هل تقف الاحزاب السياسية وراء عمليات الاغتيال في العراق؟

هاف بوست عراقي ـ يردد العراقيون شائعات مفادها أن تصاعد موجة الاغتيالات في الآونة الأخيرة سببه تصفيات بين الأحزاب السياسية، فيما يسود الخوف على الشارع العراقي من هذه العمليات، والتي كان اخرها اغتيال أحد أتباع التيار الصدري في ميسان.

وشكلت عمليات الاغتيال الأخيرة في العراق إرباكاً في الأوضاع الأمنية، وأنذرت بتدهور أمني في المحافظات التي شهدت تحسناً أمنياً كبيراً خلال السنوات الماضية، بعد اغتيال القاضي أحمد فصيل، المتخصص بقضايا المخدرات، وسبقه اغتيال الضابط في وزارة الداخلية، حسام العلياوي.

هذه التطورات سرعان ما دفعت القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي بتشكيل قيادة عمليات ميسان بقيادة محمد الزبيدي.

ويقول حسين علاوي، المستشار الأمني لرئيس الوزراء: قد نشهد تغييرات أخرى في قيادة عمليات ميسان بعد تقييم قدرة السيطرة والإدارة من قبل القيادات.

ويصف المراقبون عمليات الاغتيال بأنها تصفيات سياسية لا تستطيع الأجهزة الأمنية الكشف عنها، فيما أغلب الذين طالتهم عمليات التصفية هم شخصيات عسكرية معروفة.

ويقول الاكاديمي في علم السياسة والعلاقات الدولية زيد عبد الوهاب ان غربلة المؤسسات الامنية مهمة اصلاحية جوهرية، مشيرا الى ان بعض منتسبيها مجرمون بالفطرة.

وتنتقل حرب الاغتيالات التي يشهدها العراق منذ سنتين، على الأقل، من ناشطي التظاهرات إلى المنتسبين الامنيين.

لكن في الفترة الأخيرة بدأت تتجه نيرانها نحو مسؤولين أمنيين في أجهزة حساسة في الدولة العراقية، ما عدها مراقبون للشأن الداخلي بالكارثة التي تتحدى الحكومة.

ويرى السياسي العراقي والنائب السابق محمد اقبال الصيدلي ان تصاعد مؤشرات التحول من الصراع السياسي الى العنف والاشكال المدمرة ‏نتيجة حتمية لخلل بنيوي في طبيعة النظام السياسي الذي وصل الى مراحله النهائية.

‏وقال الصيدلي في تغريدة على تويتر، انه لا بديل جاهز في العراق وهذا ما يعمق الأزمة ويوسع آثارها، مشيرا الى ان ‏المشهد الاخير بدأ الاعداد له من مدة وسيسدل الستار على مزيد من الجماجم والدمى.

يذكر أن هذه العمليات جاءت بعد ساعات على زيارة قام بها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى ميسان.

وقال الكاظمي خلال اجتماعه بقيادات أمنية: نحن هنا في ميسان لنقول للمجرمين ستنالون العقاب القاسي، ولا يعتقد أحد أن بإمكانه أن يعلو فوق القانون، أو يسعى إلى إشاعة الفوضى دون محاسبة.

ودعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، للتهدئة والتصالح بعد الأحداث التي شهدتها محافظة ميسان مؤخراً من عمليات اغتيال طالت اثنتان منها ضابطاً وقاضياً.