هاف بوست عراقي ـ بعد مرور أيام على انتهاء هجوم داعش على سجن غويران في مدينة الحسكة السورية، بدأت حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، حراكاً أمنياً جديداً تجاه التحالف الدولي.
ويأتي الحراك تحديداً لبحث خطورة ما وصفه أحد المسؤولين العراقيين، بوجود إمارة متطرفة كاملة على مقربة من العراق، في إشارة إلى سجن الحسكة المركزي، الذي يقبع فيه الآلاف من أعضاء تنظيم داعش، ويخضع لسيطرة مسلحي قوات سورية الديمقراطية (قسد).
الحراك العراقي يأتي بعد أيام قليلة من إعلان مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي أن قسد غير مؤهلة للتعامل مع الملف، في إشارة إلى السجون التي يقبع فيها عناصر تنظيم داعش.
وأعقبت هذا الحديث تصريحات أخرى للأعرجي، قال فيها إن هناك أكثر من 10 آلاف إرهابي، تابعين لأكثر من 50 دولة، في سجون قسد بالحسكة، وهم يشكلون تهديداً حقيقياً للمنطقة والعالم.
وكشف مسؤول عراقي أن حراكاً واسعاً لوزارة الخارجية ومستشارية الأمن الوطني بدأ منذ أيام لبحث تصفية سجون داعش الخاضعة لسيطرة قسد.
وأضاف أن العراق فتح قنوات تواصل مع قسد عبر التحالف الدولي، من أجل تسلم مواطنيه الموجودين في هذه السجون. وهناك تحضيرات داخل العراق لتهيئة أماكن محصنة لهم.
في المقابل، فان العراق بحث مع الدول، التي يوجد أكبر عدد من مواطنيها في هذه السجون، عملية تسلمهم بسرعة ومحاكمتهم على أراضيها.
لكن حتى الآن، هناك مماطلة وتهرب من دول كثيرة، أبرزها فرنسا وبريطانيا وألمانيا، ودول أخرى من أوروبا الشرقية في هذا الملف، إضافة إلى دول عربية لها مواطنون في سجون قسد أيضاً.
وقال الخبير الأمني فاضل أبو رغيف إن العراق هو الدولة الوحيدة التي كانت جادة في مقاضاة ومحاكمة القيادات البارزة في تنظيم داعش، وحتى غير القيادات البارزة.
وقال القيادي في تحالف الفتح كريم عليوي إن الهجوم الذي شهده سجن الحسكة في سورية كان هدفه تهريب قيادات تنظيم داعش من تلك السجون وإدخالهم إلى العراق من جديد، حتى يعيد التنظيم نشاطه، خصوصاً بعد قتل أغلب القيادات داخل العراق.
وعززت القوات العراقية وجودها على حدودها الشمالية الغربية المحاذية لمناطق دير الزور والحسكة السورية، وذلك بالتزامن مع هروب العشرات من مسلحي تنظيم داعش من سجن في مدينة الحسكة.
ويُعدّ ملف الحدود العراقية مع سورية، التي تمتد لأكثر من 600 كيلومتر، أحد أبرز الملفات الأمنية التي تواجهها البلاد، إذ تسبب كثيراً في عمليات تسلّل لمسلحي التنظيم لشنّ عمليات واعتداءات إرهابية يذهب ضحيتها مدنيون وأفراد أمن.