مصر تموّل البلدان بالكهرباء بعد 7 أعوام فقط من ازمة الطاقة.. ماذا عن العراق؟

.

هاف بوست عراقي ـ قارن عراقيون، بين نهوض واقع الكهرباء في مصر وتحولها الى دولة مصدرة للطاقة خلال 7 سنوات، ومعضلة الكهرباء في العراق على الرغم من صرف المليارات من الدولارات ومرور 19 سنة من عام 2003 الى هذا اليوم.

ونشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري تقريرا جاء فيه أنه تمت إضافة نحو 30 ألف ميجاوات قدرات كهربائية بعد الانتهاء من تنفيذ 31 محطة إنتاج طاقة كهربائية ومجمع بنبان للطاقة الشمسية، ليصل فائض الكهرباء في يونيو 2020 إلى 13 ألف ميجاوات بعد عجز وصل إلى 6 آلاف ميجاوات في يونيو 2014.

ورصد التقرير أبرز المشروعات المنفذة في هذا الصدد، وعلى رأسها تنفيذ شركة سيمنز 3 محطات (العاصمة الإدارية- بني سويف- البرلس)، وذلك بإجمالي استثمارات بلغ 6 مليارات يورو، وإجمالي قدرات يبلغ 14.4 ألف ميجاوات، بينما تم تنفيذ مجمع بنبان للطاقة الشمسية بتكلفة بلغت أكثر من 2 مليار دولار، وإجمالي قدرات يبلغ 1465 ميجاوات.

كما تم تنفيذ 3 محطات لإنتاج الكهرباء في جبل الزيت، بإجمالي تكلفة بلغ 580 مليون يورو، وإجمالي قدرات يبلغ 580 ميجاوات، فضلاً عن تحويل 5 محطات توليد كهرباء تعمل بالدورة البسيطة لتعمل بنظام الدورة المركبة، وهم (الشباب- غرب دمياط- 6 أكتوبر- غرب أسيوط- غرب دمياط 2)، وذلك بإجمالي استثمارات بلغ 27 مليار جنيه، وقدرات مضافة تبلغ 1840 ميغاوات.

وتموّل مصر، وفقاً للتقرير، العديد من الدول بينها السعودية ليبيا والسودان، بالكهرباء، فيما تسعى لاستكمال الربط الكهربائي بين دول شمال أفريقيا بالكامل.

في المقابل، يعاني العراق من ازمة الكهرباء منذ أكثر من ثلاثة عقود على الرغم من المبالغ الضخمة التي تم صرفها على قطاع توليد الطاقة منذ عام 2003 ولغاية اليوم، تقدر، وفق خبراء، بأكثر من 80 مليار دولار.

ويقول المختص بإدارة مؤسسات الدولة في الازمات علي الفريجي ان مشكلة الكهرباء في العراق ليست ازمة بل هي جريمة ترتكب برعاية ودعم المنظومة الفاسدة المتحكمة في مؤسسات الدولة.

ويرى مراقبون ان استمرار مشكلة الكهرباء لا يمكن اعتباره ازمة، بحكم إن الازمات في أي قطاع أو منظومة عمل او مشاريع يجب التعامل معها بشكل مهني عال ودراسة الأسباب ووضع برامج الحلول.

وتعاني الكهرباء في العراق من سوء الإدارة ومعدلات مرتفعة في قضايا الفساد التي انعكست على مشاريع تجهيز المنظومة الكهربائية بمعدات وأجهزة قليلة الكفاءة وعدم الالتزام بمعايير الكفاء والنوعية عالمياً ومراعاة البيئة والأجواء العراقية.

وانحصرت محاولات الوزارة بإداراتها المتعاقبة على رفع معدلات توليد الطاقة في محطات الطاقة الرئيسة.

ولكن هذه المحاولات لم تلتفت لمسألة مهمة وهي معدلات ضياع الطاقة من خلال شبكات النقل الرئيسة والتوزيع التي تقدر بمعدل 42% من الطاقة المُولدة من محطات الطاقة في العراق.