادب مع الشعراء والادباء ورجال الدين، اي بلاط مصغر. وان بعضهن اشتركن مع السلاطين في تدبير امور المملكة. وفي السياسة.
ولم تكن لزوجات السلطان فقط تلك المكانة المرموقة في الدولة بل كانت هناك نساء اخريات لهن مكانة كبيرة مثل مرضعة السلطان اويس (مخدوم شاه) التي كانت تلقب بـ (ايكجي). وكانت تعد من الاميرات، يسرع اليها في القضايا المهمة والخطوب المدلهمة، ولقد شاركت هذه المرأة في بناء العمائر والمدارس والمستشفيات، والتي من اهمها في بغداد: عمارة الايكجية، كما انها اعادت تعمير جامع الخلفاء الذي لا يزال يسمى جامع سوق الغزل، كذلك دار الشفاء.